اسكوتلانديارد تفرج عن قيادي أصولي مصري بعد 12 ساعة من احتجازه

السري ينفى علاقته باغتيال أحمد شاه مسعود عبر اعطائه خطابات ضمان لمنفذي العملية

TT

افرجت شرطة اسكوتلانديارد في لندن صباح امس عن القيادي الاصولي المصري ياسر السري مدير «المرصد الاسلامي» بلندن بعد 12 ساعة من احتجازه في مركز شرطة بادنجتون جرين بوسط لندن. وقال السري (39 عاما) في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان اسكوتلانديارد افرجت عنه بدون توجيه اتهام له، موضحا ان اعتقاله المفاجئ جاء بعد مطاردته في الشوارع القريبة امام منزله بمنطقة مايدافيل. واعرب عن اعتقاده ان ذلك قد يكون مقدمة لمداهمة منزله مرة اخرى. وقال انه على قناعة من ان الذين طاردوه بمنطقة مايدافيل هم من اجهزة الامن البريطانية، وليسوا مصورين صحافيين. وحسب السري فان اثنين من المصورين الصحافيين قاما بالتقاط العديد من الصور الفوتوغرافية له بدون استئذان وهو يهم بدخول منزله مساء اول من امس، مما جعله يعتقد ان هناك خطة لاختطافه او الحاق الاذى به مما جعله يصرخ طلبا للنجدة، ولكن الشرطة جاءت واعتقلته. وقال السري ان محاميته داعية حقوق الانسان جاريث بيرس ارسلت محاميا مندوبا عنها حضر جزءاً من التحقيقات.

ونفى السري طالب اللجوء السياسي في بريطانيا منذ ثماني سنوات تقارير وردت في لندن عن تورطه في محاولة اغتيال احمد شاه مسعود زعيم التحالف الشمالي المناوئ لحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، عبر اعطائه خطابات ضمان من «المرصد الاعلامي الاسلامي» بلندن لمنفذي العملية الجزائريين كريم توزاني (34 عاما) وقاسم باكالي (28 عاما) لتسهيل مهمة حصولهما على تأشيرات دخول الى افغانستان من سفارة طالبان في اسلام اباد.

وتعتقد الدوائر الامنية في لندن ان الاصوليين الجزائريين اللذين قاما بعملية اغتيال احمد شاه مسعود (اسد بانشير) عبر وضع متفجرات في الكاميرا التلفزيونية التي كانا يحملانها، دخلا افغانستان بعد المرور في باكستان بجوازي سفر مزورين. وكشفت مصادر في لندن ان جواز السفر البلجيكي المزور الذي حمله الاصولي الجزائري كريم توزاني يحمل رقم «اي بي 616967».

وقال السفير الافغاني في لندن احمد والي مسعود، وهو شقيق زعيم التحالف الشمالي، انه يعتقد ان باكستان وبعض الاصوليين العرب شاركوا في عملية اغتيال شقيقه. وقال السري انه لم يلتق من قبل الاسلاميين الجزائريين توزاني وباكالي، واشار الى انه لا يمكن ان يتورط في عمليات عسكرية او محاولات اغتيال، وليس له دخل بهذا الموضوع».

وتعتقد الدوائر الامنية الاميركية ومكتب المباحث الفيدرالية (اف بي آي) ان خمسة من الخاطفين الذين شاركوا في عمليات خطف الطائرات المدنية الاربع، التي ضربت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك واجزاء من البنتاغون (وزارة الدفاع) عاشوا في بريطانيا، وتلقوا تدريبا فيها قبل الانتقال الى الولايات المتحدة. يذكر ان السري صدرت ضده احكام غيابية بالسجن المؤبد والاعدام في قضيتي محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري الاسبق عاطف صدقي و«العائدون من البانيا» التي نظرتها محكمة هايكستب العسكرية بغرب القاهرة منذ ثلاثة اعوام.

وتطالب السلطات المصرية بتسلم السري ضمن الاربعة عشر من قادة الاصوليين في الخارج المتورطين في قضايا العنف الديني ويأتي في مقدمتهم ايمن الظواهري زعيم «تنظيم الجهاد»، ورفاعي احمد طه المسؤول العسكري لـ«الجماعة الاسلامية»، ومحمد شوقي الاسلامبولي شقيق قاتل الرئيس الراحل السادات، واسامة رشدي المقيم في هولندا.