الأجهزة الأمنية الأميركية في أقصى حالات التأهب بعد تحذير «إف. بي آي» من هجمات جديدة

TT

مع بداية العمليات العسكرية البرية ضد حركة طالبان ومنظمة «القاعدة»، التي يرأسها اسامة بن لادن في افغانستان، والتي قد تستغرق عامين كما قال الرئيس جورج ليلة اول من امس، وضعت الحكومة الاميركية كافة اجهزتها الامنية والاستخبارية في اقصى حالات التأهب. واتخذت كافة الاجراءات الممكنة تحسباً من وقوع اعمال ارهابية جديدة، بعد التحذير الذي اعلنه مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف. بي. آي» من احتمال ان تتعرض الولايات المتحدة لهجمات ارهابية خلال الايام القليلة المقبلة في الداخل وضد المصالح والمنشآت الاميركية حول العالم.

وبعد أقل من ساعتين على تحذير (اف. بي. آي) اعترف الرئيس بوش في مؤتمر صحافي ليلة أول من امس في البيت الابيض بوجود تهديدات حقيقية باعمال ارهابية في داخل الولايات المتحدة، بناء على معلومات موثوقة، يمكن ان تقع قريباً. ورغم دعوته الاميركيين الى عدم الفزع، والاستمرار في حياتهم بشكل عادي، حثهم على الحذر، وتبليغ السلطات المعنية بكل ما قد يرونه مثيراً للشبهات والريبة، لكنه دعاهم الى عدم نعت الناس بناء على لونهم او دينهم او شكلهم او عرفهم. وحث على عدم التعرض للعرب والمسلمين الاميركيين بسوء او عنف، لان الحرب ضد الارهاب وليس ضد العرب او المسلمين.

وتزامن التحذير، الذي انعكس اثره في الاجراءات الامنية المشددة، وتأهب كافة اجهزة الامن في المدن والمطارات والمرافق الرئيسية الاستراتيجية والحساسة مع مرور شهر (اول من أمس) على تفجير مركز التجارة العالمي والبنتاغون، ومع مرور عام امس على تفجير المدمرة الاميركية كول في ميناء عدن في ا لثاني عشر من اكتوبر (تشرين الاول) 2000، وكذلك مع بدء العمليات العسكرية البرية التي تقوم بها القوات الخاصة الاميركية في افغانستان.

كما جاء التحذير بعد التصريحات التي اعلنها المتحدث باسم «القاعدة» ونقلتها شبكات التلفزيون الاميركية، ومن قبلها تهديدات بن لادن بان هناك الآلاف من الشبان المستعدين للقيام باعمال انتحارية ضد الولايات المتحدة.

واكد الرئيس بوش ما اعلنه مكتب التحقيقات ان المعلومات الموثوقة المتوفرة جعلت الحكومة الاميركية تتخذ اقصى حالات التأهب. وطمأن الاميركيين بان حكومته تعمل كل شيء، وحث الاميركيين على التحلي باليقظة، ومساعدة اجهزة الامن التي تتخذ اقصى حالات التأهب. وقال: ان التهديدات المحتملة طوال الايام القليلة تأخذها حكومته بكل جدية، ولكنه قال ان تلك التهديدات عامة، ولا تحدد اهدافاً معينة، وانها لن تكون الاخيرة من نوعها.

ومما اعطى التحذير اهمية كبيرة انه جاء خلال موجة الذعر التي تنتاب الاميركي بعد الاعلان عن اكتشاف حالة ثالثة بالاصابة بمرض «الجمرة الخبيثة» في ولاية فلوريدا، قبل ايام قليلة، وتسليم «اف. بي. آي» مهمة التحقيقات باعتبارها عملا اجرامياً، وليس مصادفة، وان لم تربط الاجهزة الامنية حتى الآن بينه وبين كونه عملا ارهابياً.

وجاء التحذير ايضاً متزامناً مع تصديق مجلس الشيوخ الاميركي اول من امس ومجلس النواب امس على قانون جديد يعطي الاجهزة الامنية وسلطات الهجرة الاميركية صلاحيات اضافية واسعة لمحاربة الارهاب، حيث اشاد الرئيس بوش بتعاون الكونغرس. وقال ان ذلك يؤكد للعالم وقوف اميركا متحدة في الحرب ضد الارهاب.

وبناء على القانون الجديد سيكون للسلطات الامنية وسلطات الهجرة صلاحيات وحريات واسعة مثل التنصت على الهواتف، واعتراض البريد الالكتروني للاشخاص، واعتقال المهاجرين والزائرين الذين يشتبه في انهم ضالعون او لهم علاقة باعمال ارهابية، لمدة اسبوع او اكثر، او الى فترة غير محددة، وحق ترحيلهم من الولايات المتحدة حتى ولو كانوا يحملون البطاقة الخضراء، ولا تعطيهم حق الاقامة الدائمة.

وفي اطار القانون الجديد تجري عملية اعادة نظر في شروط منح تأشيرة الدخول للراغبين في زيارة الولايات المتحدة سواء للعمل او الدراسة او الهجرة. وان التركيز ينصب على اعادة تقويم للنظام المعمول به لمنح تأشيرة للطلاب الراغبين في الدراسة في الولايات المتحدة بعدما ثبت وجود ثغرات كبيرة فيه، حيث تمكن عدد من الارهابيين الانتحاريين الدخول مباشرة للدراسة، ولم يدرسوا، كما اختفت آثارهم، ولذلك فان الاجراءات الجديدة ستعطي السلطات الحق في متابعة الطلاب والتأكد انهم يتلقون الدراسة التي جاءوا الى اميركا من اجلها.