روبوتات لتحليل المعلومات الاستخبارية بسرعة فائقة لتسهيل قصف الأهداف المتغيرة والمتحركة في الوقت المناسب

TT

نيويورك ـ أ.ب: بالنسبة الى العسكريين فإن قصف اي اهداف متحركة، كالدبابات والشاحنات، أو مواقع الارهابيين المشكوك فيها التي تتحرك باستمرار، بواسطة القنابل أو الصواريخ، كان من المشاكل الكبيرة التي يواجهونها باستمرار. وغالبا ما يختفي الهدف الذي تلتقطه صور الاستطلاع الجوية والفضائية عن الشاشات قبل ان يستطيع القائد اعطاء الاوامر بالقصف. ففي عام 1998 استطاع بن لادن ان يخلي مكانه في افغانستان قبل ساعات من استهدافه بمجموعة من الصواريخ الجوالة «كروز» التي دمرت مقره بالكامل.

من هنا يقوم العسكريون الاميركيون باختبار روبوتات تعمل على برمجيات خاصة جدا من شأنها تمييز الاهداف، وبالتالي توفيرها للقادة أسرع بكثير مما يستطيع الانسان ان يفعل.

يدعى هذا البرنامج الجديد «التحكم بأنظمة قواعد العملاء» CoABS وهو يستخدم «عملاء» ذوي ذكاء صناعي في البحث عن أكوام من الصور والرسومات والمعلومات الاستخبارية للعثور على المطلوب.

لقد صمم هؤلاء «العملاء الاذكياء» فريقا من المقاولين والباحثين في الجامعات الذين تعاقدوا مع وزارة الدفاع الاميركية للتغلب على اهم العقبات التي يواجهها المحللون العاملون في القطاعين العسكري والاستخباراتي، ألا وهي تكدس المعلومات.

والمعلوم ان الانسان لا يستطيع التعامل مع السيل المنهمر من المعلومات التي تتعلق بالصور الملتقطة من الجو والاقمار الصناعية والبيانات الاخرى بالسرعة الكافية بغية تنسيق عملية ما موثوق بنتائجها.

ويقول الباحثون ان «العملاء الجدد» هؤلاء العاملين بواسطة البرمجيات قادرون على فهم الاوامر الصوتية ومسح المعلومات وتعريبها وتحليلها. وفي هذا الصدد يقول جيمس هاندلار من الوكالة الاميركية لمشاريع الابحاث الدفاعية المتطورة «إننا نمضي وقتا طويلا حتى نحول المعلومات الاستخباراتية الى نظام سلاحي. ان هؤلاء «العملاء الجدد» يحولون المعلومات الصحيحة الى الاشخاص الصحيحين في الوقت المناسب».

وبإمكان «العملاء» تحويل الصور والرسوم من طائرة التجسس مثلا الى القائد الميداني في قاعدة بحرية قريبة الذي قد يأمر فورا بضربة صاروخية بصواريخ جوالة (كروز) متفاديا المرور عبر القيادة الرئيسية في واشنطن.

ويبدو ان العملاء الروبوتيين هؤلاء قادرون على تولي اعمال اكثر تعقيدا بكثير من «ابناء عمهم» من البشر. فقد ضمنت البرمجيات في محركات بحث.

ويعمل هؤلاء العملاء على هيئة فرق تتصل بعضها ببعض وتصبح اكثر ذكاء كلما مضى عليها الوقت، كما يقول دانيال داسكويش مدير هذه البرمجيات الجديدة في مختبر ابحاث سلاح الجو الاميركي الواقع في روما قرب نيويورك.

ويتابع داسكويش قائلا ان الباحثين في القوات البرية والجوية والبحرية، مع شركة لوكهيد مارتن المتعاقدة الرئيسية مع البنتاغون، قد عرفوا اهمية هؤلاء «العملاء الجدد» في حل كافة الاحباطات السابقة التي كانت تنحصر في السابق في عدم القدرة على مشاركة المعلومات بين كافة القطاعات العسكرية. وقال «اذا توجهنا الى احد مراكز القيادة التابعة للجيش نجد نحو 200 شخص يجلسون أمام 200 جهاز كومبيوتر لا يتعامل الواحد منها مع الآخر عمليا، ولكنها تتحدث مع بعضها البعض اثناء تحليل المعلومات».