بوش: حملتنا ضد الإرهاب تحقق «تقدما عظيما» ومستعدون لوقف الضربات إذا سلمت طالبان بن لادن

TT

أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش «تحقيق قدر عظيم» من اهداف الحملة ضد الارهاب والذين يصدرون الارهاب وضد الحكومات التي تدعم الارهابيين وتؤويهم. وقال «تم تدمير معسكرات الارهابيين واتصالاتهم، واضعاف طالبان عسكريا وتدمير دفاعاتها». وقال في كلمة استهل بها مؤتمراً صحافياً عقده في البيت الابيض ليلة اول من امس «ان المهمات والعمليات لتعقب ومطاردة اسامة بن لادن، واخراج الارهابيين من كهوفهم وجلبهم للعدالة يجري تنفيذها حسب الخطة على الجبهة العسكرية».

وأضاف الرئيس الاميركي في كلمته لاطلاع الاميركيين على تطورات الحرب ضد الارهاب، انه وعلى جبهة التحقيقات تم اعتقال واحتجاز المئات (اكثر من 600)، وان حكومته ستستمر في هذه الحرب حتى يتم القضاء على الارهاب، وتم تجميد 24 مليون دولار للقاعدة وطالبان بالتعاون مع الدول الاخرى.

وأكد ان هذه الحرب ليست في اي شكل من الاشكال ضد الاسلام او المسلمين، وانما هي ضد الارهاب.

وأشاد بوش بالبيان الذي صدر عن اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي ورحب به وأعرب عن سروره للادانة القوية التي تضمنها البيان للارهاب واعمال الشر والكراهية.

وأكد بوش التحذير غير العادي الذي اصدره مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي) للاميركيين قبل قليل من المؤتمر الصحافي وجاء فيه ان معلومات مؤكدة تشير الى احتمال وقوع اعمال ارهابية داخل الولايات المتحدة خلال الايام القليلة المقبلة، وقال ان الحكومة الاميركية تلقت تهديدات موثوقة بوقوع المزيد من الاعمال الارهابية في الايام القليلة المقبلة، وانها لن تكون الاخيرة. واكد للأميركيين «ان الحكومة في اقصى حالات التأهب».

وعن غياب نائبه ريتشارد تشيني عن البيت الابيض، وممارسة عمله من مكان آمن لأسباب امنية، قال الرئيس بوش: «ان هناك اوقاتاً يكون فيها مع نائبه واوقاتاً اخرى لا نكون مع بعض، لأننا نأخذ بجدية ضمان استمرار الحكومة».

واكد الرئيس بوش، وهو يعد الارضية لحرب طويلة ضد الارهاب، ويهيئ الاميركيين لتقبلها والتحلي بالصبر، ان بن لادن وشبكة القاعدة التي يرأسها وحركة طالبان هم الهدف الأول للحملة. واعطى طالبان فرصة جديدة لتسليم بن لادن وقال ان امامها فرصة اخرى لتسليمه، وعند ذلك سيعيد النظر في الحملة على افغانستان. وقال انهم (طالبان) اذا أرادوا تجنب العقاب «فعليهم تسليم الذين يختبئون في بلادهم، وقد رفضوا هذا العرض، وهم يدفعون الثمن الآن».

ونفى بوش ان تتورط بلاده في افغانستان كما تورطت في فيتنام، وقال انه تعلم من التاريخ وان تجربة الولايات المتحدة في فيتنام علمته انه لا يمكن محاربة العصابات بالطرق التقليدية. واكد ان «المعركة على هذه الجبهة ستستمر حتى يتم جلب القاعدة للعدالة، وربما تنتهي غداً، او في شهر، وربما تستغرق سنة او سنتين».

ومع تأكيد الرئيس بوش ان هدف الحملة هو شبكة القاعدة وزعيمها وحركة طالبان التي تؤويه، قال ان الحرب ايضا ضد الدول التي تدعم الارهاب وتؤويه، واشار الى الوسائل العديدة الاخرى التي يمكن اتباعها معها، من دون استبعاد العمل العسكري.

ووجه تحذيراً مباشراً للرئيس العراقي صدام حسين الذي قمع شعبه وهدد وغزا جيرانه فقال: «انه ما من شك ان قائد العراق رجل شرير، فقد استعمل الغازات السامة ضد شعبه ونعرف انه يطور اسلحة دمار شامل، واعتقد ان من مصلحته السماح للمفتشين بالعودة الى بلاده للتأكد من انه يطبق الاتفاقية التي وافق عليها بعد هزيمته في حرب الخليج، واننا نراقبه بدقة».

وأعلن الرئيس بوش في اقوى تصريح له «تأييده ودعمه قيام دولة فلسطينية، يتم تقرير حدودها عبر التفاوض بين الاطراف، ما دامت الدولة الفلسطينية تعترف بحق اسرائيل في الوجود. وقال: «انني اعتقد أنه لا بد من دولة فلسطينية، ما دامت الدولة الفلسطينية تعترف بحق اسرائيل في الوجود، وتعامل اسرائيل باحترام، وتحفظ سلام حدودها».

