القمة الأوروبية في بروكسل تمنح المساندة السياسية الكاملة لواشنطن في حملتها ضد الإرهاب الدولي

TT

اقتصرت قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي في اجتماعها الطارئ الذي عقد الليلة الماضية في بروكسل على توجيه الدعم والتضامن اللامحدودين الى الولايات المتحدة في محنتها الاخيرة.

واكد رئيس القمة الاوروبية غي فيرهوفشتات، رئيس حكومة بلجيكا، ان القمة «اعطت دعمها السياسي المطلق للولايات المتحدة الذي لا يكتسي الطابع العسكري، نظرا لان المسائل الدفاعية هي من اختصاص حلف شمال الاطلسي واتحاد اوروبا الغربية الذي هو الذراع العسكري لاوروبا».

واعتبر قادة الاتحاد الاووروبي الذي وصلوا الى بروكسل ان الوقفة الاوروبية الراهنة مع الولايات المتحدة ما هي الا رد لجميل اميركي سابق وعرفان بمساهمة الولايات المتحدة في الماضي في تحرير اوروبا من النازية وكذلك تمويل اعادة بنائها واعمارها بواسطة خطة مارشال.

كما اكدت الرئاسة البلجيكية للاتحاد الاوروبي التي سارعت هي والمانيا الى الدعوة لهذه القمة، ان التضامن الاوروبي مع واشنطن ليس سياسيا فحسب وانما اقتصادي ايضا، وذلك ان دوائر الاقتصاد في الاتحاد الاوروبي وجهت رسائل مطمئنة الى الاوساط الاقتصادية والمالية الاميركية تؤكد لها ان الاتحاد الاوروبي لن يتخلى عنها ولن يبقى مكتوف الايدي امام احتمال تراجع مركزها العالمي وانه مستعد لضخ السيولة النقدية الكافية للابقاء على مكانة الدولار الاميركي وعدم السماح بانهياره الى جانب مساندة مراكز الشركات الاميركية المتضررة من احداث 11 سبتمبر (ايلول) الجاري.

وكان متوقعا ان يصدر القادة الاوروبيون ليلة امس بيانا سياسيا يتضمن رسالة قوية موجهة الى شعوب وقيادات العالمين العربي والاسلامي تؤكد ان اوروبا لا تعتبر ان الارهاب مرتبط بالاسلام او العرب، بل تعتبر نفسها في خندق واحد معهم لمحاربة تلك الآفة التي لا دين ولا قومية لها.

واكدت الرئاسة البلجيكية في ذلك السياق انها كلفت الترويكا الاوروبية (وزراء خارجية بلجيكا واسبانيا وخافيير سولانا المنسق الاوروبي، وكريس باتن مفوض العلاقات الخارجية) القيام خلال الاسبوع المقبل بجولة الى عواصم عربية واسلامية تنتهي بطهران لشرح هذه المعاني وخاصة مقاصد التعبئة الدولية لمحاربة الارهاب، والتأكيد بشكل خاص على ان اوروبا جارة العرب والمسلمين ولن تسمح بأي شكل من الاشكال بشن حرب عليهم.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الرئاسة البلجيكية للاتحاد الاوروبي كلفت هوبير فيدرين رئيس الدبلوماسية الفرنسية الذي سيصل غدا الى اسرائيل والى اراضي السلطة الفلسطينية بتوجية تحذير واضح الى ارييل شارون بعدم الدخول على الخط لافشال التحالف الدولي الذي يتشكل حاليا ضد الارهاب.

واكد مصدر دبلوماسي بلجيكي رفيع لـ«الشرق الأوسط» ان الرئاسة البلجيكية، التي تلقت تفويضا من القمة بشأن التعاطي مع الوضع الراهن في الشرق الأوسط، سوف تعتبر اي انتهاك اسرائيلي للوضع الامني في الاراضي الفلسطينية وكل عرقلة من طرف حكومة شارون لمنع الاجتماع مع ياسر عرفات، محاولة لافشال التحالف الدولي ضد الارهاب الذي يتعاون الغرب والعالمان العربي والاسلامي على تشكيله. كما اكدت بلجيكا بوصفها رئيسة للاتحاد الاوروبي «انها لا تعتبر الرئيس عرفات هو بن لادن الفلسطيني كما يقول شارون الذي يتعين عليه عدم القيام بخلط المفاهيم».