لندن تستجوب «سليمان» حول إرساله إسلاميين لتلقي التدريب العسكري في أفغانستان وتبرعات مالية للشيشان

TT

واصلت شرطة اسكوتلنديارد امس في مركز شرطة بادنغتون غرين استجواب «سليمان» فرانك ايتاب مسؤول منظمة «سكينة» الامنية (43 عاما)، حول مزاعم ارساله تبرعات مالية للمقاتلين في الشيشان، واصوليين من ابناء الجالية المسلمة ببريطانيا لتلقي التدريب العسكري في الخارج، بعد اعتقال ضباط فرقة مكافحة الارهاب البريطانية له من مقر عمله في منطقة كامدن شمال لندن اول من امس. وقالت مصادر مقربة من شرطة اسكوتلنديارد ان التحقيقات الجارية مع سليمان تناولت التبرعات المالية التي ارسلها الى احدى المنظمات التي حظرها القانون البريطاني الجديد لمكافحة الارهاب.

وكان سليمان، وهو ناشط اصولي من اصول نيجيرية، قد اعتقلته الشرطة من قبل مع ابو حمزة المصري مسؤول منظمة انصار الشريعة بلندن، الذي يطالب اليمن بتسلمه، وكذلك ياسر السري مدير «المرصد الاسلامي» بلندن في مارس (اذار) عام 1999، ولكن الشرطة اسقطت الاتهامات الموجهة الى ثلاثتهم في وقت لاحق من العام نفسه. وقال ابو حمزة المصري (مصطفى كامل) مسؤول منظمة «انصار الشريعة» بلندن في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان الشرطة داهمت منزل سليمان ومكتبه، وصادرت منه الكثير منه الوثائق واجهزة الكومبيوتر. واضاف ان سليمان الذي اعتنق الاسلام منذ عشرة اعوام تحقق معه الشرطة في ادعاءات ارسال اصوليين من ابناء الجالية المسلمة لتلقي التدريب العسكري في الولايات المتحدة وافغانستان خلال العامين الماضيين.

واشار مصطفى كامل الاصولي المصري الى ان اعتقال سليمان جاء بعد حملة صحافية مزعومة شنتها ضده الصحف البريطانية، اتهمته فيها بجمع تبرعات مالية وارسالها الى المقاتلين المسلمين في الشيشان ومنظمات جهادية محظورة. واشار ابو حمزة المصري الى ان محاميته تجري اتصالات مع الشرطة البريطانية بشأن طلب ضباط اسكوتلنديارد من بعض المترددين على مسجده في فنسبري بارك، كتابة افادات ضده بخصوص الخطب التي يلقيها. وقال انه يشعر بتضييق الخناق عليه، واوضح انهم يريدون تفصيل القانون الجديد لمكافحة الارهاب، لايجاد «ثغرة ما» لاعتقاله قبل الضربة العسكرية الوشيكة ضد افغانستان.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان ضباطا من فرقة مكافحة الارهاب، ومن المخابرات البريطانية زاروا قياديا اصوليا مصريا محسوبا على منظمة «الجهاد» يطلب اللجوء السياسي في بريطانيا، وطلبوا منه توخي الحذر، والابتعاد عن لغة التحريض في الخطب التي يلقيها في احد مساجد غرب العاصمة لندن. وفي غضون ذلك قال عمر بكري مسؤول منظمة «المهاجرون»، اكبر الجماعات الاصولية في بريطانيا، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» انه تلقى تحذيرات من الشرطة البريطانية بعدم مغادرة منزله، خوفا من تعرضه لاعتداء عنصري، وذكر ان التحذيرات مقصودة للحد من انشطته، مشيرا الى انه اصبح يعيش تقريبا تحت «الاقامة الجبرية». وعلمت «الشرق الأوسط» ان الادعاء البريطاني طلب من شرطة اسكوتلنديارد التحقق من فتوى اطلقها عمر بكري خلال الايام الماضية تدعو الى «قتل» الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف لمساندته التحالف العسكري ضد حركة طالبان الحاكمة في افغانستان، لايوائها بن لادن المشتبه الرئيسي في التفجيرات التي ضربت واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. ومن جهتها قالت متحدثة باسم شرطة ليستر في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» ان تمديد اعتقال شخصين اعتقلا الاسبوع الماضي طبقا لقوانين مكافحة الارهاب قد انتهى صباح امس، واشارت الى ان الشخصين (يعتقد انهما جزائريان) يبلغان من العمر (35 عاما ومنتصف العشرينات) يحتجزان حاليا بسبب مخالفتهما قوانين الهجرة البريطانية، ومن المقرر مثولهما في وقت لاحق امام محكمة بريطانية. وكانت شرطة ليستر قد سلمت الجزائري كمال الداودي، وعمره 23 عاما، الذي يشتبه القضاء الفرنسي في انتمائه الى شبكة اصولية، ويعتقد انه فر من باريس في اعقاب حملة مداهمات الاسبوع الماضي. وتحقق السلطات الفرنسية مع مجموعة اصولية تتكون من سبعة شركاء محتملين للداودي بتهمة الانتماء الى «تشكيل اجرامي للتحضير لاعمال ارهابية»، ضد اهداف اميركية في فرنسا. وتعتقد الدوائر البريطانية ان حملة الاعتقالات التي جرت في ليستر منذ يومين ضد الجزائريين الثلاثة الاسبوع الماضي كانت بالتنسيق مع حملة مداهمات مماثلة جرت في هولندا وبلجيكا، حيث اعتقل مواطن عراقي يشتبه في انتمائه الى التيار الاصولي المتشدد.

