اعتقال عربي في محطة قطارات ووترلو بلندن.. وتمديد احتجاز زين العابدين

ضباط المباحث الفيدرالية الأميركية يستجوبون الطيار الجزائري رايسي المعتقل في بريطانيا * لندن: أجهزة الأمن البريطانية تجاهلت الخاطف رقم «20» قبل سبع سنوات واسكوتلانديارد تتحرى أنشطة 200 أصولي من «الخلايا النائمة»

TT

اعلنت الشرطة البريطانية انها اعتقلت «رجلا عربيا» في الرابعة والعشرين من العمر في محطة قطارات ووترلو بوسط لندن مساء اول من امس. وقال متحدث باسم شرطة اسكوتلانديارد في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان اعتقال الرجل جاء بسبب حمله هوية مزورة. ورفض المتحدث ان يكشف ان كانت لاعتقاله صلة بالتفجيرات في واشنطن ونيويورك. وذكرت مصادر مقربة من الشرطة ان التحقيقات بدأت مع شخص عربي «يعتقد انه جزائري» في مركز شرطة بادنجتون جرين بوسط لندن، طبقا لبنود مكافحة الارهاب التي تتيح احتجازه لمدة اسبوع. الى ذلك اشار المتحدث الى ان الشرطة مددت احتجاز سليمان زين العابدين، وهو نيجيري اعتنق الاسلام منذ نحو عشرة اعوام الى اليوم. وكانت الشرطة اعتقلت زين العابدين (43 عاما)، واسمه قبل اعتناقه الاسلام فرانك ايتاب، وهو صاحب مؤسسة «سكينة» لخدمات الامن صباح الاثنين الماضي. وتعتقد الدوائر المقربة من الشرطة ان التحقيقات الجارية مع زين العابدين تدور حول مزاعم ارساله اصوليين من بريطانيا الى الولايات المتحدة وافغانستان لتلقي التدريب العسكري وصناعة المتفجرات خلال العامين الماضيين، وارساله مقاتلين الى الشيشان للقتال في صفوف ابن الخطاب . وما زال ضباط البحث الجنائي يفحصون شقة زين العابدين بمنطقة كيد بروك بجنوب شرق لندن، بعد ان صادرت الشرطة اجهزة كومبيوتر من مقر مكتبه وسكنه، بحثا عن اي علاقة مزعومة بمنظمة «القاعدة» التي يترأسها بن لادن. وقالت مصادر في لندن ان مكتب التحقيقات الفيدرالية الاميركي (اف. بي. آي) واسكوتلانديارد كانا على علم بأنشطة مؤسسة «سكينة» البريطانية لتقديم خدمات الامن منذ اكثر من عام. وكان موقع مؤسسة «سكينة» على الانترنت قد عرض ضمن حملة اعلانية تحت عنوان «تحدي الجهاد الاكبر» منذ نحو عامين تقريبا، «تقديم خدمات التدريب العسكري واطلاق الرصاص والقتال البدني لمدة اسبوعين في ميسوري وفرجينيا بالولايات المتحدة». وتستجوب الشرطة زين العابدين حول مزاعم جمعه تبرعات مالية لمنظمات محظورة. ويعتبر زين العابدين من المقربين لعمر بكري زعيم منظمة «المهاجرون» الذي اصدر فتوى دعا فيها لقتل الرئيس الباكستاني برويز مشرف لانه سمح للقوات الاميركية باستخدام الاجواء والاراضي الباكستانية لتوجيه ضربات عسكرية الى افغانستان. وينفي بكري اي علاقة له بأنشطة «سكينة». من جهة اخرى قال متحدث باسم شرطة ساسيكس في بريطانيا لـ«الشرق الأوسط» ان الشخص العربي (36 عاما) الذي اعتقل في مطار غاتويك مساء يوم الجمعة الماضي اثناء توقفه «ترانزيت» قادما من الامارات العربية في طريقه الى الولايات المتحدة، وهو الطريق الذي سلكه 11 من الخاطفين في تفجيرات الولايات المتحدة التي وقعت في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، افرج عنه صباح امس بدون توجيه اتهام اليه. واضاف المتحدث ان الشخص العربي يخضع حاليا لتحقيقات مع ضباط شؤون الهجرة. ومن جهة اخرى، من المقرر ان يمثل الطيار الجزائري لطفي رايسي (27 عاما) المحتجز حاليا في سجن بريكستون، امام محكمة بو ستريت بوسط لندن غداً. وقالت مصادر في لندن ان ضباط من المباحث الفيدرالية الاميركية يشاركون حاليا في التحقيقات الجارية مع الطيار الجزائري بحضور ضباط من فرقة مكافحة الارهاب البريطانية. واتهم الادعاء البريطاني رايسي بأنه كان مدرب الطيران لأربعة من الخاطفين الانتحاريين الذين شاركوا في الهجمات الاميركية. ولم تربط مذكرة الاعتقال بين رايسي وهجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولكن محققي «اف. بي. آي» يقولون ان مهمتهم هي التحقيق في «الاعمال الارهابية التي تسببت في انهيار مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في فرجينيا». وقالت شرطة اسكوتلانديارد انها تتحرى عن 11 شخصا مشتبهين في مشاركتهم في خطف الطائرات التي صدمت مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الأميركية. وقالت الشرطة ان هؤلاء الاشخاص مروا عبر بريطانيا قبل الهجمات.

