سترو أول وزير خارجية بريطاني يزور إيران منذ عام 1979

سفير سويسرا يتوجه إلى واشنطن لإبلاغ رسالة القيادة الإيرانية

TT

بدأت الاستعدادات تأخذ مجراها في طهران لاستقبال جاك سترو أول وزير خارجية بريطاني يزور طهران منذ قيام الثورة في فبراير (شباط) 1979.

وقد جاءت الاشارة الاولى بشأن تطورات غير عادية في علاقات طهران ولندن حينما قرر توني بلير رئيس الوزراء البريطاني يوم الخميس اجراء اتصال هاتفي مع الرئيس محمد خاتمي من طائرته المتجهة الى الولايات المتحدة. وكان بلير قد بعث برسالة الى خاتمي بعد يومين من احداث نيويورك وواشنطن دعاه خلالها لتولي دور مباشر في مواجهة الارهاب للحيلولة دون تحول الحرب ضد الارهابيين الى مواجهة بين الحضارتين الاسلامية والمسيحية. وتلا ذلك اتصال «هاتفي» بين جاك سترو ونظيره الايراني كمال خرازي. واستناداً الى مصدر قريب من الرئاسة فان مبادرة توني بلير بالاتصال مع خاتمي ادت الى ان يتغلب خاتمي على منطق بعض اركان النظام الذين حذروا الرئيس الايراني ومرشد الثورة من مغبة المواكبة على مسيرة التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة ضد ما وصفوه بالمد الاسلامي في المنطقة. وقد اطلع خاتمي ليلة الخميس مرشد النظام آية الله علي خامنئي على جزئيات حديثه مع بلير ونال تأييده المطلق للخطوات التي اتخذها منذ الساعات الاولى من العمليات الارهابية الانتحارية في اميركا، لافشال محاولات اللوبي الاسرائيلي في واشنطن لاقحام اسم ايران ضمن قائمة الاطراف المساندة للارهاب الأصولي وترميم علاقات ايران مع الولايات المتحدة. واكد المصدر ان خاتمي اوضح بان الوضع حساس ودقيق وأي خطأ في الاقوال والافعال قد تكون له انعكاسات سلبية على مستقبل ايران ونظامها الاسلامي.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان سترو، سيواصل في لقاءاته مع خاتمي وكمال خرازي مساعي بلير لكسب تأييد ايران المباشر لعملية التغيير الشامل في افغانستان والعراق، وهناك مؤشرات تكشف عن قيام تحرك سريع في طهران لتعزيز علاقات التنظيمات الافغانية المجتمعة في التحالف الشمالي المعارض لطالبان مع بعضها البعض ومساندة موقع الرئيس المخلوع برهان الدين رباني كأفضل مرشح لترؤس الحكم في افغانستان بعد سقوط طالبان. وذلك في وقت توجه فيه مبعوث خاص الى طاجيكستان لاجراء محادثات مع الجنرال فهيم القائد الجديد للقوات المناهضة لطالبان الذي تسلم القيادة عقب اغتيال احمد شاه مسعود. وتشاهد في طهران ايضاً تحركات متزامنة من قبل مسؤولي ملف العراق في المجلس الاعلى للامن القومي بحيث جرت اتصالات مع قادة المعارضة العراقية الموجودين في ايران.

وفي ما يتعلق بقلق بعض المسؤولين حيال تحذيرات واشنطن للدول التي تؤوي الارهابيين وتردد اسماء بعض اللبنانيين ممن قاموا أو خططوا لعمليات ارهابية طاولت المواطنيين الاميركيين والمصالح الاميركية ضمن قائمة المطلوبين، قال مصدر ايراني لـ«الشرق الأوسط» ان الاسماء التي رددتها بعض وسائل الاعلام هي لاشخاص ليسوا موجودين في ايران من امثال عماد مغنيه ومحمد علي الحمادي، ولهذا فإن ايران ليست مسؤولة عنهم.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان السفير السويسري في ايران الذي قام بدور ساعي البريد الشفاهي بين وزارة الخارجية الايرانية ووزارة الخارجية الاميركية سيتوجه الى واشنطن عشية زيارة جاك سترو لطهران. ووفقا لمسؤول بوزارة الخارجية الايرانية فان قناة السفارة السويسرية ظلت مفتوحة بين طهران وواشنطن حتى في اخطر الفترات التي مرت بالعلاقات الايرانية ـ الاميركية ومن الطبيعي ان تكون السفارة اليوم اقرب قناة اتصال بين ايران والولايات المتحدة علماً ان جاك استرو قد يوفر بزيارته لطهران امكانية البحث حول قضايا اساسية في علاقات ايران مع الولايات المتحدة التي لم يكن بحثها ممكناً عبر قناة السفارة السويسرية.