وتقول الدوائر البريطانية ان اعتقال مجموعة ليستر، ومجموعة اخرى في فرنسا، كانت بفضل المعلومات التي ادلى بها الجزائري داجمال بقال (35 عاما) الذي اعتقل بدبي في يوليو (تموز) الماضي، وضمن المعلومات المهمة التي ادلى بها الجزائري لاجهزة الامن في الامارات العربية ونقلت الى نظيرتها الغربية، انه انشأ ثلاث خلايا من جماعة «اصولية» احداها في بريطانيا. وسمحت اعترافات بقال التي ادلى بها بعد توقيفه للشرطة بالقيام بمجموعة من الاعتقالات في فرنسا وبلجيكا وهولندا، اضافة الى فتح تحقيق قضائي في 10 سبتمبر في باريس، اي عشية اعتداءات نيويورك وواشنطن، وادى ذلك الى توقيف سبعة اصوليين والتحقيق معهم الاسبوع الماضي في باريس، كما تم توقيف شخص ثامن هو كمال الداودي بعد طرده وترحيله من بريطانيا.

ورغم ان بقال حسب مصادر التحقيق الفرنسية لم يلتق بن لادن خلال زيارته الى افغانستان، لكنه تلقى امر الاعداد للاعتداء على سفارة الولايات المتحدة والمركز الثقافي الاميركي في باريس من مقر القيادة العليا لابن لادن في افغانستان، او من الذراع اليمنى لابن لادن، واسمه ابو زبيدة، وهو المسؤول العسكري لمركز التدريب لمعسكر الفاروق. وقد توجه بقال الى بريطانيا ثم الى باكستان وافغانستان حيث تلقى تدريبا عسكريا ودينيا في احد المعسكرات التي يمولها بن لادن بمنطقة خوست. وقد وجهت الى بقال تهمة تشكيل «عصابة اجرامية بغرض الاعداد لعمل ارهابي» وسلمته الامارات العربية الى باريس مساء اول من امس.

ومن المقرر مثول الطيار الجزائري لطفي رئيسي (27 عاما) يوم الجمعة المقبل، للنظر في الطلب الاميركي لترحيله الى واشنطن، بعد ان كشف الادعاء البريطاني انه درب اربعة من الخاطفين الانتحاريين الذين شنوا الهجمات الارهابية على واشنطن ونيويورك.