زعيم طالبان يستبعد أي إجراء ضد بن لادن من دون دليل ويعرب عن استعداده لمحادثات مع أميركا

TT

قال الملا محمد عمر الزعيم القوي لطالبان انه مستعد لاجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن مصير اسامة بن لادن.

ونقلت عنه وكالة الانباء الافغانية الاسلامية ومقرها باكستان قوله: «لم نحاول خلق مشكلات مع اميركا». وطلب الملا عمر من مجلس العلماء الذي انعقد في كابل امس بحث مصير بن لادن واحتمالات التعرض لضربة جوية اميركية.

ونفى الملا عمر امس اي مسؤولية لابن لادن وطالبان في اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) في الولايات المتحدة واستبعد اتخاذ اي اجراء قضائي بدون اثباتات «قاطعة» ضد بن لادن تتسلمها الحركة.

وأضاف «اجرينا محادثات عديدة مع الحكومة الاميركية الحالية والحكومة السابقة ونحن مستعدون للمزيد من المحادثات».

ومن جهتها اشارت مصادر مقربة من الوفد الباكستاني الذي تفاوض مع زعيم طالبان في قندهار لـ«الشرق الأوسط»: «ان الملا عمر اكد لرئيس المخابرات الباكستانية محمود احمد ان بن لادن سيكون اخر شخص يغادر الاراضي الافغانية حيا او ميتا». ودعا الملا عمر واشنطن رسميا الى «التحلي بالصبر» بينما اعرب المسؤولون الباكستانيون عن خيبة املهم من موقف «التحدي» الذي تتخذه طالبان التي استقبلت الاثنين والثلاثاء وفدا باكستانيا في افغانستان.

واضاف «لقد قلنا انه في حال وجود اثباتات على ادانة اسامة يجب تسليم هذه الاثباتات الى المحكمة الافغانية العليا وافساح المجال لعلماء من ثلاث دول مسلمة ومن منظمة المؤتمر الاسلامي لمتابعة الاجراءات القضائية». وقال لم نسمح له في الماضي او الحاضر او المستقبل في ان يستغل الاراض الافغانية لتوجيه هجمات الى الدول الاخرى. واضاف الملا عمر انه اكد للاميركيين من قبل ان حكومة طالبان قامت بقطع كل وسائل الاتصالات عن بن لادن. واشار الى الاقتراحات التي قدمتها طالبان للسلطات الاميركية لانهاء ازمة بن لادن، وهي التقدم بالادلة الثبوتية ضده الى «مجلس القضاء الافغاني» او تقرير مصيره عبر علماء ثلاث دول اسلامية، او وضعه تحت تصرف «المؤتمر الاسلامي». وقال اننا طلبنا من الولايات المتحدة تعقب المشتبهين الحقيقيين عن التفجيرات. وقال «لكن الولايات المتحدة رفضت كافة اقتراحاتنا».

وتساءل زعيم طالبان «اين درب بن لادن هؤلاء الطيارين واي مطارات استخدمت ومن يملك طائرات التدريب تلك؟» واضاف «الجواب: الاميركيون». وقال «لقد حدث الامر في الولايات المتحدة» مشددا على ان «افغانستان لا تملك الموارد» وان «اسامة ليس واسع النفوذ الى درجة» ارتكاب اعتداءات مماثلة.

وافاد «لم نسمح لابن لادن باستخدام الاراضي الافغانية ضد اي كان» مؤكدا ان طالبان كانت اعلمت الولايات المتحدة بانها «قطعت كل وسائل الاتصال عن اسامة. وهو عاجز عن الحديث مع اي شخص في الخارج».

واوضح الملا عمر الذي يعتبره اتباعه بمن فيهم بن لادن «اميرا للمؤمنين» «نريد ان يحصل الاميركيون على ادلة قاطعة وان يبحثوا عن المذنبين الحقيقيين» في اعتداءات الاسبوع المنصرم. واضاف «غير ان الولايات المتحدة تصر على مهاجمة افغانستان وقتل المدنيين الابرياء والمحرومين وتدمير حكومتنا الاسلامية».

