خطة بوش لمحاصرة الإرهاب في دول أخرى تواجه مشاكل سياسية ولوجيستية

واشنطن: بيتر سلين وفرنون لوب*

TT

في الوقت الذي تعمل فيه ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش على تشكيل تحالف لمواجهة الارهاب العالمي، فإن الرئيس واعضاء وزارته يهددون باتخاذ اجراءات ليس فقط ضد العقل المدبر المشتبه فيه وراء العمليات الارهابية ولكن ضد الدول التي تقدم ملاذا آمنا للارهابيين.

وبالرغم من ذلك لم تحدد كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس للامن القومي ولا المدعي العام جون اشكروفت، الذي طرح نفس الرسالة يوم الاربعاء امام مبنى الكونغرس، اسماء تلك الدول كما لم يتم تقديم اية ادلة.

وتجدر الاشارة الى ان نجاح الولايات المتحدة في تشكيل التحالف الذي تسعى اليه، سيعرض الادارة الى ضغوط من الشركاء الاجانب المحتملين لامدادهم بأدلة كافية لتبرير التحرك، طبقا لتقديرات الخبراء الاجانب. الا انه في عالم الارهاب وشبكاتهم المعقدة والمتشابكة من الصعب تقديم مثل هذه الادلة. وقال ادوارد ووكر اكبر خبراء الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاميركية لفترة قريبة «عليك معرفة من تصوب عليه قبل ان تضغط الزناد. عليك اقناع العالم ان لديك القصة الصحيحة، ولاسيما سكان المنطقة. واذا كان الهدف خطأ وفشلت الدول البعيدة في دعم الحملة الاميركية، فستخسر الحرب».

وإدارة بوش على قناعة ان مهندس عملية 11 سبتمبر (ايلول) على مركز التجارة العالمي والبنتاغون هو اسامة بن لادن.

واشارت رايس الى تاريخ بن لادن الموثق بالهجمات على الولايات المتحدة. وقالت انه من المعروف ان «المشاركين» في عملية الاسبوع قبل الماضي على علاقة بابن لادن. واوضحت «اعتقد اننا نعرف مع من نتعامل معه وما نتعامل معه في هذا المجال، ونعرف ذلك منذ زمن طويل». وكان زعماء افغانستان قد تلقوا تحذيرات بأنهم سيواجهون متاعب اذا لم يسلموا بن لادن. ولكن طموحات الولايات المتحدة تمتد الى اكثر من ذلك، لمحاصرة الارهاب في الدول الاخرى. الا ان الخطة تواجه مشاكل سياسية ولوجيستية طبقا لآراء الخبراء.

واوضح كينث كاتزمان خبير شؤون الارهاب في هيئة ابحاث الكونغرس «لا اعتقد ظهور اية ادلة على ان طالبان لديها معلومات حول هذه المؤامرة المحددة. ولكن الدولة التي تستضيف مثل هذه الجماعات وطلب منها تسليم بن لادن ورفضت، يمكن القول انه ينطبق عليها اوصاف الكثير من الناس».

وتجدر الاشارة الى ان محمد عطا احد خاطفي الطائرتين اللتين ارتطمتا بمركز التجارة العالمي، التقى في اوروبا مع مسؤول كبير في الاستخبارات العراقية، طبقا لمصدر حكومي مطلع، الا ان اهمية هذا اللقاء تظل مجهولة.

وكان ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي قد اوضح يوم الاحد عدم وجود اي ادلة تربط الرئيس العراقي صدام حسين او غيره من العراقيين بعملية 11 سبتمبر.

ووصف ووكر الدعم العراقي للمؤامرة بأنه «متخيل» الا انه يشك في ان حكومة صدام حسين لعبت دورا رئيسيا. وطالب بمزيد من التحقيقات.

واوضح «اذا كانوا متورطين فلا يمكن ان يزيد الامر عن الدعم البنيوي. وربما لم يعرفوا بالضبط ماهو الهدف منه». وقال ووكر «انهم ليسوا بهذه الجودة. فهم على درجة كبيرة من الجودة في مجال الامن الداخلي، ولكن خارج بلادهم هم بلا فائدة».

*خدمة «وشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»