سعودي ورد اسمه ضمن قائمة خاطفي الطائرات يتهم منظمات من داخل أميركا باستعمال الأسماء

النعمي لـ«الشرق الأوسط»: جميع منسوبي الخطوط السعودية الواردة أسماؤهم كخاطفين أحياء يرزقون

TT

أكد أمس السعودي أحمد حيدر محمد النعمي الذي ورد أسمه ضمن المتهمين باختطاف الطائرة الأميركية 757 التابعة لشركة «يونايتد ايرلاينز» التي تحطمت في بنسلفانيا في 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، عدم وجود علاقة له بالهجمات التي وقعت في الولايات المتحدة، مشدداً على أنه لم يغادر الرياض التي يقيم فيها وقت الحادث وأن اسمه كأسماء غيره من السعوديين التي وردت في قائمة الخاطفين تم استغلالها من قبل اشخاص او منظمات من داخل الولايات المتحدة.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أبدى النعمي (33 عاماً)، الذي يعمل مشرفاً لطاقم ملاحين في الخطوط السعودية ومن مواليد الشافي في منطقة جيزان جنوب غرب السعودية، استغرابه من ورود اسمه في احدى القوائم التي أصدرتها وزارة العدل الأميركية والمتضمنة عدد خاطفي الطائرات الأربع التي صدمت ثلاث منها مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، فيما تحطمت الرابعة في بنسلفانيا. وورد اسم النعمي في قائمة خاطفي الطائرة الرابعة مع ثلاثة سعوديين وهم أحمد الحزوني وزياد الجراح وسعيد الغامدي، حيث ورد اسم النعمي في قائمة الرحلة 93 التي غادرت مطار نيويورك بولاية نيوجرسي عند الساعة 8.01 وأصطدمت بالأرض في بنسلفانيا عند الساعة .10.10 وكان النعمي يحتل مقعد الراكب رقم 4 في هذه الرحلة. وذكرت وزارة العدل الأميركية أن الخاطف عاش في مدينة ديلري بولاية فلوريدا، كما أوردت القائمة ثلاثة سعوديين على نفس الرحلة، وهم سعيد الغامدي رقم 2 وأحمد الحزوني الراكب رقم 3 وزياد الجراح الراكب رقم 26، والذي تعتقد القائمة أنه قاد الطائرة بعد اختطافها.

وأشار النعمي إلى أنه زار الولايات المتحدة ثلاث مرات خلال رحلات عمل مع الخطوط السعودية الى أورلاندو كمشرف طاقم ملاحين وعلى فترات متباعدة وخلال ثلاث سنوات، كانت الأولى عام 1998 والثانية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، والثالثة والأخيرة في شهر يوليو (تموز) الماضي، مشدداً على أنه خلال رحلاته هذه لم يفقد جواز سفره أو أي بطاقة رسمية تثبت هويته.

وقال أنه فوجئ يوم الجمعة الماضي بورود اسم ثنائي يتطابق مع أسمه الأول واسم عائلته ضمن قائمة تعتبرهم واشنطن متورطين في الهجمات، مضيفاً «أنني صدمت بذلك وانتظرت أياماً لعل أحداً يحمل الاسم نفسه يتقدم لاعلان تبرئته من تورطه في هذه الهجمات، وقال «انني حي أرزق ولست من المتورطين في هذه الهجمات».

وأوضح أنه لم يسبق أن درس أو عاش في الولايات المتحدة، بل أن دراسته كانت في معهد الطيران في جدة، ويقيم في الرياض حالياً، ويعمل منذ 14 عاماً في الخطوط السعودية كمشرف طاقم ملاحين ولا علاقة له البتة بقيادة الطائرات، مضيفاً أنه لم يزر بنسلفانيا التي تحطمت فيها احدى الطائرات الأميركية المخطوفة، بل أنه يسمع بها لأول مرة.

