وزير بريطاني يتهم إسرائيل بالتلاعب

تقارير عن حضور بلير حفلة إسرائيلية وتغيبه عن أخرى عربية

TT

أثار وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية المكلف ملف الشرق الأوسط، بن برادشو، غضب اللوبي الاسرائيلي أمس، حين اتهم تل ابيب بترويج الاشاعات عن وجود فجوة بين وزارة الخارجية ورئيس الوزراء توني بلير حول سياسة البلاد المتعلقة بالمنطقة العربية. وأضاف الوزير الذي كان يتحدث في ندوة لـ «مجلس حزب العمال للشرق الاوسط» و«أصدقاء فلسطين في نقابات العمال» على هامش مؤتمر حزب العمال الحاكم السنوي، ان شرط رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون حول ضرورة إحلال الهدوء التام لـ48 ساعة قبل بدء المفاوضات يساعد في الحقيقة على تأجيج الارهاب. ونقلت صحيفة «التلغراف» في عددها الصادر أمس عن برادشو قوله ان فترة الهدوء التام التي وضعها شارون شرطاً لاستئناف المحادثات بين الاسرائيليين والفلسطينيين «يعطي الارهابيين حق (ممارسة) الفيتو على العملية». وبينما نفى نفياً قاطعاً أن يكون رئيس الوزراء توني بلير قد اعتذر لشارون عن رسالة كان وزير الخارجية جاك سترو قد نشرها في صحف إيرانية بقصد إقناعه بالعودة عن قراره بعدم لقاء سترو. وشدد الوزير على أن «فكرة وجود انقسام بين وزارة الخارجية وبين رقم 10 (مقر رئيس الوزراء) هي خاطئة تماماً. لقد استغلها الاسرائيليون. وهم يلعبون اللعبة نفسها مع الاميركيين بين وزارة الخارجية والبيت الابيض. يحصل هذا دائماً. يحصل هذا على الدوام. وقد تعلمنا أن نتوقعه».

وقد اكد ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية، في اتصال أجرته «الشرق الأوسط»، ان «الوزير برادشو كان يذكر الحقائق الواضحة». واضاف ان المواقف التي عبر عنها الوزير، هي ذات المواقف التي «تتبناها الوزارة منذ وقت طويل وقد ناقشتها مع الطرفين». ويُذكر أن سترو قال أمس في كلمته امام المؤتمر ان «من حق الفلسطينيين أيضاً ان يعيشوا بسلام وأمان». واكد بلير في خطابه أيضاً على حق الفلسطينيين بالتمتع بالأمن «في أراضيهم» بعدما شدد على ضرورة اعتراف الجميع بإسرائيل. ومن ناحية أخرى، علمت «الشرق الاوسط» من مصادر مطلعة أن مجلس السفراء العرب الغى حفلة استقبال كان مقرراً أن تقام مساء اليوم على شرف توني بلير. واضافت المصادر ان الحفلة التي تُقام سنوياً على هامش المؤتمر السنوي للحزب قد أُلغيت بعدما اتصل مكتب بلير اول من امس ليبلغهم اعتذار رئيس الوزراء عن عدم الحضور بسبب انشغاله بمعالجة أمور طارئة. بيد ان تقارير غير مؤكدة افادت أن بلير حضر سلفاً حفلة دعت اليها مجموعة «أصدقاء إسرائيل في حزب العمال». وكانت نائبة وزير الدفاع الاسرائيلي داليا رابين التي اتت خصيصاً من تل أبيب لهذه الغاية، كانت في طليعة مستقبلي بلير. الا ان مكتب رئيس الوزراء اعتذر عن عدم تأكيد او نفي هذه القرارات، موضحاً في اتصال مع «الشرق الاوسط» عدم توفر معلومات حالياً حول ذلك.