إسرائيل تنتقم لمقتل مستوطنين في غزة باجتياح شمال القطاع وقتل 6 فلسطينيين

«كتائب القسام» تتبنى اقتحام «إيلي سيناي» والسلطة تتوعد بمعاقبة منفذي العملية وإسرائيل تطالب واشنطن بضم حماس والجهاد وحزب الله لقوائم الإرهاب

TT

في اخطر تصعيد منذ التوصل لتفاهم وقف اطلاق النار بين الرئيس الفلسطيني ياسرعرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس في 26 سبتمبر (ايلول) الماضي اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي مناطق السلطة الفلسطينية في شمال غزة، وقتلت خلال العملية ما لا يقل عن 6 فلسطينيين من بينهم 4 رجال شرطة ودمرت 6 مبان تابعة للاجهزة الامنية.

وهدد احد القادة العسكريين الاسرائيليين بأن قوات الاحتلال ستمكث في المنطقة، الوقت الذي تطلبه عملية حماية المستوطنات بعد عملية التسلل الناجحة التي قام بها عنصران من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الى مستوطنة ايلي سيناي واسفرت عن مقتل مستوطنين وجرح ما لا يقل عن 15 اخرين اضافة الى منفذي العملية.

واستخدمت اسرائيل في عملية الاقتحام التي بدأت فجر امس، اي بعد اقل من 12 ساعة على اقتحام مستوطنة ايلي سيناي، عشر دبابات، وقصفت منطقة بيت لاهيا بشكل مكثف بقذائف المدفعية والرشاشات الثقلية الامر الذي اثار رعب المواطنين وفرارهم امام زحف القوات الغازية.

وذكرت مصادر فلسطينية ان دبابة اسرائيلية قصفت سيارة مدنية في منطقة السودانية شمال غزة الامر الذي ادى الى مقتل فلسطينيين من الذين تناثرت اشلاؤهم فوق مساحة واسعة.

واصيب سبعة من رجال الامن الفلسطيني عندما قصفت زوارق اسرائيلية مواقع الامن الفلسطيني المنتشرة على الساحل الممتد من السودانية وحتى مدينة غزة وطاردت السفن الاسرائيلية الصيادين الفلسطينيين واطلقت النار عليهم ومنعتهم من الصيد.

وبدأت عملية الاقتحام في ساعات الفجر الاولى من يوم امس. وتوغلت قوات الاحتلال مسافة لا تقل عن كيلومتر في عمق مناطق السلطة وتمركزت شرق بلدة لاهيا، وقامت الجرافات باقتلاع مئات الاشجار في المنطقة بحجة انها ساعدت منفذي العملية في الاختباء استعدادا لاقتحام المستوطنة.

ومنعت قوات الاحتلال الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، والإطفائية من الوصول الى المناطق السكنية التي تعرضت للقصف لاسعاف الجرحى ولاخماد الحرائق التي اندلعت بعد قصف المحولات الكهربائية في المنطقة.

وخرج المئات من الفلسطينيين في شمال القطاع في مسيرات تلقائية للتعبير عن غضبهم واستنكارهم للقمع الاسرائيلي مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لتوفير حماية للشعب الفلسطيني.

وامتد القصف الاسرائيلي للمواقع الفلسطينية وسط وجنوب قطاع غزة خاصة موقع الكتيبة الثالثة في الامن الوطني في منطقة المغراقة والاحياء السكنية في منطقة الشيخ عجلين جنوب غزة، وحي الشابورة في رفح ومنطقة تل السلطان.

من ناحيتها ادانت القيادة الفلسطينية عملية اقتحام المستوطنة. وقال ناطق رسمي فلسطيني أن هذه العملية تشكل خرقاً لوقف اطلاق النار، وأن الرئيس ياسر عرفات أصدر تعليمات مشددة لأجهزة الأمن لتحديد الجهة المسؤولة عن هذه العملية واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحقها ووضع حد حاسم وسريع لأي خرق من الجانب الفلسطيني.

وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤولية العملية وقالت انها «تأتي انتقاما لدماء الشهداء». وفي بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قالت الكتائب انها ستواصل عمليات المقاومة لاثبات هشاشة الامن الصهيوني. وتوعدت بأنها ستصل الى كل من اراق دماً فلسطينياً. وذكر البيان ان منفذي عملية اقتحام المستوطنة هما ابراهيم نزار ريان (18 سنة) من مخيم جباليا، وعبد الله عودة شعبان (20 سنة) من بلدة جباليا.

وأعربت اوساط عسكرية اسرائيلية عن صدمتها ازاء عملية الاقتحام التي استطاع فيها عنصرا حماس في الساعة السابعة والنصف من مساء اول امس التسلل الى مستوطنة ايلي سيناي مزودين باسلحة رشاشة وعدد كبير من القنابل. وحسب شهود عيان من سكان المستوطنة تحدثوا الى وسائل الاعلام الاسرائيلية، توجه منفذا العملية الى الحي الشرقي من المستوطنة وأخذا يلقيان القنابل على البيوت والسكان الذين كانوا قد فرغوا للتو من صلاة انتهاء عيد العرش، الامر الذي اسفر عن مقتل جندي ومجندة واصابة 15شخصاً آخر من بينهم ثمانية من الوحدات المختارة التي جاءت للسيطرة على منفذي العملية.

ووفق شهادة احد افراد الوحدات الخاصة فقد توجه منفذا العملية الى احد البيوت في الحي واطلق احدهما النارعلى من فيه، في حين واصل الاخر الاشتباك مع جنود الوحدات الخاصة. وانتقل منفذا العملية بعد ذلك الى بيت اخر لكنه كان خاليا من سكانه الذين فروا من المكان بعد سماع اطلاق النار. فحاصرت الوحدة المختارة وعناصر لواء جفعاتي في المنزل، وقتلت الفدائيين بعد ان نفدت ذخيرتهما في الاشتباكات التي استمرت لمدة ثلاث ساعات متواصلة.

واثر العملية فوض المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر لشؤون الامن الجيش الاسرائيلي القيام بكل العمليات اللازمة لحماية «امن الاسرائيليين». وفسر المراقبون ذلك على انه ضوء اخضر لاستئناف عمليات التصفية ضد كوادر الفصائل الفلسطينية. وحملت الحكومة الاسرائيلية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المسؤولية عن العملية على اعتبار انه لم يقم بما فيه الكفاية لضمان احترام تفاهم وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بين الجانبين.

اسرائيل