باكستان تسلم الولايات المتحدة عربياً مداناً في قضية اختطاف طائرة عام 1986

TT

أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش اعتقال زايد حسان زعفراني الذي أدين بقتل 22 شخصا بينهم أميركيان خلال عملية اختطاف طائرة «بان آم» الاميركية فوق الأجواء الباكستانية عام .1986 وفي الوقت الذي نفى فيه بوش أن تكون لزعفراني أية علاقة بتنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامة بن لادن، قال إن عملية الاعتقال تعتبر «نموذجا للحرب الشاملة ضد الإرهاب ولما نريد القيام به». وأضاف بوش في كلمة ألقاها أمام الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ أول من أمس أن «الدرس (الذي نستخلصه) من هذه الحالة ومن كل حالة (أخرى)، هو أن هذه الأمة (الأميركية) لن تستريح حتى نحمي أنفسنا ومواطنينا والشعوب المحبة للحرية عبر العالم».

وكان زعفراني قد أدين مع أربعة آخرين من قبل محكمة أميركية عام 1991 لدورهم في اختطاف طائراة «بان آم» الأميركية في رحلتها 73 حين كانت على وشك أن تحط في مدينة كراتشي الباكستانية. وقد احتجز الخاطفون حينها ركاب الطائرة وطاقمها البالغ عددهم جميعاً 379 شخصا لمدة 16 ساعة قبل أن يجمعوهم وسط الطائرة ويفتحوا النار عليهم، ما أدى إلى مقتل 22 وجرح العشرات. وهؤلاء الخاطفون (فلسطينيان وسوريان ولبناني) ينتمون إلى جماعة «أبو نضال» الفلسطينية وهم مصطفى حسن الرشيد (المعروف باسم زايد حسان زعفراني) وسعد بوعمير ومنصور ومحمد خليلي حسن، وجمال سعد عبد الرحيم الفهد.

وكانت باكستان قد حكمت هي الأخرى على زعفراني بالسجن لمدة 14 سنة لدوره في قتل الرهائن خلال عملية الاختطاف، لكن بعد انتهاء مدة سجنه الأسبوع الماضي، قامت السلطات الباكستانية بتسليمه إلى أجهزة الأمن الأميركية عبر بلد ثالث لم يعلن عنه المسؤولون الأميركيون، إلا أن «الشرق الأوسط» علمت من مصادر الأصوليين في لندن أن عملية التسليم تمت عبر الأردن.

وانتقد مدير «المرصد الإسلامي» في لندن عملية التسليم قبل حدوثها، وقال في اتصال هاتفي أجرته مع «الشرق الأوسط» إنه «إذا أقدمت السلطات الباكستانية على هذه الخطوة وقامت بتسليم المحتجزين العرب الخمسة إلى واشنطن، فإنها تكون بذلك قد خالفت القوانين الدولية فضلاً عن الشرع الحنيف»، مشيراً إلى أن المعاهدة الدولية الخاصة بالحقوق السياسية والمدنية تشير في المادة 41 من البند 7 إلى إنه «لا يجوز تعريض أحد مجدداً للمحاكمة أو العقاب على جريمة سبق أن أدين فيها أو برئ منها بحكم نهائي وفقا للقانون وللإجراءات الجنائية في كل بلد».

وكانت الولايات المتحدة قد طالبت باكستان بعد حدوث عملية الاختطاف وقتل بعض الرهائن بتسليمها الخاطفين الخمسة، إلا أن الرئيس الباكستاني حينها، الجنرال ضياء الحق، رفض الطلب. وبرر الرئيس بوش أول من أمس المطالبة بزعفراني على اعتبار أن هذا الأخير أدين وحكم عليه في أميركا بالسجن مدى الحياة في حين أنه لم يقض في السجن الباكستاني سوى 14 عاما فقط.

وتبدو باكستان اليوم برئاسة برويز مشرف ماضية في التعاون التام مع الولايات المتحدة، خصوصا بعد الاعتداءات الأخيرة على نيويورك وواشنطن. وأكد أسد حيي الدين، المسؤول الإعلامي لدى السفارة الباكستانية في واشنطن، أن اسلام آباد تهدف إلى مساعدة الولايات المتحدة عبر إلقاء القبض على الإرهابيين في باكستان ثم تسليمهم.

من جهته قال روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف.بي.آي) إن اعتقال الزعفراني يعكس أهمية التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب وتبادل المعلومات بين الولايات المتحدة والدول الأخرى.

وقد تم إرسال زعفراني إلى ألاسكا حيث مثل أول من أمس لمدة قصيرة أمام محكمة فيدرالية، في انتظار إرساله خلال الأيام القليلة القادمة إلى واشنطن لمحاكمته بموجب الإدانة التي وجهت إليه عام 1991، وفق ما أوضح تيموثي بورغس ممثل المدعي العام لولاية ألاسكا.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»