صفير يعرض مع الجميل وكرامة الوضع «الخطير» في حزب الكتائب

TT

توزعت المداولات بين البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير وزواره في بكركي (شمال بيروت) امس، بين قضايا داخلية، ابرزها الوضع داخل حزب «الكتائب اللبنانية» الذي وصفه الرئيس السابق للحزب ايلي كرامة بأنه «خطير جداً»، ومتابعة مضاعفات الاعتداءات الارهابية على الولايات المتحدة الثلاثاء ما قبل الماضي. وقد دعا النائب بطرس حرب الادارة الاميركية الى «التفريق بين عمليات الارهاب والمقاومة وحق الشعوب في استعادة حقها كمدخل لخطة مكافحة الارهاب».

وقال حرب، عقب لقائه صفير، انه جرى عرض للتطورات على الصعيد الدولي مع الانعكاسات الخطيرة التي نتجت عنها وفتحت الاحتمالات على مصراعيها دولياً وفي المنطقة ولبنان. واضاف ان ما حدث «ينقل العالم من مرحلة الى اخرى ويستدعي من جميع المسؤولين اعادة تقويم آخذين في الاعتبار التطورات التي طرأت على الساحة الدولية والتي يمكن ان تكون لها انعكاسات خطيرة جداً على صعيد كل الدول ولا سيما على صعيد الدول الصغيرة. وطبيعي ان البطريرك والمسؤولين مدركون لخطورة المرحلة. وهي مرحلة تستدعي اعادة تقويم لكيفية التعاطي مع الظروف المقبلة ودرس التغييرات الكبيرة التي تحصل على الاصعدة السياسية».

وحول ما يقال عن وجود منظمات ارهابية في لبنان، قال حرب: «اننا ندين كل العمليات التي جرت في اميركا ونتحسس مع الشعب الاميركي آلامه، ولا سيما اننا كلبنانيين قد خضعنا في الماضي للكثير من هذه المآسي. انما من الواجب ايضاً ان يصار الى التفريق بين عمليات الارهاب والمقاومة وحق الشعوب في استرجاع اراضيها المحتلة وفي تقرير مصيرها». واضاف: «ان اللبنانيين قادرون على التمييز اكثر من غيرهم بين الارهاب والمقاومة. وقد تكون التجربة اللبنانية هي التجربة التي يجب ان ندعو العالم، لا سيما الدول الكبرى».

ولاحقاً التقى البطريرك صفير الرئيس اللبناني السابق امين الجميل والرئيس السابق لحزب الكتائب الدكتور ايلي كرامة الذي قال ان المداولات تناولت الوضع في الحزب «وهو خطير جداً».

ومعلوم ان صراعاً يدور على زعامة الحزب بين الفريق المؤيد للرئيس الجميل وكرامة، من جهة، والمرشح المنافس لرئاسة الحزب كريم بقرادوني وفريقه، من جهة اخرى.

وابدى كرامة اسفه «للوضع الذي وصلنا اليه في الحزب، وفي موضوع التوافق الكتائبي والمصالحة التي لم نشهدها حتى الساعة». وقال: «لقد مددنا يدنا وقلنا: ما زال هناك مكان للتفاهم. ولكن لسوء الحظ لم نر اي تجاوب حتى الساعة. وكانت رغبة البطريرك هي التفاهم حتى آخر وقت لأن الغاية الاساسية هي المحافظة على حرية القرار وعودة الكتائب بكل معنى الكلمة الى خطها التاريخي والاخذ في الاعتبار الاوضاع الحالية والتفاعل مع بكركي».

واكد: «لسنا ضد احد وخصوصاً رئيس الجمهورية ( اميل لحود)، انما الذي يهمنا هو ان تكون الكتائب في الخط الوطني الصحيح. وانني ما زلت على موقفي من مقاطعة الانتخابات الرئاسية في الحزب. ولم اعترف بها منذ عام 1994».