نقاش سياسي حاد بين وفدي الكويت والعراق في مؤتمر صحي

TT

سيطرت السياسة على اعمال اليوم الثالث لمؤتمر صحي اقليمي منعقد حاليا في الرياض اثر اتساع النقاشات في موضوع العنف في دول اقليم شرق المتوسط داخل اجتماعات المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة الدولية لشرق المتوسط امس، حيث ثار نقاش ساخن بين وكيل وزارة الصحة الكويتية الدكتور علي السيف وبين المدير العام للطب الوقائي بوزارة الصحة العراقية الدكتور عايد الدليمي ورئيس وفد بلاده للاجتماعات حول تعرض سكان البلدين لانواع مختلفة من العنف. وأكد الدكتور الدليمي ان بلاده لم تشهد عنفا داخليا من قبل السلطة الحكومية ضد مواطنيها نتيجة لمتانة الوضع الداخلي، الا انه اعتبر ان العراق «يتعرض لعنف سياسي وعسكري خارجي تمارسه دولتان كبريان»، وهنا جاء الصوت الكويتي للتأكيد ان بلاده وشعبه تعرضا على مدى اشهر الاحتلال العراقي للكويت (1990 ـ 1991) لعنف سياسي وعسكري تضمن ممارسة لجميع انواع العنف، بالاضافة الى وجود ملف ساخن هو ملف الاسرى الكويتيين الذين ما زال اهاليهم يعانون من جراء غموض مصير ابنائهم، وهو ما دفع رئيس الوفد العراقي لطلب الفرصة للحديث مجددا لايضاح انه بالرغم من أن المؤتمر غير سياسي واعضاءه ليسوا سياسيين وغير مصرح لهم بمناقشة الشؤون السياسية، الا ان بلاده لا تقبل اطلاق اسم اسرى على المفقودين الكويتيين بعد حرب الخليج، مشيرا الى أن للعراق 1800 من المفقودين ايضا. ورد وكيل وزارة الصحة الكويتي بالقول ان الجميع يعرف ما قام به العراق من عنف اعتبارا من الثاني من اغسطس (آب) 1990، فبادر وزير الصحة السعودي الدكتور اسامة شبكشي ورئيس الدورة الحالية للمكتب الاقليمي للمطالبة بايقاف التلاسن الذي حصل امس في جلسة العمل المسائية والاكتفاء بهذا القدر من النقاشات في هذا الموضوع قائلا «أرجو ان لا نسيس الطب».

كما شارك ممثلو كل من فلسطين وإيران والسودان والمغرب في مداخلات حول ظاهرة العنف وضرورة معالجة اسبابها والتي منها تعرض الشعب في الاراضي المحتلة في فلسطين لعنف الاحتلال وكذلك تعرض الكثير من فئات المجتمعات في هذه الدول لعنف عائلي واجتماعي متنوع.

وكانت هذه المناقشات قد انطلقت بعد الاستماع لورقة احصائية طرحها المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط اشارت الى ان المنطقة تشهد 3 انواع من العنف، بما فيها الحروب والعنف بين الاشخاص والعنف على الذات والذي ذكر انه يمثل قرابة 58 في المائة من الحالات المسجلة، فيما اكدت الدراسة ان 7 في المائة من الوفيات التي تحدث في هذا الاقليم تسببها اعمال العنف السياسي خصوصا في فلسطين وافغانستان والسودان والصومال، فيما هدد العنف العائلي حسب الدراسة قرابة 72 في المائة من النساء في هذه المنطقة. ومن المتوقع ان تصدر اليوم قرارات وتوصيات عن اجتماعات الدورة الـ48 للجنة الاقليمية والتي تتضمن السعي لتوفير مخزون استراتيجي من لقاح الجدري لمواجهة احتمالات تعرض اي من دول الاقليم بطريقة مباشرة او غير مباشرة الى عمل ارهابي قد يستخدم فيه فيروس الجدري، وكذلك ستتضمن مطالبة دول الاقليم بمواصلة مكافحة مرض الايدز وتكثيف الجهود الخاصة بمكافحة التدخين والتبغ وانشاء لجان وطنية لتطوير البرامج الوطنية لمكافحة التبغ، بما في ذلك التصدي لنشاط شركات التبغ الذي يستهدف الاطفال والشباب والنساء بشكل خاص، والمشاركة في جلسات التفاوض والاجتماعات المرتبطة بالاتفاقية الاطارية لمكافحة التبغ وتنفيذها بعد اعتمادها.