انفجار في مصنع للكيماويات في فرنسا وحملة اعتقالات لـ«مشبوهين» في محيط باريس

TT

اوقع انفجار هائل صباح امس في مصنع للكيماويات في مدينة تولوز (جنوب فرنسا) خمسة عشر قتيلا ومائتي جريح وأدى الى تدمير عدة مصانع مجاورة وتخريب ما هو قائم على مساحة تبلغ 40 هكتارا.

وافادت مراكز الرصد ان قوة الانفجار وصلت الى 3.4 على مقياس ريختر. وأكد شاهد عيان انه رأى كتلة هائلة من النار والدخان تلف المنطقة التي حصل فيها الانفجار. كذلك تشكلت غيوم سامة فوق المنطقة.

وأدى هذا الانفجار الى بروز حالة من الهلع، وظن الكثيرون انه حصيلة عمل تخريبي. غير ان السلطات المحلية اكدت ان سببه يعود الى حالة الاجهزة والانشاءات. وأمرت النيابة العامة بفتح تحقيق قضائي للتحري عن الاسباب الحقيقية للانفجار وظروف حصوله.

وسارع رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان ثم رئيس الجمهورية جاك شيراك ووزيرا الصحة والبيئة، اضافة الى رئيس بلدية مدينة تولوز ورئيس شركة توتال فينا ـ إلف الى مكان الحادث، حيث فرضت السلطات طوقا امنيا بعرض 30 كلم. وطلب من الاهالي اغلاق منازلهم والبقاء داخلها. وتحطمت النوافذ في احياء كثيرة واخليت مدارس ومستشفيات كثيرة. وعمدت السلطات كذلك الى وقف الحركة من وإلى مطار تولوز ووقف سير القطارات في المنطقة وتحويل السير عن مدينة تولوز التي توصف بـ«المدينة الوردية».

وافادت مصادر مستشفيات تولوز ومحيطها ان ثمة 80 جريحا في حال الخطر من بين مجموع الجرحى (200 جريح).

وبدت الصور التي نقلتها القنوات التلفزيونية الفرنسية عن مكان الانفجار مخيفة. وأحدث الانفجار حفرة بعمق 50 مترا. وتهاوت مبان كثيرة ومصانع في محيط الانفجار الرئيسي.

وجاء هذا التطور الدرامي على خلفية مخاوف فرنسا من ان تكون هدفا لهجمات ارهابية من اصوليين متشددين على علاقة بتيار او مجموعات اسامة بن لادن.

ومنذ الحادي عشر من الشهر الحالي، تفرض فرنسا خطة امنية مشددة على كل الاراضي الفرنسية وخصوصا في العاصمة والمدن الكبرى.

وصباح امس، عمد رجال جهاز مكافحة التجسس، بناء على أمر قاضي التحقيق في شؤون الارهاب جان ـ لوي بروغيير وجان ـ فرنسوا ريكار الى اعتقال 7 أشخاص في محيط مدينة باريس.

ووضع هؤلاء الاشخاص رهن التوقيف الاحتياطي في مقر الشرطة في باريس.

وتظن الاجهزة الامنية ان هؤلاء الاشخاص على علاقة بالفرنسي ـ الجزائري جمال بغال الذي اوقف في مطار دبي في شهر يوليو (تموز) الماضي، والذي يعتبر «شخصية» مهمة (يلقب نفسه بالأمير) في اوساط الاصوليين.

وافادت مصادر امنية ان قاضي التحقيق جان ـ لوي بروغيير توجه الى دبي للاطلاع على افادات جمال بغال وربما لاستجوابه.

ووفق ما ادلى به جمال بغال للمحققين في دبي فانه كان يسعى وآخرون الى التحضير لهجوم يستهدف السفارة الاميركية في باريس، الواقعة قريبا من ساحة الكونكورد. ودفعت اعترافات بغال السلطات القضائية الفرنسية الى فتح تحقيق قضائي قبل حصول الهجوم على نيويورك وواشنطن بيوم واحد.

وأمس، افيد ان جمال بغال على علاقة بالاشخاص الذين اوقفوا في بلجيكا وهولندا اخيرا، ومنهم التونسي نزار طرابلسي. وعلم ان بغال اقام في افغانستان في فترات مختلفة، كما اقام في السنوات الاخيرة في المانيا وبريطانيا، مثلما فعل زكريا موساوي الذي هو كذلك مزدوج الجنسية.

وتبدو السلطات الفرنسية واثقة تماما من ان جمال بغال على علاقة بشبكة اسامة بن لادن وانه حلقة مهمة في انتشارها في اوروبا.

=