بوتين يعد الأوروبيين بأن تعيد موسكو النظر في معارضتها لتوسيع «الناتو» شرقا

TT

غادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاصمة البلجيكية، بروكسل، امس بعد زيارة استمرت يومين اجرى خلالها مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين الأوروبيين على رأسهم جي فيرهوفستات رئيس وزراء بلجيكا الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي. والتقى بوتين كذلك جورج روبتسون أمين عام حلف الناتو بمقر الحلف في بروكسل، في زيارة تعتبر الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس روسي لمقر حلف شمال الأطلسي (عدو الأمس).

والتقى بوتين ايضاً برومانو برودي رئيس المفوضية الأوروبية كما حضر مأدبة غداء اقامها له ملك بلجيكا ليوبولد الثاني في القصر الملكي ببروكسل.

وتضمنت اجندة اجتماعات بوتين مع المسؤولين الأوروبيين عدة موضوعات كان من اهمها سبل التعاون والعمل المشترك بين روسيا والناتو في مواجهة ما سماه الطرفان بالارهاب الدولي، فضلاً عن الوضع الراهن في الشيشان، وتطورات الأوضاع في مقدونيا.

وبحث الرئيس الروسي مع المسؤولين في الاتحاد الاوروبي عدة قضايا، منها العلاقات التجارية بين روسيا ودول الاتحاد، وسبل تقوية تلك العلاقات، وانضمام بعض دول الاتحاد السوفياتي السابق الى عضوية الاتحاد الأوروبي.

وأعرب مسؤولو منظمة حقوق الانسان في بلجيكا بأن التجاوب والتعاون الذي اظهره الرئيس الروسي في مجال مكافحة الارهاب الدولي جعل المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يتغاضون عن مناقشة مسألة الحريات في روسيا، وعدم الخوض في تفاصيل الاحداث في الشيشان، وربما يعتبر هذا نوعا من «المكافأة» لروسيا، عقب اعلان بوتين استعداده لتقديم العون والتسهيلات لأميركا والقوات الأطلسية في حالة القيام بعمل عسكري ضد طالبان.

وكان بوتين قد اكد مساء امس ان بلاده قد تعيد النظر في توسيع «الناتو» اذا تحول الى «منظمة سياسية اكثر». واضاف: «في ما يختص بتوسيع الحلف الاطلسي من الممكن ان ننظر الى هذه المسألة من زاوية مختلفة تماما اذا نفذت الافكار التي تم الحديث عنها في اوروبا.. اي ان تتحول منظمة الحلف الاطلسي لتصبح سياسية اكثر.. وبالطبع، ان موقفنا من التوسع قد يكون مختلفا لو لم نكن خارج تلك العملية».

واوضح: «ان موضوع المناقشات هو كيفية تنفيذ هذه العملية بغية التوصل الى اتفاقات، لدينا بعض الافكار على هذا الصعيد ونحن مستعدون لمناقشتها مع شركائنا».

وفي الوقت نفسه قال فيرهوفستات ان الاتحاد الاوروبي وروسيا اتفقا على اجراء مشاورات شهرية بشأن السياسة الخارجية والدفاعية، في دفعة قوية للتعاون السياسي بين الجانبين. واضاف رئيس الوزراء البلجيكي الذي ترأس بلاده الاتحاد حاليا: «قررنا الآن ان يصبح الحوار بناء يقوم على اجتماعات شهرية بين اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد وبين روسيا».

من ناحية أخرى قالت مصادر أطلسية لـ«الشرق الأوسط» ان الطلب الرسمي الأميركي الذي وصل الى قيادة «الناتو» مساء امس «بمساعدة جماعية» من دول الحلف الـ18، قلب جدول أعمال مباحثات بوتين ـ روبرتسون إذ استبعد الطرفان التحدث عن الأفكار التي جاء بوتين لحملها الى بروكسل وتدعو الى تعاون سياسي بين الحلف وروسيا.

وأوضح المتحدث باسم الحلف ايف برودور لـ«الشرق الأوسط» «ان الطلب الأميركي الذي وصل الى «الناتو» قد استند الى البند الخامس من ميثاق التأسيس، ورفض الكشف عن مضمون قائمة المطالب الأميركية، ولكنه اكتفى بالقول «انها تتعلق بالاجراءات العملية والميدانية».