أصيب ما لا يقل عن 10 فلسطينيين برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي في منطقة رام الله، في وقت كشف فيه النقاب عن اتصالات هاتفية اجراها وزير الخارجية الاميركي كولن باول مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر، لحثهما على بذل جهود اكبر لاحترام وقف اطلاق النار.
في غضون ذلك احتفلت اسرائيل بعيد المظال وسط اجراءات امنية مشددة ـ بعد عملية تفجير السيارة المفخخة ـ في القدس الغربية اول من امس تبنتها حركة الجهاد الاسلامي واسفرت عن اصابة عدد قليل بجروح طفيفة.
وفي منطقة بير زيت القريبة من رام الله اشتبك الطلاب الفلسطينيون مع قوات الاحتلال التي حالت دون وصولهم الى مقاعد الدراسة في الجامعة. فرد عليهم جنود الاحتلال بالأعيرة المطاطية والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وحاول مئات الطلبة وافراد طاقم جامعة بير زيت ازالة المتاريس التي اقامها الجيش الاسرائيلي وتحول دون وصولهم الى الجامعة.
واعلنت الولايات المتحدة التي تسعى الى تشكيل تحالف عالمي واسع من اجل توجيه ضربة موجعة للمسؤولين عن تفجيرات نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، عن انزعاجها من استمرار اعمال العنف واطلاق النار والمواجهات.
يذكر ان ما لا يقل عن 15 فلسطينيا قتلوا وجرح المئات منذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي توصل اليه الرئيس عرفات مع وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس خلال لقائهما في مطار غزة يوم الاربعاء الماضي تحت تأثير الضغوط الاميركية. واتفق عرفات مع بيريس ايضا على رفع الحصار تدريجيا عن الاراضي الفلسطينية.
وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية الليلة قبل الماضية «نحن نشعر بانزعاج بالغ للعنف المستمر يومي السبت والاحد. وندين بأشد لهجة ممكنة هجوم السيارة المفخخة». واضاف «من الضروري ان يتجنب الفلسطينيون والاسرائيليون اي اعمال من شأنها ان تعرض للخطر فرص استئناف المحادثات المباشرة وان يفعل الجانبان كل ما بوسعهما لاعادة اجواء الهدوء».
واتصل باول الليلة قبل الماضية مع الرئيس عرفات وبن اليعزر حول تطورات الوضع في الاراضي الفلسطينية. اكد ذلك مسؤولون لدى الطرفين. فقد قال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان باول اتصل هاتفيا بعرفات الليلة قبل الماضية «وتباحث معه في تطورات الاوضاع».
واوضح ابو ردينة في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية ان الحديث «يأتي كجزء من المتابعة شبه اليومية التي يقوم بها باول والادارة الاميركية للاطلاع على تطورات الوضع على الارض». واضاف «لكن المطلوب ان تلعب الادارة الاميركية دورا اكبر في الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني». وقال ابو ردينة انه «لم يطرأ جديد» بشأن اللقاء المتفق عليه بين الرئيس عرفات وبيريس.
وذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية امس ان باول اتصل هاتفيا ببن اليعزر وبحث معه وقف اطلاق النار وقالت الاذاعة: ان بن اليعزر شدد على ان «اسرائيل تبذل جهودا كبيرة للالتزام بوقف اطلاق النار وقد سحبت دباباتها من المراكز التي احتلتها منذ عدة اشهر كما رفعت الحصار عن مدينة اريحا».
واوضحت الاذاعة ان بن اليعزر اخذ اثناء الحديث على السلطة الفلسطينية امتناعها عن توقيف عشرات من الناشطين تعتبرهم اسرائيل من «الارهابيين».