مقتل وجرح العشرات في غارات على قندهار و«القاعدة» تعرض 50 ألف دولار لمن يقبض على جندي أميركي

طالبان تمنع استخدام اللغة الإنجليزية.. والتحالف الشمالي يستعد لهجوم واسع على كابل

TT

نقلت الوكالة الافغانية الاسلامية المتمركزة في اسلام اباد والمقربة من طالبان عن شاهد عيان قوله ان غارات شنها الطيران الاميركي ليلة امس واول من امس على مدينة قندهار (جنوب شرقي افغانستان) ربما اوقعت «العديد من الضحايا». ونقلت الوكالة عن الشاهد قوله «وقعت عمليات قصف عنيفة خلال الليل وهذا الصباح ويخشى ان تكون قد ادت الى وقوع عدد كبير من الضحايا». واضاف الشاهد الذي لم تحدد الوكالة هويته «ان غيمة من الغبار تغطي المدينة كلها ولا يمكن رؤية السماء». وذكرت وكالة الانباء الافغانية امس ان 160 جثة انتشلت من انقاض قرية قدام في شرق افغانستان. واوضح المسؤول ان اكثر من الف رأس ماشية نفقت ايضا في عملية القصف هذه. وافاد مسؤول في وكالة انباء طالبان الرسمية «بختار» ان القصف «كان يستهدف على ما يبدو مخيم تدريب سابقا» هجره المقيمون فيه قبل بدء الضربات الاميركية مساء الاحد الماضي. وتقع قرية قدام على بعد حوالي اربعين كيلومترا غرب مدينة جلال اباد.

وقال رئيس وكالة انباء بختار امس ان عشرات الناس قتلوا او جرحوا وضربت قواعد عسكرية خلال القصف لاقليم قندهار الجنوبي.

ومن ناحية اخرى قالت مصادر مقربة من حركة طالبان ان تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن عرض مكافآت مالية تقدر بـ 50 الف دولار لمن يقبض على جندي اميركي على الاراضي الافغانية. واشارت المصادر الى ان «القاعدة» عرضت على مقاتلي طالبان 3 الاف دولار مكافأة مالية لمن يحضر ملابس او اي جزء من عتاد اميركي، و 1500 دولار لمن يتقدم ببندقية اميركية، وقالت جريدة «آوصاف» الباكستانية ان عرض بن لادن زعيم «القاعدة» الذي تلاحقه واشنطن كمشتبه رئيسي به في التفجيرات الارهابية التي ضربت الولايات المتحدة 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، جاء بعد تردد انباء عن مشاركة ضباط من القوات الاميركية الخاصة على الاراضي الافغانية في تحديد الاهداف قبل تدميرها بواسطة الغارات الجوية. ومن ناحية اخرى اعتبر قادة التحالف الشمالي المناوئ لطالبان ان استمرار الغارات الجوية على العاصمة كابل يهدف الى تعطيل قوات التحالف نحو كابل. وقالت مصادر متطابقة ان قادة التحالف الشمالي بدأوا يفقدون الصبر، في شن هجوم واسع على جميع جبهات طالبان، دون انتظار للمساعدة من القوات البرية الاميركية. وقال الجنرال عبد البصير: «اننا لا نعمل وفقا لخطة اميركية، اننا سننفذ خطتنا». الى ذلك تبدأ محاكمة الاجانب العاملين في منظمات انسانية، المتهمين بالتبشير الذين تحتجزهم حركة طالبان اليوم، حسبما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية اول من امس نقلا عن محامي المتهمين.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان المحامي عاطف علي خان الموجود في كابل حيث التقى الغربيين الثمانية وبينهم اميركيان، اتصل بدبلوماسيين اميركيين في اسلام اباد. واضاف باوتشر ان المحامي اعلن ان رئيس المحكمة العليا التابعة لطالبان، القاضي صادق، اعلمه «بان المحكمة ستبدأ بالاستماع الى قضية المحتجزين يوم السبت.

وتابع «وقال لنا ان المحكمة قد تدرس القضية ليومين او ثلاثة ايام قبل اصدار حكمها»، الا انه اشار الى ان الامر ليس سوى «توقعات». واكد المحامي ايضا ما اعلنه الاربعاء الماضي ان الغربيين الثمانية بصحة جيدة على ما يبدو وانه تمكن من تسليمهم رسائل وامتعة شخصية. ووجهت الى الموقوفين الثمانية تهمة التبشير بالمسيحية وهم يواجهون في حال ادانتهم، عقوبة الاعدام او عقوبات سجن طويلة.

ومن جهة اخرى منعت حركة طالبان الحاكمة استخدام اللغة الانجليزية، منذ بدء الغارات الجوية على افغانستان الاحد الماضي. وقالت مصادر الحركة ان موظفى مكتب الامم المتحدة في العاصمة كابل وزع عليهم تعميم امس، بعدم استخدام اللغة الانجليزية في الحديث مع مسؤولي الحركة. اما فيما يتعلق بالحديث بين موظفي الهيئة الدولية، فقال مصدر مقرب من حركة طالبان ان المصرح به فقط استخدام اللغتين البشتو والفارسية. وهكذا باتت اللغة الانجليزية احدث الممنوعات على الاراضي الافغانية، وكانت حركة طالبان منعت تشغيل أجهزة التلفزيون داخل الأراضي التي تسيطر عليها كما أن انتشار الصحف مقتصر على المدن.

ومقابل ذلك فإن عدد مستمعي الإذاعة كبير، وكانت حركة طالبان قد بادرت فور سيطرتها على كابل أواخر عام ستة وتسعين، إلى إغلاق محطة التلفزيون وكافة قاعات السينما، وعمدت في وقت لاحق إلى تحطيم أجهزة التلفزيون . كما تراجع الطلب على خدمات المصورين الفوتوغرافيين والفنانين بشكل حاد.