سكوتلانديارد تكثف الحراسة في مناطق العرب والمسلمين ووزيرة بريطانية تربط بين الإرهاب ومعاناة الفلسطينيين

TT

نفى متحدث باسم شرطة سكوتلانديارد في اتصال مع «الشرق الأوسط» تعرض امرأتين مسلمتين لاعتداءات أدت الى مقتلهما في لندن، مؤكدا أن «شيئاً من هذا القبيل لم يحصل، وإلا لكنا أول العارفين به». وأشار إلى أن رواية ترددت عن مقتل سيدتين محجبتين باعتبارها على «الاغلب مجرد شائعة ناجمة عن المناخ النفسي الذي يعيشه المسلمون والعرب بسبب الاوضاع الراهنة»، موضحاً أن سكوتلانديارد «عززت حراسة المناطق التي يعيش فيها عرب». بيد ان ناشطين إسلامين أعربوا أمس عن خشيتهم من تصاعد العداء للعرب والمسلمين في بريطانيا. وكان شائعات قد افادت ان سيدة محجبة عربية الاصل تلقت طعنات قاتلة أمس في منطقة أكتون غرب لندن. كما قال آخرون ان فتاة محجبة قتلت في شمال شرق لندن.

الجدير بالذكر أن محافظ لندن، كين ليفينغستون، استقبل اول من أمس وفداً يمثل المنظمات الاسلامية لمناقشة كيفية مواجة خطر الاعتداءات التي تهدد المسلمين والعرب المقيمين في بريطانيا، في أعقاب هجمات نيويورك وواشنطن. وأكدت متحدثة باسم المحافظ لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أن «الاجتماع تمخض عن اتخاذ عدد من الاجراءات العملية لمكافحة الاعتداءات العنصرية التي تستهدف المسلمين والآسيويين والعرب في لندن». ونسبت الى ليفينغستون قوله في هذه المناسبة إن «ثمة أدلة مقلقة على ارتفاع عدد هجمات عنصرية على المسلمين والآسيويين في لندن، تتذرع باحداث الاسبوع الماضي الرهيبة التي شهدتها نيويورك وواشنطن». وشدد على ضرورة «مقاومة محاولات العنصريين لبث الفرقة في صفوف اللندنيين في وقت يثير قلقلنا جميعاً». وفي أعقاب الاجتماع، عمد المحافظ الى الاتصال بمفوض شرطة لندن، سير جون ستيفنز الذي طمأنه الى أن الشرطة تتعامل مع خطر الاعتداءات بمنتهى الجدية، الامر الذي دفع الى وضع العاصمة البريطانية «في أقصى درجات التأهب غير المسبوقة على رغم عدم وجود خطر محدد بعينه». وأكد ستيفنز في بيان أصدره لشرح الخطوات الفعلية التي اتُخذت بهدف حماية المسلمين، انه بادر الى نشر «عدد إضافي من رجال الشرطة ممن يقومون بدوريات في شوارع لندن، بلغ حوالي 1000 شرطي في اليوم الواحد» بعد هجمات نيويورك وواشنطن مباشرة. وأضاف البيان الذي تلقته «الشرق الأوسط»، عندما «اتضحت الصورة الاستخباراتية، تم تخفيض العدد الى 300 شرطي (إضافي) يومياً». وزاد إنه قرر رفع عدد رجال الشرطة الاضافيين اليوم وغداً الى 1500 شرطي لتوافقهما مع مناسبات دينية. وحاول طمأنة المسلمين والعرب فشدد على عدم وجود «دليل حتى الآن على رد فعل سلبي قوي (ضد المسلمين والعرب) على رغم تسجيل عدد من الحوادث المعزولة، وهذه قد تضاءلت في اليومين الاخيرين». وأعرب عن حرصه على تكثيف الحراسة في المناطق التي يسكنها المسلمون.

وعلى صعيد آخر، عقد أول من أمس وزراء العدل والداخلية الاوروبيون اجتماعاً طارئاً في بروكسل بهدف تحقيق تقدم عاجل بخصوص مواضيع تسليم المطلوبين للعدالة والاتفاق على خطط عملية وتشريعات كفيلة بمواجهة خطر الارهاب. واعرب وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكت، في بيان أصدره إثر الاجتماع وتلقته «الشرق الأوسط»، عن ارتياحه لتوصل الوزراء الاوروبيين الى اتفاقات حول «وضع الخطط للسماح بتجميد أملاك الارهابيين وجمع الادلة في أنحاء أوروبا، والعمل على (توحيد) العقوبات والتعريفات للإرهاب في أوروبا، وتشكيل مجموعة من الاختصاصيين بمكافحة الارهاب ضمن أوروبا». وزاد أنه وزملاءه قرروا العمل على قطع الموارد المالية عن الارهابيين، لافتاً إلى أنهم سيصدرون تعليمات بتوثيق عرى التعاون مع سلطات الامن الاميركية في مجالات عدة منها تبادل المعلومات والخبرات.

وفي هذه الاثناء، بدأت علائم الخلافات تدب في صفوف حزب العمال البريطاني الحاكم حول الموقف من الرد العسكري المحتمل، خصوصاً أن وزيرة التنمية الدولية كلير شورت عبرت عن تحفظ شديد تجاه السياسة الاميركية مشددة على الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون. وبينما نسبت صحيفة «غارديان» الى وزراء الدولة السابقين دوغ هندرسون (الدفاع) وتوني لويد (الخارجية) وبيتر كيلفوي (الدفاع) دعوتهم للتروي وعدم التضحية بمزيد من الابرياء، قالت شورت إن السياسة الاميركية ربما كانت السبب الرئيسي في عمليات القتل الجماعي الرهيبة. وجاءت التصريحات «المثيرة للجدل» في مقابلة اجرتها معها مجلة «سبيكتاتور».

ولفتت شورت الى أن «63 بنغلادشياً ماتوا» نتيجة للعمليات الارهابية، موضحة أن الكراهية التي تلقاها الولايات المتحدة قد «تعود جزئياً الى أن (الوضع) كقوة عظمى يجعل الدول أحياناً متغطرسة قليلاً وعلى درجة اقل من الحساسية». وشددت على أن «أي شخص موضوعي عادل يشعر أن الفلسطينيين لا يحظون بالانصاف، وأن معاناتهم كشعب غير عادلة، وأن الغرب في حاجة الى بذل جهود أكبر للوصول الى حل عادل في فلسطين، وهذا أمر يشعر به العالم العربي بقوة بالغة». وأضافت إن أوروبا قد ظلمت اليهود لكن «النتائج التاريخية (لهذا الظلم) تتكرر في هذا الصراع الرهيب الذي يتحمل الفلسطينيون وطأته الكبيرة».