وكشفت مصادر امنية في لندن ان ضباط فرقة مكافحة الارهاب يتحرون حاليا عن انشطة 200 اصولي من المتعاطفين مع اسامة بن لادن. وقالت المصادر ان هناك مخاوف من اثارة هؤلاء الاصوليين موجة من العنف، في حال بدء الهجمات العكسرية ضد افغانستان. واشارت الى ان الكثير من هؤلاء الاصوليين الذين تراقبهم الاجهزة الامنية البريطانية عن كثب، حاربوا من قبل في الشيشان والبوسنة وافغانستان. وقالت ان الـ200 اصولي ليسوا اعضاء في منظمة «القاعدة» المحظورة التي يتزعمها بن لادن، لكنهم من المتعاطفين معها، ومن المؤيدين لها. ويتخوف ضباط فرقة مكافحة الارهاب البريطانية من «خلايا الاصوليين النائمة» او الاسلاميين غير المعروفين الذين يعملون تحت الارض في انشطة سرية، لكنهم لا يتخوفون كثيرا من انشطة عمر بكري مسؤول منظمة «المهاجرون» اكبر الحركات الاصولية في بريطانيا، الذي اصدر فتوى مؤخرا تدعو الى قتل الرئيس الباكستاني برويز مشرف، لأنه يساند التحالف العسكري الاميركي. وحسب المصادر المقربة من اسكوتلانديارد فان بكري بالنسبة لأجهزة الامن مثل «كتاب مفتوح»، رغم ان النيابة العامة في بريطانيا طلبت من اسكوتلانديارد التحري عن انشتطه، بالنسبة للغة التحريض التي يستخدمها في خطبه ومقابلاته الصحافية والتلفزيونية. الى ذلك بدأت الشرطة البريطانية تتحرى اعترافات الفرنسي الجزائري الاصل جمال بقال الذي تسلمته باريس من الامارات، والمشتبه في كونه من المساعدين المقربين لابن لادن. وقال بقال امام قاضي المحكمة الفرنسية انه زار خلال وجوده في بريطانيا لمدة ثلاث سنوات، العديد من المساجد في لندن وليستر والمدن الداخلية لتجنيد اعضاء تابعين لمنظمة «القاعدة». ويشتبه في ان بقال (35 عاما) الذي اوقف في يوليو (تموز) الماضي في دبي يقود مجموعة كانت تخطط لضرب مصالح اميركية في فرنسا. وادت اعترافات بقال الى سلسلة اعتقالات في فرنسا وبلجيكا وهولندا. وفي 25 سبتمبر (ايلول) تم توجيه التهمة الى سبعة من الاصوليين واودعوا السجن في باريس في اطار هذه القضية.

وتم ترحيل شخص ثامن يدعى كمال الداودي من بريطانيا من مجموعة «ليستر»، ووضع جزائريين اول من امس قيد التوقيف الاحترازي لمخالفة قوانين الهجرة، كانت شرطة ليستر قد اعتقلتهم مع الداودي يوم 21 سبتمبر الماضي. واثناء استجوابه من قبل المحققين في دبي كشف بقال اسماء عدد من الاشخاص الذين ربما كانوا يعدون لتنفيذ اعتداءات ضد مصالح اميركية في اوروبا.

