إجراءات أمن مشددة صاحبت خطاب بوش وتشيني ظل في مخبأ سري تحسبا لأسوأ السيناريوهات

TT

اتخذت اجراءت امن مشددة اول من امس عندما القى الرئيس الاميركي جورج بوش كلمة امام الكونغرس حول الارهاب لدرجة انه لم يسمح لنائب الرئيس ديك تشيني بحضور الجلسة.

فقبل وقت قصير من مرور موكب الرئيس بوش عبر بنسلفانيا افنيو في طريقه الى مبنى الكابيتول، اصطحبت فصيلة من الخدمات السرية، نائب الرئيس ديك تشيني الى مكان سري، لضمان استمرارية الحكومة الاميركية في أسوأ سيناريو ممكن.

وتجدر الاشارة الى انه خلال خطاب الرئيس امام الكونغرس يتولى وزير هذا الدور.

وكان غياب تشيني هو اكثر الاشارات وضوحا على اجراءات الامن المتشددة التي اتخذتها الخدمات السرية وشرطة مبنى الكونغرس في اعقاب حوادث الاسبوع الماضي.

كما انها كانت المرة الثالثة في التاريخ الحديث التي يحتل فيها شخص آخر المقعد التقليدي لنائب الرئيس في حدث مثل هذا ـ وكان في هذه الحالة السناتور الديمقراطي روبرت تيم عن ولاية غرب فريجنيا.

وقبل ثلاث ساعات من خطاب بوش في الساعة التاسعة مساء بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، تم اخلاء اماكن انتظار السيارات في منطقة ايست بلازا التي تستخدمها وسائل الاعلام، لاتاحة الفرصة لسيارات اطفاء الحريق الانتظار هناك.

وعلى مداخل الكابيتول ومبنى مكاتب الكونغرس المجاور تم فحص الهويات بدقة.

وكان مسؤول كبير في مبنى الكابيتول قد ذكر ان «شرطة (الكابيتول) قلقة على وجه الخصوص من اوراق الاعتماد المزورة». وقد تم منع الدخول لاي شخص بعد الساعة السادسة مساء الا بالنسبة لاعضاء الكونغرس واهم المدعوين.

وبالرغم من ذلك فقد تعرض اعضاء الكونغرس لمضايقات.

فعقب خطاب الرئيس يخرج عادة اعضاء الكونغرس بطريقة جماعية من القاعة ويتجهون الى قاعة السبت، حيث ينتظر اعداد كبيرة من الصحافيين ورجال الاعلام لمعرفة رد فعلهم على الخطاب.

ولكن ذلك لم يحدث يوم الخميس. فقد اغلقت السلطات قاعة السبت لاسباب امنية.

وكان على اعضاء مجلس النوب الانتقال الى مبنى كانون الواقع عبر اندبندنس افنيو للتعبير عن آرائهم. اما اعضاء الكونغرس فقد ذهبوا الى ابعد من ذلك حيث توجهوا الى مبنى راسل على الجانب الاخر من كونستيتيوشن افنيو.

ومن ضمن الاجراءات الامنية الاخرى، استخدمت الشرطة مرايا لفحص قيعان كل السيارات التي دخلت الى مناطق انتظار السيارات التابعة للكونغرس والجراجات. وركبت اجهزة استكشاف المعادن في مناطق معينة لدرجة ان اغلفة اللبان كان تؤدي الى تشغيلها. وطبق فحص الهويات على معظم اعضاء مجلس النواب وفقا لموظف كبير في المجلس الذي يعمل عن قرب مع شرطة كابيتول ولكنه طلب عدم ذكر اسمه. وابلغ البيت الابيض السيناتور بيرد صباح الخميس ان تشيني لن يحضر. ورئيس مجلس الشيوخ المؤقت هو منصب شرفي ويحصل عليه تقليديا اكبر اعضاء حزب الاغلبية سنا ـ الامر الذي يجعل بيرد الثالث في سلسلة خلافة الرئيس بعد نائب الرئيس ورئيس مجلس النواب.

وقد جلس الى جوار بيرد دنيس هاسترت النائب الجمهوري عن الينوي الرئيس الحالي لمجلس النواب، في مقعده التقليدي وراء الرئيس.

وقال متحدث ان بيرد وهو مؤرخ لمجلس الشيوخ «انه شعر ان من واجبه» الجلوس بالنيابة عن نائب الرئيس.

والجدير بالذكر ان المرة الاخيرة التي جلس فيها شخص اخر غير نائب الرئيس في مقعده خلال خطاب للرئيس كانت في اعقاب فضيحة ووترغيت.

فعندما القى جيرالد فورد خطابا امام الكونغرس في 8 اكتوبر (تشرين الأول) 1974 بعد شهرين من خلافة فورد لريتشارد نيكسون ـ وقبل اداء نلسون روكفلر لليمين كنائب للرئيس، احتل المقعد رئيس المجلس المؤقت جيمس ايستلاند.

اما المرة الاخيرة التي لم يحضر فيها نائب رئيس خطابا للرئيس امام الكونغرس في 12 يناير (كانون الثاني) عام 1966 عندما تحدث ليندون جونسون امام الكونغرس، ففي ذلك الوقت كان هيوبرت همفري يحضر جنازة في الهند. وقد جلس في مقعد رئيس مجلس الشيوخ المؤقت كارل هيادن.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»