جمال بقال يعترف للسلطات الفرنسية بتلقيه أوامر من بن لادن لمهاجمة مصالح أميركية

TT

أشادت باريس امس بالتعاون الأمني والقضائي مع الامارات العربية المتحدة الذي افضى الى تسليم جمال بقال، المتهم بالتحضير لاعتداءات على المصالح الاميركية في فرنسا. ووصفت الخارجية الفرنسية هذا التعاون بأنه «مثالي» خصوصاً انه افضى الى استرداد بقال الذي كان موقوفاً في دبي منذ 27 يوليو (تموز) من غير وجود اتفاق قضائي بين باريس وأبوظبي.

واتصل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين بنظيره الاماراتي ليشكره على هذا التعاون. وكان قاضيا التحقيق المكلفان شؤون الارهاب جان ـ لوي بروغيير وجان ـ فرنسوا ريكار قد اصدرا في 26 سبتمبر (ايلول) الماضي مذكرة توقيف دولية بحق بقال أُرسلت الى السلطات الاماراتية عبر القنوات الدبلوماسية. وقد قبلت الامارات تسليم بقال مشترطة على باريس المعاملة بالمثل في حال طلبت الامارات من فرنسا، يوماً ما، تسليمها احد الموقوفين لديها لاسترداده. ويحمل بقال البالغ من العمر 36 عاماً الجنسيتين الفرنسية والجزائرية.

وبعد استجواب مطول اول من امس استمر 11 ساعة، اكد بقال لقاضي التحقيق جان ـ لوي بروغيير، وفق ما قالته مصادر التحقيق، انه تلقى اوامر لضرب المصالح الاميركية وتحديداً السفارة الاميركية والمركز الثقافي الاميركي في باريس من «أبو زبيدة»، احد مساعدي اسامة بن لادن، في مهلة اقصاها ربيع عام 2002. وأكد بقال ان الاجتماع مع «أبو زبيدة» تم في المقر العام لأسامة بن لادن في افغانستان وانه بهذه المناسبة سلّمه ثلاث هدايا من بن لادن.

ويكون بقال، بهذه الأقوال، قد اكد ما اقر به سابقاً لشرطة دبي بعد توقيفه وما قاله لقاضي التحقيق الفرنسي جان ـ لوي بروغيير الذي ذهب الى الامارات في 21 سبتمبر الماضي للاستماع الى بقال. وقد اسفرت اعترافات بقال عن اعتقال ثمانية اشخاص في فرنسا كانوا يشكلون شبكة للتحضير للاعتداءات على المصالح الاميركية. كذلك اسفرت عن توقيف اصوليين متطرفين في هولندا وبلجيكا، ابرزهم التونسي نزار طرابلسي. ووفق بقال فان هذا الاخير كان سيفجر نفسه داخل السفارة الاميركية في باريس، في حين ان الهجوم على المركز الثقافي الاميركي كان سيتم بواسطة سيارة ملغومة.

وكانت الشرطة البلجيكية قد عثرت بين اوراق طرابلسي، في شقته في بروكسل على تركيبات لمواد متفجرة يتم الحصول عليها من خلال خلط مادتي الأسيتون والكبريت. وقد وجدت كميات كبيرة من هاتين المادتين في حانة تسمى «النيل» في العاصمة البلجيكية. ويقبع كامل اعضاء شبكة جمال بقال الفرنسية، وعددهم ثمانية، في السجن، وقد وجهت اليهم، كما لبقال شخصياً، تهمة الانتماء الى «جمعية اجرامية ذات طابع ارهابي».