تقرير إسرائيلي: توجه جديد في أميركا يربط بين التفجيرات والتحيز لتل أبيب

TT

بعث القنصل الاسرائيلي العام في نيويورك، الون فينكس، بتقرير يشوبه القلق الى الحكومة ووزير الخارجية يقول فيه ان نغمة جديدة مقلقة بدأت تظهر في وسائل الاعلام الاميركية وكذلك لدى الرأي العام هناك، تنطوي على تلميحات بأن تفجيرات نيويورك وواشنطن هي الثمن الذي يدفعه الاميركيون بسبب السياسة المتحيزة الى جانب اسرائيل، التي يتبعها البيت الابيض على مر السنين.

وكتب فينكس في تقريره السري، الذي تسرب الى وسائل الاعلام الاسرائيلية امس، انه في الاسبوع الاخير طرحت في الولايات المتحدة تساؤلات بروح: «هل دفعت الولايات المتحدة ثمن سياستها في الشرق الاوسط؟». واعرب عن تقديره بأن هذه اللهجة ستتصاعد اكثر، كلما شعر الاميركيون بأن النزاع في الشرق الاوسط يعرقل جهودهم لبناء التحالف الدولي ضد الارهاب.

واضاف القنصل الاسرائيلي: «التأييد الاساسي لاسرائىل لن يتبدل بتأييد للفلسطينيين، ولكن، من الوارد في الحساب ان يعيد الاميركيون النظر في سياستهم تجاه الشرق الاوسط طالما ان النزاع يُرى كما لو انه عقبة امام التحالف. فاذا وجدت اسرائيل نفسها في المكان غير الصحيح من بناء التحالف، فان الضرر السياسي الذي سيلحق بها سيكون فادحا. ولا ابالغ اذا قلت ان ابعاد هذه المشكلة ستمس حتى العلاقات الاسرائيلية ـ الاميركية». واشار الى ان اربعا من اهم وسائل الاعلام الاميركية تحدثت عن «غياب التقاء المصالح بين اسرائيل والولايات المتحدة في هذه القضية، وهي صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» والقناتان التلفزيونيان: «ايه. بي. سي» و«سي. بي. اس».

ويذكر ان هذا التقرير يؤخذ بجدية بالغة في وزارة الخارجية الاسرائيلية. وعرضه الوزير شيمعون بيريس على زملائه في المجلس الوزاري الامني المصغر، الليلة قبل الماضية ليقنعهم بضرورة التنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة والاستجابة لمطلبها باجراء لقائه مع الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، والاستمرار في الحوار معه «حتى لا تظهر اسرائيل وكأنها تعرقل جهود الولايات المتحدة لبناء التحالف ضد الارهاب». لكن اليمين الاسرائيلي الحاكم لم يتأثر من ذلك. وواصل موقفه المعارض للقاء واصر على ان المصلحة الاسرائيلية تقتضي محاربة عرفات، واظهاره امام العالم كأكبر زعيم للارهاب. ويرى قادة اليمين الاسرائيلي في الكونغرس الاميركي عنوانا لمطلبهم هذا، حيث يوجد هناك تأييد واسع لمواقفهم المعادي من الفلسطينيين.

ويستمد اليمين التشجيع في موقفه بشكل خاص من الاستقبال الحافل الذي حظي به رئيس الوزراء الاسبق، بنيامين نتنياهو، احد اشد المتطرفين بين القادة الاسرائيليين، فقد دعي نتنياهو ليدلي بشهادته امام لجنة فرعية في الكونغرس تمت اقامتها للبحث في شؤون الارهاب، علما بان من النادر ان يدعى مواطن غير اميركي الى لجان الكونغرس، وقوطعت كلمته الليلة قبل الماضية امام اللجنة بتصفيق حاد اكثر من مرة من النواب الاميركيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

واستهل نتنياهو كلمته امام اللجنة بالقول انه لا يوجد في العالم شعب يتضامن مع الاميركيين اليوم في مأساتهم، اكثر من الشعب في اسرائيل: «وانا استطيع ان اقول لكم الان باسم كل الاسرائيليين، كلنا اميركيون».

وتابع نتنياهو: «المشكلة لن تحل بواسطة ضرب مجموعة ارهابية واحدة، انما تحل بضرب شبكة الارهاب برمتها. فهذه الشبكة ستسقط الى الابد اذا تم ضرب من يوفر لها الدعم غير المباشر او المباشر. وعليكم ان تدركوا ان الهدف الاكبر والاساس لهذه الشبكة هو تدمير الولايات المتحدة. اما اسرائيل، فهي هدف ثانوي، ملاحظة عابرة بالنسبة لهم».