مشرف في خطاب إلى الأمة الباكستانية: قررنا مساندة التحالف الدولي ولتحذر الهند وبعض العناصر الداخلية من تهديد أمن البلاد

TT

أكد الرئيس الباكستاني امس ان الولايات المتحدة طلبت رسمياً الاذن باستخدام الاجواء الباكستانية في حال شن هجوم على أفغانستان، وشدد على العداء الذي تبديه الهند لبلاده في إطار الازمة الراهنة. جاء ذلك في خطاب وجهه الى الأمة الباكستانية نقلته وسائل الاعلام مباشرة، وعرض فيه الدوافع التي كانت وراء اتخاذ القرار بالانضمام الى الجهود الدولية التي يتم الاعداد لها لمواجهة الارهاب العالمي.

وشدد الزعيم الباكستاني على عدم وجود خطط جاهزة لشن عمليات خاصة بهجوم تقوده الولايات المتحدة على أفغانستان في رد على الهجمات الارهابية الاخيرة. وأضاف ان باكستان تواجه حالياً اقسى محنة في تاريخها منذ حربها مع الهند العام 1971، موضحاً أن عدم التعاون مع واشنطن من شأنه أن يهدد البرنامج النووي الباكستاني بالخطر. وكشف عن أن واشنطن طلبت من إسلام آباد معلومات استخباراتية عن أفغانستان، كما أعربت عن حاجة قواتها لمعونات لوجستية وتموينية يؤمل أن تقدمها الباكستان.

وعلى صعيد آخر، وجه مشرف إنتقادات شديدة للهند متهماً إياها باستغلال «المأساة» للعمل على «إلحاق الضرر لباكستان ودينها الاسلامي». وأضاف ان جل ما تسعى إليه الهند هو «حصول تغير في أفغانستان بحيث يكون النظام الجديد معادياً لباكستان». وزاد إن الموقف الهندي المعادي يتجلى بوضوح من خلال «سيل الانباء المعادية لباكستان التي تُغرقنا بها وسائل إعلامهم». وأكد مشرف أن الجيش الباكستاني على أهبة الاستعداد لحماية البلاد من اي اعتداء خارجي.

واوضح ان القرار الذي أتخذ في سياق الازمة الحالية سيستند اساساً إلى اعتبارات هي «حماية البلاد» و«الحفاظ على كرامة الامة» وحماية «برنامجنا النووي وصواريخنا». وأكد ان هذ القرار الصعب بضم جهود باكستان الى المجموعة الدولية، قرار مستمد من الدين الاسلامي الحنيف ومنسجم مع أركانه الخمسة. واستغرب تعبير طالبان عن «قلقها حيال باكستان»، مؤكداً أن «باكستان هي التي تشعر بالقلق إزاء أفغانستان». وأشار الى أنه وجه رسالة رسمية للزعيم الافغاني ملا عمر أوضح له فيها «جدية الموقف، والجهود التي نبذلها للخروج من الازمة». ونصح الزعيم الافغاني في الرسالة التي حملها إليه رئيس المخابرات الباكستانية الجنرال محمود أحمد، أن من الضرورة بمكان أن «ننضم الى المجموعة الدولية كي نستطيع أن نؤثر على القرارات، وإلا فلن نستطيع الوقوف في وجه الدنيا». وتساءل «ما الذي فعلناه لأفغانستان وطالبان، حتى يقولون بأنهم يشعرون بالقلق على باكستان». واوضح انه ناشد بين 20 و25 زعيماً أجنبياً عدم إيذاء أفغانستان أو فرض عقوبات ضدها لأنه لا يريد إلحاق الضرر بالبلد المجاو أو بنظام طالبان الذي يحكم معظمه. وذكر أن العالم بأسره يقف اليوم في مواجهة أفغانستان.

وبينما ذكر أن بعض رجال الدين يبدون «مواقف عاطفية تجاه الازمة»، حذر مشرف القلة التي تسعى إلى إستغلال الاحداث «لتحقيق مصالحها الحزبية» بأن باكستان لن تتساهل في الرد على أي محاولة للإضرار بمصالحها.