ضغوط الحرب تصعد عداء العديد من الأفغان حيال «الوجود العسكري العربي» في صفوف طالبان

TT

رغم دعم حركة طالبان لاسامة بن لادن وآلاف التابعين له من المجندين العرب فان العديد من الافغان يعتقدون ان هذه الجماعات تسيء الى مصلحة بلادهم ولا يريدونهم ان يبقوا في افغانستان.

وينظر الآن الى من يسمون بـ «العرب الافغان» على انهم كانوا وراء مساعدة الطالبان في الوصول الى السلطة في عام 1996 والبقاء فيها من خلال ممارسة اعمال عنف وحشية، حسب ما يقوله خبراء افغان يعيشون خارج بلادهم.

وبخوض هؤلاء «العرب ـ الافغان» القتال الى جانب طالبان في معاركهم للسيطرة على 90 بالمائة من الاراضي الافغانية الّبوا عليهم معارضي طالبان، مثل اقليات الطاجيك والهازارا الاثنية. كما ان بعض المنتمين الى الغالبية البشتونية، التي تشكل القاعدة الصلبة للطالبان، بدأت تظهر خيبة امل من الحركة ومن مسانديها من العرب. ويتهم الخصوم العرب بارتكاب مذابح بحق المدنيين وبتهديم قرى والتخطيط لاغتيالات سياسية.

وفيما تتوعد الولايات المتحدة بشن ضربات عسكرية على طالبان لايوائها بن لادن وانصاره، يبرز امتعاض من العرب لتسببهم بهذه المواجهة مع الولايات المتحدة. وإذا تداعى نفوذ طالبان تحت وطأة الضغوطات الداخلية او الهجمات التي ستقودها الولايات المتحدة، فقد يصب الافغانيون جام غضبهم على العرب، حسبما يتوقع محللون افغانيون يعيشون في الخارج. وفي هذا الصدد اوضح حامد كرازي الزعيم القبلي الافغاني الذي يعيش في مدينة كويتا الباكستانية الجنوبية ان العديد من الافغانيين يتطلعون الى تصفية حساباتهم مع اسامة بن لادن ورجاله، ويضيف «لو تسنى لي ان أقبض على بن لادن قبل الاميركيين... فلن يبقى الكثير منه». ويقول كرازي ان العديد من الافغان الذين يعيشون في مدن مثل كابل وقندهار يتجنبون المرور في بعض الطرقات كي لا يختلطوا مع العرب الذين يعتبرونهم معادين ومتطلبنين. ويسهل تمييز العرب عن الافغان من لغتهم ولهجاتهم وملابسهم، ولهم حضور كبير في قندهار، عاصمة طالبان الروحية. اما منصور كوندي استاذ العلوم السياسية في جامعة بلوشستان في كويتا فقال «ان العرب يتجولون في قندهار كما لو كانوا يملكونها، والافغان شعب فخور بنفسه لا يحب وجود هؤلاء الاجانب بينهم بهذه الصورة المتبجحة. ان هذا قد يقود الى سقوط طالبان».

وقد اشتدت كراهية الافغان للعرب الشهر الماضي عندما نفذ رجلان من شمال افريقيا، يعتقد انهما من اتباع بن لادن، عملية اغتيال زعيم المعارضة الافغانية احمد شاه مسعود. وتخفى الاثنان على هيئة صحافيين وفجرا قنبلة بمسعود خلال مقابلة كانا يجريانها معه قبل يومين من هجومي 11 سبتمبر (ايلول) على نيويورك وواشنطن اللذين تتهم الولايات المتحدة اسامة بن لادن بالتخطيط لهما. واعتبر اغتيال مسعود على انه محاولة من جانب بن لادن لاسترضاء طالبان والتخلص من حليف قوي محتمل للولايات المتحدة.

ورغم الامتعاض العام يحظى العرب بدعم قوي من زعماء طالبان، فهي بحاجة الى مساعدتهم في قتالها ضد قوات التحالف الشمالي المعارض لها. وبعد 23 عاما من القتال بدأ العديد من الافغان يشعرون بالملل من الحرب. ويوضح محللون ان العرب اصبحوا يلعبون دورا مهما بين قوات طالبان.

وحسب التقديرات العسكرية الغربية هناك حوالي 10 الاف مجند اسلامي في افغانستان، نصفهم تقريبا من بلدان مثل الجزائر ومصر والاردن والسعودية والسودان واليمن، وبقيتهم من البوسنة والشيشان وباكستان واوزبكستان.

ويقول كرازي ان هناك داخل حركة طالبان اختلافاً متنامياً حيال الوجود العسكري العربي.