البوسنة تتجه لتسليم مصر 3 مطلوبين وآخر إلى كرواتيا

TT

زغرب: نور الدين صالح قال وزير الداخلية الفيدرالي في البوسنة محمد بيشيتش ان بلاده وبناء على طلب مصر عن طريق الشرطة الدولية (الانتربول) ستقوم بتسليم ثلاثة متهمين من أصل مصري ينتمون الى الجماعة الاسلامية ويحملون الجنسية البوسنية الى مصر. وقال ان التهمة ضدهم هي القيام بأعمال ارهابية خلال فترات مختلفة داخل مصر. وأضاف بيشيتش ان الثلاثة حصلوا على الجنسية البوسنية بشكل قانوني بعد وصولهم الى البوسنة واقامتهم «قبل ان يعرف ما اذا كانوا قد ارتكبوا أعمالا ارهابية في بلادهم». وقال ان الظروف التي مرت بها البوسنة خلال فترة الحرب «تبرر بعض الهفوات التي وقعت في اعطاء الجنسية للاجانب في البوسنة التي لم تتمكن من التحقيق المطلوب في شخصية طالبي الجنسية البوسنية انذاك لكن الوضع اختلف الآن ونجري دراسة جميع ملفات كل من حصل على الجنسية البونسية خلال فترة القتال». ولم يذكر الوزير البوسني طبيعة التهم التي وجهت الى من سيقوم بتسليمهم الى مصر الا انه اكد ان ادلة ضدهم تؤكد قيامهم بأعمال ارهابية.

كما اعلن بيشيتش انه بلاده ستقوم بتسليم متهم من أصل مصري يحمل الجنسية البوسنية ينتمي ايضا الى الجماعة الاسلامية الى كرواتيا التي تطالب به منذ اغسطس (آب) الماضي بتهمة الضلوع في عملية التفجير التي جرت في مدينة رييكا الكرواتية عام 1996 وقتل فيها منفذ العملية وجرح 27 من الكروات معظمهم من رجال الشرطة بعد اختفاء ابو طلعت المصري، احد قادة الجماعة الاسلامية، الذي دخل كرواتيا بجواز سفر دنماركي ولم يخرج منها. ورغم ان الوزير لم يعلن عن اسم المتهم الا ان الكروات اعلنوا انهم يطالبون بشاب مصري الأصل يحمل الجنسية البوسنية باسم عبد الله سندار وهو الان في سجن رينيتسا في وسط البوسنة. وأكد الوزير البوسني ان بلاده ستسلم كل متهم متورط بأي عملية ارهابية في اي مكان بالعالم وان البوسنة لا تهاب اي تهديدات من اي جماعة ارهابية.

الى ذلك، اعلنت الحكومة البوسنية عن توصل رئاسة مجلس الوزراء الذي يمثل الحكومة المركزية في البوسنة والهرسك الى خطة سيبدأ تنفيذها قريبا في اطار الحملة الدولية لمكافحة الارهاب، وتتمثل المعالم الرئيسية للخطة في امرين مهمين، اولا تصفية الوضع الداخلي من الشوائب وثانيا محاربة الجريمة والتسلل عبر الحدود والمطارات لعناصر قد تكون ضمن المنظمات المتهمة بالارهاب.

وشكلت خلية ازمة لمتابعة التطورات والمستجدات التي سترافق حملة الحكومة البوسنية عبر حدودها ومطاراتها داخل اراضيها. وقال رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية البوسني زلادكو لوجومجيا امس في مؤتمر صحافي عقده بسراييفو ان الحملة داخل البوسنة والهرسك لن تستثني احدا وستكون شاملة وستعيد النظر في جميع القرارات التي اتخذتها الحكومة السابقة وخاصة موضوع منح جوازات السفر للاجانب منذ سنة 1992 وحتى الآن وتحقق في ما كتبته الصحافة المحلية والدولية حول الارهاب في البوسنة والهرسك وتتضمن لجنة لاعادة النظر في الجوازات الممنوحة للاجانب وخاصة العرب. وأضاف زلادكو لوجومجيا «نحن في هذا البلد بمثابة مسافرين في سفينة واحدة اذا تركنا من يعبث بها ويغرقها فسنغرق جميعا». وأضاف «هناك جوازات بوسنية مزورة وسنتعاون جميعا وخاصة بيننا وبين رئيس الفيدرالية علي بهمن ووزير الداخلية محمد بيشيتش لكشف عمليات التزوير ومعاقبة المجرمين وسنكون حازمين جدا في هذا الموضوع. وذكر مصدر امني مطلع لـ«الشرق الأوسط» ان عددا قليلا جدا من العرب سيغض عنهم الطرف اما الغالبية العظمى فستسحب منهم جوازات السفر. وأضاف ان «عددا من العرب لديهم اسلحة مرخصة وآخرين يملكون اسلحة غير مرخصة الا ان الشرطة تعلم عنهم الكثير، وسوف تشمل الحملة الجميع لا سيما ان بعضهم قام باطلاق النار من مسدسه اثناء شجار وقع بينه وبين بعض المارة، وتم التحفظ على القضية بعد ان قدم مالا لجهات معينة، وان ملفا سيفتح قريبا في الموضوع وسيعاد النظر في موضوع الأسلحة المرخصة بناء على ذلك».