طلب دراجليوب كوناراتس (45 سنة) من محكمة «جرائم الحرب» الدولية في لاهاي اطلاق سراحه لمدة 3 أشهر، ثم يعود بعدها لمواصلة فترة العقوبة الصادرة بحقه ومدتها 28 سنة سجنا بسبب دوره في المجازر الجماعية التي حدثت في البوسنة والهرسك وأدت الى قتل ما يزيد عن 200 ألف نسمة واغتصاب ما يقارب الخمسين الف امرأة وفتاة بعضهن جرى بيعهن بخمسمائة مارك الماني. وكان لكوناراتس دور بارز في تلك المذابح وعمليات اغتصاب وبيع النساء المسلمات لا سيما في منطقة فوتشا (60 كيلومترا شرق العاصمة البوسنية سراييفو) وذلك في بواكير الحرب سنة 1992.
ومما قاله كوناراتس في التماسه المقدم لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي انه يشكو من امراض مزمنة وآلام مبرحة في كل اجزاء جسمه، وهو يريد ان يغير جو السجن واخذ قسط من الوقت مدته ثلاثة اشهر يقضيها في هولندا او يوغوسلافيا او اي مكان آخر من العالم. ويذكر ان كوناراتس كان قد استأنف الحكم الصادر بحقه ومدته 28 سنة وسيجري النظر في طعونه يوم 22 فبراير (شباط) القادم. اذ ان المراقبين يعتقدون ان فرص كوناراتس ضعيفة في الحصول على موافقة محكمة جرائم الحرب في لاهاي على اطلاق سراحه، بعدما صدر حكم قضائي بحقه يستحيل التراجع عنه، لا سيما وان ممثلة هيئة الادعاء بمحكمة جرائم الحرب في لاهاي طالبت باصدار حكم السجن المؤبد بحقه. وانه لا تشابه بين حالة بليانا بلافاشيتش (السياسية البوسنية الصربية البارزة) وكوناراتس ذلك ان الاولى سلمت نفسها طواعية ومحاكمتها جارية ولم يصدر بعد بحقها حكم قضائي حتى الآن بل تعاونت بشكل كبير مع محكمة جرائم الحرب. وهذه الميزات غير متوفرة في حالة كوناراتس إلا اذا ما تأكدت المحكمة فعليا ان وضعه الصحي المنهار وما يقوله من انه يشكو من امراض مزمنة ومن آلام مبرحة في كل انحاء جسمه. ذلك انه سبق لمحكمة جرائم الحرب اطلاق سراح متهمين لأسباب صحية قاهرة.