والى ذلك كشفت مصادر قانونية في العاصمة لندن ان دول المجموعة الاوروبية على استعداد لتسليم المتهمين في قضايا ارهابية الى واشنطن اذا ما تخلت الولايات المتحدة عن تنفيذ عقوبة الاعدام عليهم. واشارت الى اجتماع مزمع سيعقد الشهر المقبل بين مسؤولين من دول المجموعة والولايات المتحدة لبحث تسليم المتهمين في قضايا ارهابية الى واشنطن، من بينها تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في اغسطس (آب) 1988، والتفجيرات التي ضربت واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر الماضي. وضمن المحتجزين على ذمة الترحيل الى الولايات المتحدة ابراهيم حسين عيدروس وعادل عبد المجيد عبد الباري (مصريان يعتقد انهما من تنظيم الجهاد) وخالد الفواز (سعودي، مدير مكتب هيئة النصيحة والاصلاح في لندن)، في اطار الطلب الاميركي الخاص بترحيلهم الى الولايات المتحدة بتهمة «التآمر» مع اسامة بن لادن وآخرين ضد مواطنين اميركيين، وعمار مخلوف الذي يعرف باسم ابو دوحة وكنيته «الدكتور» وهو جزائري محتجز حاليا في سجن بيل مارش الشديد الحراسة، على ذمة تفجيرات «الالفية»، باعتباره العقل المدبر لتفجير مطار لوس انجليس. ومن المقرر ان يمثل الاخير امام محكمة بو ستريت بوسط لندن يوم 26 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري. وتكشفت معلومات جديدة حول حبيب زكريا موساوي المحتجز في مدينة مينيسوتا الاميركية، والذي تعتبره اجهزة الامن انه «الخاطف رقم 20» الذي لم ينتحر في عملية تفجيرات نيويورك وواشنطن. وقالت مصادر عليمة في لندن ان اجهزة الامن الفرنسية ابلغت نظيرتها البريطانية عام 1994 بأنشطة موساوي (المغربي الاصل)، خلال وجوده في لندن لمدة خمس سنوات، واحتمال علاقته القوية بمنظمة «القاعدة» التي يترأسها بن لادن. واشارت المصادر الى ان تجاهل اسكوتلانديارد لسيل المعلومات والمخاوف القادمة من باريس سمحت لموساوي بالعمل بحرية والتحضير لموجة الاعتداءات الارهابية في الولايات المتحدة. وكان موساوي قد اعتقل قبل تنفيذ العملية يوم 17 اغسطس (آب) الماضي. وتشير المصادر الى ان موساوي قد يكون المفتاح الحقيقي لرجال اجهزة الامن عبر الاطلنطي لكشف هوية الخاطفين الـ19، والقاء الضوء على الخاطفين الـ11 الذين مروا من لندن في طريقهم الى الولايات المتحدة للمشاركة في تنفيذ العملية الارهابية. وتعتقد الدوائر البريطانية ان موساوي جند خلال اقامته في لندن لمدة 5 سنوات، العشرات من الاصوليين كأعضاء جدد في تنظيم «القاعدة». واشارت المصادر الى تجاهل اسكوتلانديارد لتحذير مماثل عن انشطة موساوي قبل 18 شهرا من وقوع التفجيرات في الولايات المتحدة، حول زيارته لمعسكرات التدريب التابعة لبن لادن في افغانستان. ويركز المحققون الاميركيون على خطوات وعلاقات موساوي (33 عاما) خلال دراسته في العاصمة البريطانية للعلاقات الدولية، وندوات الاصوليين التي كان يواظب على حضورها. وحسب المصادر المقربة من التحقيقات فان موساوي خلال فترة اقامته ببريطانيا، والتي كان يحصل فيها على اعانة الضمان الاجتماعي، كان ينشط بين التجمعات الاصولية، ويعد لعملية التفجيرات الارهابية. وتشير المصادر الى علاقة تربطه بمجموعة «ليستر» التي كانت تعد لهجمات على مصالح اميركية في باريس، ومقر حلف شمال الاطلسي «الناتو» في بروكسل نهاية العام الجاري. وتبحث الشرطة في فرنسا وبريطانيا عن خطيبة موساوي وهي في مطلع الثلاثينات من العمر، اختفت من شقتهما في بريكستون جنوب لندن عقب وقوع الهجمات الارهابية في نيويورك وواشنطن.