مدير مؤسسة الحرمين الخيرية: لا دليل على اتهام المؤسسات الخيرية السعودية بتمويل الإرهاب

TT

اعتبر الشيخ عقيل العقيل مدير عام مؤسسة الحرمين الخيرية السعودية، أن التهم التي توجه للمؤسسات الخيرية السعودية بتقديم المساعدات والتمويل لجهات مرتبطة بنشاطات سياسية أو ارهابية حول العالم، لا تستند إلى دليل وهي مجرد تخمينات من وسائل الإعلام الدولية.

ورأى العقيل في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن ترك التبرعات في أيدي الأفراد هو الذي قد يؤدي إلى سوء استخدامها ووصولها إلى جهات ذات أهداف مشبوهة أو جهات غير مستحقة لهذه التبرعات، في حين تملك المؤسسات الخيرية المعروفة في السعودية نظاما ماليا وإداريا واضحا ويخضع للمراقبة والتطوير ويقوم على إدارتها مختصون من طلبة العلم والعلماء ذوي الخبرة في مجال الإغاثة والعمل الخيري ولم يسبق لها أن تورطت في أي أمور مشبوهة في السابق، كما تعمل في معظم الأحيان بالتنسيق مع الدول التي تحتضنها وتقدم تقارير دورية عن مشاريعها وإنجازاتها البادية للعيان.

وتابع العقيل بأن دعم المؤسسات الخيرية المعترف بها يساهم بشكل كبير في الحد من تسرب الأموال إلى جهات غير مأمونة وضمان عدم العودة إلى العمل الارتجالي في تقديم المساعدات الذي كان سائداً في العقود الماضية والذي يصعب التحكم فيه ومراقبته والتحقق من وصول تبرعاته إلى مستحقيها الفعليين، مبينا أن المؤسسات الخيرية السعودية المعترف بها خضعت للعديد من التحقيقات خلال السنوات الماضية للتأكد من عدم وجود أي روابط بينها وبين العديد من الأعمال الإرهابية التي وقعت في مختلف أرجاء العالم أو بينها وبين الجماعات ذات الاتجاهات السياسية وجماعات التحرر، غير أن التحقيقات لم تصل إلى أي مؤشرات أو دلائل في هذا الشأن.

وفي إشارة إلى القلق والضغوطات التي تعيشها المؤسسات الخيرية الإسلامية حول العالم بعد الاعتداءات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في الحادي عشر من الشهر الماضي، أكد الشيخ العقيل أن مؤسسة الحرمين لم تتعرض لأي ضغوطات لها ارتباط بتبعات الاعتداءات، مشيراً إلى أن المؤسسة تمتلك مكاتب مرخصة في العاصمة الأميركية والعديد من العواصم الأوروبية، ويرتبط مدير المكتب باتصالات مباشرة مع المعنيين في الحكومات ووسائل الإعلام في هذه الدول لتقديم الصورة الحقيقية لنشاط المؤسسة وجهودها في تقديم العون والمساعدة للمستحقين حول العالم.

وحول اتهام المؤسسات الخيرية بالسرية وانعدام الشفافية في المعلومات عن طبيعة المستفيدين من خدماتها ومواردها المالية، أكد الشيخ العقيل بأن المؤسسة التي يرأسها لا تمارس أي نوع من السرية في ما يخص نشاطاتها، حيث تنشر المؤسسة تقريرا ماليا سنويا يبين الجهات المستفيدة والمبالغ التي صرفت في أنحاء متعددة من العالم ضمن ميزانيات محددة، سواء في ما يخص نفقات مشاريع بناء المستوصفات والمعاهد والمدارس وملاجئ الأيتام وإصلاح الطرق ومشاريع المياه التي تنفذها المؤسسة أو الأموال التي تقدمها لجمعيات محلية معروفة تتولى بدورها تنفيذ المشاريع الخيرية في العديد بلدان العالم.

وأوضح العقيل بأنه نتيجة للظروف الحالية التي يعيشها الشعب الأفغاني من جراء الخوف من توجيه ضربة عسكرية لحكومة طالبان، فإن المؤسسة تكثف جهودها الآن لتقديم المساعدات للاجئين الأفغان الذين تدفقوا بأعداد كبيرة إلى كل من إيران وباكستان، وذلك من خلال إقامة مخيمات في منطقتي «سرهج» و«بلوخستان» على مقربة من الحدود الأفغانية في باكستان، مشيراً إلى أن المؤسسات الغربية بدأت بالحضور للمواقع وتقديم خدماتها للاجئين في الوقت الذي يجب أن تكون المبادرة بتقديم العون للمؤسسات والجمعيات الخيرية في البلدان الإسلامية.

واستدرك العقيل بأن مؤسسة الحرمين لا تقدم مساعدات لحكومة طالبان منذ تجميد العلاقات بين السعودية وحكومة طالبان عام 1998، غير أن المؤسسة تقدم مساعداتها بشكل مباشر للمحتاجين داخل أفغانستان من الأرامل والمرضى والأيتام.