وزير الدفاع الأميركي: لن نعلن عن موعد الحرب ولا عن وقائعها عندما تندلع

TT

اكد الرئيس الاميركي جورج بوش امس ان ادارته لن تجري مفاوضات مع حركة طالبان الافغانية التي يتعين ان تنفذ ما طلب منها، وان الولايات المتحدة عندما تبدأ العمل العسكري فانها ستبدؤه حسب جدولها الزمني، وشدد على ان الحرب المعلنة الآن على الارهاب تهدف الى اجتثاث جذوره.

وتزامنت تصريحات الرئيس بوش في البيت الابيض امس مع اعلان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان القوات العسكرية الاميركية اصبحت جاهزة ومستعدة وفي انتظار الامر ببدء العمل، مع ان البعض في ادارة الرئيس بوش يدعو الى الصبر، والى ان يكون الرد العسكري على الهجمات الارهابية محسوبا وموزونا.

لكن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، رفض في مقابلات تلفزيونية الرد على اسئلة عن موعد بدء العمل العسكري، او التعليق على اعلان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الرد العسكري بات وشيكا، واكد على ان المهم الآن، هو ان في افغانستان وضع توفر فيه طالبان المأوى والتسهيلات للنشاطات الارهابية التي تقوم بها منظمة القاعدة وغيرها في مختلف ارجاء العالم، ومن الواضح تماما كما قال الرئيس بوش ان الطريق الوحيد للتعامل مع هذه المشكلة هو اقتلاع جذور تلك الشبكات الارهابية، ونقل المعركة الى الارهابيين، والدول التي تؤوي الارهاب العالمي.

وبتكرار السؤال للتعليق على كلام رئيس الوزراء البريطاني قال رامسفيلد: ومع الاعتراف بان هناك ارواحا معرضة للخطر فان الشيء المهم، اننا سنمضي في عملنا دون مناقشة تفاصيل العمليات او توقيتها. واكد ان الولايات المتحدة والاخرين المعنيين والمشاركين في التصدي للارهاب العالمي، ليسوا ضد الشعب الافغاني. وان الولايات المتحدة هي الدولة التي تقدم اكثر مساعدات انسانية وغذائية للافغان، حيث قدمت منذ مطلع العام حتى الان 170 مليون دولار.

وشدد رامسفيلد، مثل غيره من كبار مسؤولي الادارة، على ان المشكلة ليست الشعب الافغاني. وانما «المشكلة هي منظمة القاعدة وطالبان التي ترتبط بها وتدعمها، وقد الحقت دمارا كبيرا بالعالم، ولا بد من انهاء ذلك».

وردا على سؤال عما اذا كان العمل العسكري محددا ضد طالبان ومنظمة القاعدة وعما اذا كانت الولايات المتحدة ستحتل جزءا او اجزاء من افغانستان، اشار الوزير رامسفيلد الى المعاناة التي يعيشها الشعب الافغاني بسبب طالبان وممارساتها وفي تلميح غير مباشر الى امكانية احتلال جزء من افغانستان قال: ان الولايات المتحدة والاخرين المعنيين والمشاركين معها، في التعامل مع مشكلة القاعدة وطالبان يريدون القيام بكل شيء انساني ممكن، مع الاخذ في الاعتبار الصعوبات والمعاناة التي يواجهها الافغانيون.

وبخصوص ما يقال من ان حركة طالبان آخذة في الانهيار من داخلها وان ذلك لا يستدعي عملا عسكريا ضدها قال رامسفيلد، انه من غير الحكمة الانتظار والامل في ان يحدث شيء يبعث على الارتياح.

وعما اذا كان العمل العسكري سيشمل غير القاعدة وطالبان. خصوصا ان لها وجودا ونشاطات في العديد من الدول قال وزير الدفاع الاميركي انه عند التعامل مع شبكة ارهابية متشعبة الى ما هو ابعد من القاعدة، فان الجهد الواسع الشامل لمواجتها سيشمل طاقات الولايات المتحدة المالية والاقتصادية والدبلوماسية، وكذلك العسكرية. وقال انه ما كان لمنظمة القاعدة ونشاطاتها ان تستمر في الوجود دون وجود عدد من الدول تسهل نشاطاتها وتمولها.. وللقضاء على مشكلة الارهاب، فان ذلك لا يتوقف على القضاء على منظمة القاعدة وحدها بل على منظمات وشبكات الارهاب الاخرى، وذلك بالتوضيح للدول التي تدعم وتؤوي الارهاب بان عليها ان تفعل افضل ما تقدر عليه لوقفها.

وعما اذا كان الهدف هو اطاحة طالبان والمجيء بنظام بديل قال رامسفيلد هناك فئات معارضة عديدة في افغانستان، وان معظم الشعب الافغاني لا يؤيد طالبان. وهناك فئات في طالبان تعارض ايضا، والمهم هو القضاء على شبكة القاعدة.

وعن دعوة طالبان لاميركا تقديم دليل على تورط بن لادن في التفجيرات لتسلمه الى الولايات المتحدة قال: ان قادة طالبان يقولون شيئا جديدا كل يوم. وان الدليل هو مسرح الاعمال الارهابية التي وقعت وآثارها التي يراها العالم.

وعما اذا كانت الولايات المتحدة بعد الانتهاء من القضاء على منظمة القاعدة ستحول انتباهها للعراق قال رامسفيلد: ان هذا الامر لا يعود قراره اليه، وانما الى الرئيس بوش، واضاف: ان الرئيس اوضح ان هناك عددا من الدول على لائحة الدول التي تدعم الارهاب، وانه من المعروف ان عددا من الدول تدعم وتحث على الارهاب الدولي، وان الرئيس حدد بوضوح ان الطريق الوحيد للتعامل مع مشكلة الارهاب الدولي هو نقل المعركة الى الارهابيين والدول التي توفر لهم الدعم والمأوى والتسهيلات.

وقال: ان الولايات المتحدة فقدت في حادث واحد (التفجيرات الاخيرة) اكثر من اي حادث آخر منذ الحرب الاهلية وان هذا ليس شيئا قليلا. وانما هو شيء كبير ومهم جدا. واننا نريد العمل مع الدول الاخرى لنرى وباء الارهاب العالمي قد اقتلع من جذوره ومحي من الوجود.