وقال النعمي انه لم يفق بعد من هذه الصدمة التي وضعته فيها القائمة كمشتبه في خطف الطائرات الأربع وخصوصاً «أنني وضعت في عداد الموتى ناهيك من الخاطفين، وقد تلقيت من جراء ذلك اتصالات من الأهل والاقارب والاصدقاء بعضهم يطمئن والبعض يستفسر، علما بانهم كانوا جميعا مقتنعين ان هناك خطأ ما جعل اسمي ضمن قائمة المتورطين في الهجمات، والى يوم امس كنت اعتقد ان احداً يحمل نفس اسمي مع يقيني بعدم وجود أي من اقاربي من يحمل هذا الاسم».

وحول عزمه رفع دعوى قضائية على السلطات الاميركية، قال ان همه الاول ان يصدر اعتذار وتبرئة لي من قبل السلطات هناك عن هذا الخطأ وان أي اجراء بهذا الخصوص يجب ان يتم في اطار مرجعه «الخطوط السعودية» الذين لديهم علم بورود اسمي ضمن قوائم المشتبه فيهم. وهو اسم كغيره من الأسماء التي أعلنت بشكل غير دقيق، بل ان جميع من وردت اسماؤهم في قائمة خاطفي الطائرات الاربع من منسوبي الخطوط السعودية هم أحياء وموجودون في السعودية.

وأشار الى انه وقت حدوث التفجيرات كان يجلس مع عائلته في منزله في الرياض وصدم من هذا العمل المروع، وفي يوم الجمعة الماضي زادت صدمته عندما ورد اسم يطابق اسمه الثنائي ضمن قائمة الأسماء المتهمة بقيادة الطائرات، مما جعله يعيش حالة من الذهول، بل اصبح في وضع نفسي سيئ وفي حالة يرثى لها. وحينها عادت به الذاكرة الى رحلاته الثلاث الى أورلاندو ضمن رحلات الخطوط السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيرا الى انه لم يسبق ان قام باستئجار سيارة او ابرز جواز سفره، الا لموظفي الجوازات هناك وفندق ماريوت في اورلاندو، كما قام بعملية صرف من الصراف الآلي بحدود مبلغ 200 دولار.

ورأى ان السعوديين التي وردت اسماؤهم في قائمة الخاطفين تم استغلالها من قبل اشخاص او منظمات من داخل الولايات المتحدة او عن طريق قوائم التأشيرات الممنوحة للسعوديين، مشيراً الى اهمية الابلاغ عن أي وثيقة رسمية عند فقدها.

وبيّن النعمي انه تلقى اتصالات عديدة من الأقرباء والأصدقاء من مختلف مناطق السعودية. وقال «قررت بعد أن أفقت من الصدمة التي عشتها أن أذهب لجريدة «الشرق الأوسط» لاثبات أنني على قيد الحياة وأنني بريء من التهمة الموجهة لي».

وأشار الى أنه شك بأن اسمه هو الوارد في القائمة نتيجة لعمله في الخطوط السعودية وتردده على أميركا برحلات عمل، اضافة الى ورورد أسماء زملاء عمل في الخطوط السعودية في قائمة المختطفين.

وقال: أنا أب ولدي أربعة أطفال، وأن ورود اسمي في القائمة كان وقعه على والدي صعبا جداً، حيث أنه عاش لحظات نفسية سيئة، ولكنه متأكد من براءتي، ولكنه يخشى من أن ورود اسمي في القائمة سيشكل قلقا لي خلال حياتي وتنقلاتي».

وحول توقعاته عن مرتكبي التفجيرات، قال: «الله أعلم، ولكن ما اعطاني الاطمئنان نتائج التحقيقات ستثبت أنني بريء».

وقال انه لا يفكر الآن بتقديم دعوى قضائية ضد السلطات الأميركية ولكن همه الأول هو تبرئة ساحته من هذا الاتهام.

وقال انه بعد الحادث قام برحلات داخل السعودية ولم يذهب في رحلات خارجية حتى الآن، مع العلم بأنه يتوقع لو سافر الى الخارج سيواجه مشاكل عديدة.

=