ومن جهته اعلن وزير من حركة طالبان في العاصمة الافغانية ان اجتماع مجلس علماء حركة طالبان المنعقد في كابل لاتخاذ قرار حول احتمال اعلان الجهاد وبحث مصير اسامة بن لادن سيتواصل. وقال قدرة الله جمال وزير الثقافة والاعلام ان «الاجتماع متواصل واليوم لن يكون اليوم الاخير».

واعتبر جمال انه من السابق لاوانه التحدث عن مضمون هذا الاجتماع لانه يتابع اعماله. وينظر المجلس في الرد الواجب اتخاذه ازاء طلبات تسليم بن لادن الذي يعيش في افغانستان منذ حوالى خمس سنوات.

وكان بن لادن الذي تعتبره طالبان «ضيفا» اتهم بالوقوف وراء الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام اللذين اوقعا 224 قتيلا في .1998 واعتبر بن لادن المشتبه فيه الرئيسي في اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه يريد بن لادن «حيا او ميتا».

وكان الملا عمر قد قرر عدم الظهور في اجتماع حاسم عقده امس مئات العلماء في القصر الجمهوري في العاصمة كابل وأوفد مندوبا قرأ خطابه.

وفي مقابلة مع رحيم الله يوسفزاي الصحافي الباكستاني قال عمر: «حملنا السلاح لتحقيق أهداف الجهاد الافعاني وانقاذ شعبنا من المزيد من المعاناة. ايماننا بالله مطلق، لا ننسى هذا اطلاقا، يستطيع أن ينعم علينا بالنصر أو يبتلينا بالهزيمة».

ونقل عن الملا امير خان متقي وزير التعليم في حكومة طالبان وعضو مجلس العلماء قوله انه من المتوقع ان تستمر جلسة العلماء اليوم وان يصدر المجلس قرارا نهائيا وفتوى.

وكان اكثر من الف من العلماء المسلمين بدأوا اول من امس في كابل اجتماعهم.

وفي اسلام اباد نفى متحدث بالخارجية الباكستانية امس علم بلاده بخطة اميركية محددة لمهاجمة افغانستان لارغامها على تسليم بن لادن.

وقال رياض محمد خان المتحدث بوزارة الخارجية في مؤتمره اليومي للصحافة حول الوضع الراهن في المنطقة واحتمال وقوع الضربة الاميركية ضد افغانستان ان الولايات المتحدة لم تتدارس مع باكستان اية خطة محددة من هذا النوع. واضاف ان بلاده وافقت من حيث المبدأ على مساعدة واشنطن في التحقيقات الجارية حول الهجمات غير انه لم يتم التشاور معها تحديدا في ما يتعلق بتوجيه ضربة. وشدد خان على ضرورة التأكد التام بالتعاون مع المجتمع الدولي من وجود ادلة دامغة ومحددة لمن يتهم بالارهاب في حالة العزم على محاربة هذه الظاهرة.

يذكر ان الحكومة الباكستانية تواجه ضغوطا قوية من المجموعات الاسلامية في البلاد بهدف عدم تقديم مساعدة لواشنطن عند قيامها بتوجيه ضربة لافغانستان. وفي لندن حذر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اول من امس حركة طالبان الحاكمة في افغانستان من انها ستعامل كما يعامل الارهابيون اذا ما استمرت في مساعدة وايواء بن لادن. وقال بلير في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي «امام طالبان خيار واضح: إما ان تتوقف عن مساعدة وايواء الذين يقومون باعمال ارهابية وإما ان تعامل على غرار الارهابيين».

واكد «ان على طالبان ان تفكر مليا بالنتائج» التي تنجم عن رفض التعاون. واضاف ان «من المهم جدا القضاء على الشبكة الكاملة التي تدرب اشخاصا على عمليات ارهابية».