رد نائب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» كريم بقرادوني على تهديد الرئيس الاسبق للجمهورية امين الجميل بانشاء قيادة رديفة للحزب الذي يحاول الخروج من ازمة داخلية حادة شلت مكتبه السياسي لاكثر من عام، فاعتبر ان الجميل يدفع في اتجاه المقاطعة بعد فشله في فرض سيطرته على الحزب، الذي سيخوض في 4 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل انتخابات يرجح ان يفوز بقرادوني فيها برئاسته.
واتهم بقرادوني الجميل باتباع «سلوكية المقاطعة والانفصال». ووصف هذه السلوكية بانها «جزء من التفكير التقسيمي الذي يهدد الكيان والتعايش والحوار».
وقال بقرادوني، في مؤتمر صحافي عقده امس: «ان اخطر ما دعا اليه الرئيس الجميل هو تهديده بالانفصال عن الحزب بعدما اعلن مقاطعته الانتخابات الكتائبية. وهذه الدعوة تدل على سلوكية درج عليها الرئيس الجميل لا تمت الى الروح الديمقراطية بصلة».
وعدّد بقرادوني المراحل في حياة الجميل السياسية، مشيراً الى انه «في العام 1986 فشل الدكتور ايلي كرامة (مرشح الجميل) في معركة رئاسة الحزب في وجه الدكتور جورج سعادة فقاطع الرئيس الجميل الحزب المنتخب وطلب من اتباعه الانفصال عن الحزب. وفي العام 1988 كان اول رئيس للبلاد في تاريخ الجمهورية يفشل في تأمين انتخاب خلف له حين شارك في مقاطعة انتخابات رئاسة الجمهورية، مما تسبب في حرب الالغاء بين الجيش و«القوات اللبنانية». وفي العام 1992 جاء خصيصاً من باريس ولمدة اسبوع ليدفع لحزب الكتائب الى مقاطعة الانتخابات النيابية، مما ادى الى خروج الكتائب من الحياة السياسية ومن السلطة فتهمشت وضعفت».
وذكر بقرادوني انه «استكمالاً لسلوكية مقاطعة الانتخابات الرئاسية والنيابية، فهو (الجميل) ينادي اليوم بمقاطعة الانتخابات الكتائبية وعدم الاعتراف مسبقاً بنتائجها تمهيداً للانفصال عن الحزب. ان سلوكية المقاطعة والانفصال هي جزء من التفكير التقسيمي الذي يهدد الكيان والتعايش والحريات». ودعا الى «مشاركة الكتائبيين في اختيار القيادة الكتائبية ومشاركة الكتائب في السلطة والحياة السياسية كجزء من مشاركة المسيحيين في بناء الدولة وضماناً للتوازن داخل الوطن» مشدداً على «ان الكتائب ليست حزب الدولة، بل هي حزب داعم للدولة». وقال: «نحن نتمسك بالدولة من دون ان تمسكنا الدولة. ونحن حزب العقل في الدولة، لا حزب الغريزة في مواجهة الدولة».
وابدى بقرادوني رفضه لاتهامات الجميل لقيادة الحزب بان عملية انتخاب المندوبين للمؤتمر العام كانت تعييناً. ورد باتهام الجميل بـ «قلب الادوار بظهوره بمظهر من يسعى الى التوافق». وعرض محاولات التوافق مع الجميل واتهمه بافشالها، مؤكداً ان الاخير «لم يوافق ابداً على اي رئيس توافقي. وكان يصر على مبدأ:انا او لا احد. وهو الذي اوقف مفاوضات التوافق عندما تبين له انها تسير في اتجاه رئيس توافقي غيره».