دحلان: ما حدث في الولايات المتحدة يوجب على السلطة الفلسطينية أن تكون جزءا من الحركة الدولية

مدير الوقائي الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: شارون يعمل على احباط وقف إطلاق النار

TT

دعا محمد دحلان مدير جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة القوى والفصائل الفلسطينية الى احترام تفاهم وقف اطلاق النار الذي توصل اليه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع وزير خارجية اسرائيل شيمعون بيريس، مراعاة للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، بعيدا عن المصالح التنظيمية الضيقة.

وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» في مكتبه في حي تل الهوى جنوب غزة، قال ان الامر لا يحتاج لاستعراضات او اجتهادات ليست في مكانها، مؤكدا في الوقت ذاته انه ليس من الوارد لدى ارييل شارون (رئيس الوزراء الاسرائيلي) احترام وقف اطلاق النار. واضاف دحلان ان السلطة الفلسطينية معنية بأن لا تدفع ثمن تفجيرات نيويورك وواشنطن.

وشدد دحلان على ان القيادة الفلسطينية اتخذت قرارا استراتيجيا يقضي بأن لا تضع السلطة نفسها كعدو للتحرك الدولي الجديد. واشار الى محاولات اسرائيل استغلال ما حدث في الولايات المتحدة للربط بين اسامة بن لادن والنضال المشروع للشعب الفلسطيني. وذكر بخطوات القيادة الفلسطينية ابتداء من استنكارها للتفجيرات وما تبعها من خطوات تتعلق بمبادرة وقف اطلاق النار.

وقال دحلان ان اسرائيل فشلت فشلا ذريعا في محاولاتها استغلال ما حدث، إذ عرضت السلطة نفسها والشعب الفلسطيني بطريقة حضارية، على اعتبار ان الشعب الفلسطيني هو احد ابرز ضحايا الارهاب في العالم. واضاف ان الخطوات التي قامت بها السلطة حظيت بتأييد الاتحاد الاوروبي حيث اصبح الجانب الفلسطيني جزءا من الحركة السياسية الدولية، في الوقت الذي تزداد فيه عزلة اسرائيل.

واستدرك دحلان ان السلطة الفلسطينية حذرت من محاولات اسرائيل لاقناع الادارة الاميركية لضم التنظيمات الفلسطينية الاسلامية لقائمة الارهاب، منوها في الوقت ذاته بأن ساحة عمل التنظيمات الفلسطينية الاسلامية هي فلسطين وليس خارج حدودها، فضلا عن ان هذه التنظيمات استنكرت ما حدث في اميركا. واعتبر دحلان ان عدم «انجرار ادارة بوش وراء اكاذيب شارون هو تطور ايجابي في موقفها». وقال ان شارون يريد ان تتواصل العمليات في العمق الاسرائيلي لكي يقوم بعملية الربط الميكانيكي بين هذه العمليات وما حدث في واشنطن ونيويورك. واشار دحلان الى انه منذ التوصل لتفاهم وقف اطلاق النار وحتى مساء اول من امس قتل 28 فلسطينيا في حين لم يصب جندي اسرائيلي واحد. وأشار دحلان الى تواطؤ شارون ووزير خارجيته شيمعون بيريس على تصعيد حملة القمع بقصد احباط كل فرصة لاحترام وقف اطلاق النار. واعرب عن امله في ان يكون هناك تحرك اميركي جدي لحل القضية الفلسطينية لأنه بدون ذلك لن يكون هناك استقرار في المنطقة. وقال انه اذا كان التحرك الاميركي يهدف الى ايجاد فترة هدوء لانجاح الحملة الاميركية المرتقبة فإن ذلك لن يخدم مصالح الولايات المتحدة.

وحول ردة فعله على ادعاءات اجهزة الامن الاسرائيلية بأن جهاز الامن الوقائي ودحلان شخصيا مسؤول عن عدد من العمليات، قال «ان هذا شرف لا ادعيه»، مشيرا الى ان من مهام السلطة الدفاع عن الشعب، والدفاع يأخذ اشكالا متعددة، مذكرا في الوقت نفسه بأن اسرائيل لا يوجد لديها أي دلائل على تهمها.

واعتبر المسؤول الفلسطيني ان جزءا من الفعل الميداني الاسرائيلي المعادي للشعب الفلسطيني يأتي جراء صراعات داخلية داخل المؤسسة الامنية والسياسية الاسرائيلية. وشدد دحلان على انه رغم ان شارون والاغلبية الساحقة من اعضاء ائتلافه الحاكم وقيادة الجيش غير معنيين بوقف اطلاق النار، الا ان السلطة الفلسطينية لا تريد اغلاق كل الابواب، مشيرا الى ان بيريس وليس احدا غيره هو الذي بات يهاجم قيادة الجيش الاسرائيلي ويتهمها بأنها تعمل على احباط وقف اطلاق النار. وأوضح دحلان انه رفض خلال الاجتماع الامني الذي عقد اخيرا تسلم قائمة الفلسطينيين الذين تطالب اسرائيل السلطة باعتقالهم. واضاف «قلنا لهم ان لدينا قائمة باسماء اسرائيليين شاركوا في عمليات قتل ضد الفلسطينيين، هل يمكن ان تعتقلوهم، قالوا لا. فقلت: ونحن كذلك لن نعتقل أياً من اعضاء هذه القائمة».