حاملة الطائرات الأميركية «كيتي هوك» مرشحة لأن تكون قاعدة انطلاق للقوات الخاصة

TT

في سياق تحضيرها للحملة غير المسبوقة التي تنوي القيام بها، اصدرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أول من أمس اوامرها الى حاملة طائرات نصف فارغة بالتوجه الى منطقة الشرق الاوسط لتكون محطة انطلاق لعمليات القوات الخاصة. وتركت حاملة الطائرات «كيتي هوك» 75 من طائراتها الحربية في الميناء الياباني الذي تتخذه مقرا لها حتى يتسنى لها نقل المروحيات التي تحمل افراد العمليات الخاصة، حسبما اشار المسؤولون الاميركيون. وربما تستخدم هذه الحاملة ايضا كنقطة انطلاق للطائرات التابعة للبحرية من الوحدات الاخرى.

ويتوقع ان يكون لافراد العمليات الخاصة وقوات المشاة الخفيفة دور مهم في الجهود الرامية الى تحديد مكان بن لادن في أفغانستان وضربه مع أتباعه في تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه. وتفيد تقارير بنشر بعض الوحدات الخاصة في أفغانستان، كما يعتقد ان وحدات أخرى في طريقها إلى المنطقة.

وذكر مسؤول في وزارة الدفاع، طلب عدم الافصاح عن اسمه، أن إرسال حاملة الطائرات «كيتي هوك» وهي نصف فارغة «امر غير معهود، ولكن هذه الحرب أيضا غير عادية على نحو ما». كما أشار مسؤول آخر الى استخدام حاملات الطائرات استخداما مشابها عام 1994 خلال التدخل العسكري الاميركي في هايتي. اذ نقلت ابان تلك العملية حاملة طائرات افراداً من الجيش الاميركي ونقلت أخرى افرادا من قوات العمليات الخاصة.

وتعد «كيتي هوك» حاملة الطائرات الرابعة التي تتجه الى المنطقة، مما يمثل اضخم حشد للقوات منذ حرب الخليج قبل 10 سنوات التي خصصت لها 6 ناقلات حربية، في حين لم يسند الا لحاملة واحدة دور مباشر في حرب كوسوفو عام 1999، حسب المسؤولين الأميركيين.

وتحمل «كيتي هوك» عادة، ومقرها يوكوسوكا في اليابان، نصف حمولتها من طائرات الاسناد التي تشمل طائرات الرقابة والتزود بالوقود، ونصفها الآخر من الطائرات الهجومية من نوع «تومكات اف ـ 14» و«هورنتس اف اي ـ 18». واوضح المسؤولون ان الحاملة استغنت عن مجموعة من طائرات الاسناد والهجوم معا.

واكد مسؤولون عسكريون انه يتوفر لهم حتى دون الحاملة «كيتي هوك» عدد ازيد مما يحتاجونه من الطائرات لتنفيذ اي ضربة عسكرية يحتمل ان تأمر بها قريبا الولايات المتحدة. وعلى ضوء الاهداف محدودة العدد في افغانستان ووجود اكثر من 200 طائرة حربية في المنطقة فإنه «من الصعب تصور اننا سنكون بحاجة الى مزيد من الطائرات» حسبما ذكر احد المسؤولين في البنتاغون.

وكانت حاملة الطائرات «كيتي هوك» وهي جزء من الاسطول الاميركي السابع قد عادت في الآونة الأخيرة من رحلة تدريبية في عمق المياه اليابانية استغرقت 9 ايام. ويعتقد بعض المراقبين ان تلك التدريبات كانت بهدف منح بحارتها وطياريها الحربيين بعض الوقت لتعزيز مهاراتهم قبل انضمامهم الى عمليات مواجهة الارهاب.

وقضت التعليمات التي تسلمتها الحاملة بان تغادر قاعدتها في المياه اليابانية صباح أول من أمس وترك الجزء الذي لا حاجة له من حمولتها من الطائرات في قاعدة «آتسوجي» الجوية في اليابان. وتعد «كيتي هوك» حاملة الطائرات الاميركية الوحيدة، من بين 12 حاملة اخرى مخصصة للبقاء على الدوام خارج الاراضي الاميركية، وبمغادرتها المياه اليابانية فان منطقة شرق آسيا أصبحت الآن خالية من أي حاملات أميركية.

وصرح متحدث باسم قوات البحرية الاميركية بأن مهمة «كيتي هوك» تتمثل في «دعم جهود تحديد وموقع ومعاقبة الارهابيين ومن يقدمون لهم الدعم والمأوى». ورفض تحديد الوجهة التي تقصدها الحاملة، الا ان غيره من المسؤولين قالوا انها تتجه نحو بحر العرب. واتخذت اكثر من 20 سفينة حربية أميركية مواقعها الممتدة بين المحيط الهندي والبحر الاحمر. وكانت الحاملتان «كارل فينسون» و«انتربرايز» توجدان في المنطقة قبل وقوع هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. أما الحاملة الثالثة «ثيودور روزفلت» فإنها في طريقها لعبور البحر الأبيض المتوسط بانتظار مشاركتها في العملية ايضا.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»