وبسؤال الرئيس بوش عما اذا كان سيجتمع مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومتى، خصوصاً انه اجتمع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مرتين، قال انه يجب ان يؤكد «للشعب الاميركي وتحديداً لحلفائنا المهتمين بمعرفة موقفنا بالنسبة للشرق الأوسط، اننا نمضي وقتاً كثيراً في التعامل مع الشرق الأوسط». وقال انه يعرف «أنه كان هناك قلق عند حلفائنا بعد 11 سبتمبر (ايلول) (وقوع التفجيرات) من اننا سننسى مسؤولياتنا في الشرق الأوسط. ولكن وزير الخارجية (كولن) باول يقوم بعمل عظيم فهو على اتصال بعرفات وشارون». وقال ان احداث سبتمبر طغت على الدبلوماسية في الشرق الاوسط، ولم تغيبها.

وقال بوش انه اذا كان مرتاحاً الى ان اجتماعاً مع طرف محدد سيفيد العملية، فسيجتمع معه، ولكن اذا كان الاجتماع فرصة فارغة لالتقاط الصور، تخلق الكثير من التوقعات فانه لن يفعل ذلك. واعرب عن امله في التقدم الذي يتحقق، وعبر عن سروره وارتياحه رؤيته الرئيس عرفات «يحاول السيطرة على العناصر المتطرفة في السلطة الفلسطينية، وان العالم سيقدر له ذلك». وقال انه يأمل في ان يتخذ عرفات «الاجراءات الضرورية لخفض العنف في الشرق الاوسط مما يمكننا من الدخول في تطبيق توصيات ميتشل التي نعمل عليها بكل جد. وان هذا الموضوع جزء مهم من سياستنا الخارجية».

وعندما سئل عن ان بعض مستشاريه يحثونه لتوسيع الحرب لضرب العراق وسورية وغيرهما، وهل يعتقد أن الشعب الاميركي سيتسامح معه اذا وسع الحرب، أجاب بوش مشدداً ومؤكداً ان التركيز الآن هو «على افغانستان وشبكة القاعدة التي تختبئ في افغانستان. وبما ان الملاحقة تستهدف خلايا القاعدة حول العالم، فاذا وجدنا خلية للقاعدة تنشط، فاننا سنحث الدولة المضيفة على جلبها للعدالة، واننا نحقق بعض التقدم».

وقال انها حرب طويلة ضد الارهاب «ليست فقط ضد ارهابيين محددين لجلبهم للعدالة، وانما ايضاً لجلب الحكومات التي تتبناهم وتؤويهم للعدالة».

وقال رداً على تكرار السؤال عن كيفية التعامل مع الدول التي تدعم الارهاب «ان ذلك يعتمد على قدرتنا في التأثير على الدول التي تدعم الارهاب، وعلى صبرنا وعزيمتنا وارادتنا»، ووجه رسالة فقال: «اننا نبعث باشارة للعالم، اذا آويتم الارهاب فسيكون هناك ثمن تدفعونه».

وأعلن قائلاً «ان هناك دولاً عبرت عن رغبتها في المساعدة، وان السوريين تحدثوا معنا حول كيفية المساعدة في الحرب ضد الارهاب، واننا اخذنا ذلك بجدية وسنعطيهم الفرصة للقيام بذلك (المساعدة)».

وقال بوش انه رجل يؤمن ويعتقد بالنتائج «ومن يحب الانضمام الى التحالف ضد الارهاب فسنرحب به، ونعرف ان هناك دولا تريد ذلك (الانضمام) ودولا اخرى لا تريده».

وأضاف «ان الحرب ضد الارهاب حرب مختلفة، وعلى جهات عديدة وان العملية ضد «القاعدة» الآن هي القضاء على اعضاء القاعدة حول العالم وهم في حوالي 68 بلداً. وتم اعتقال 200 منهم حتى الآن». وأسهب في الحديث عن العمليات الدائرة للقضاء على القاعدة، لكنه اكد ان «الحملة ستستمر حتى يتم القضاء على الارهاب».

وسئل عن قول وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان اسامة بن لادن ربما لا يزال في افغانستان، وما اذا كان لا يزال حياً أم ميتاً، وهل ستكسب اميركا الحرب اذا ظل على قيد الحياة، فأجاب الرئيس بوش انه لا يعلم ان كان بن لادن حياً أو ميتاً، وان ما يريده هو جلبه للعدالة، وجلب كل عضو في القاعدة الى العدالة في الولايات المتحدة، وقال: «ان بن لادن هو الأسوأ، وان الحرب مع ذلك ليست ضد فرد بعينه وانما هي ضد الارهاب». واضاف ان القوات الاميركية «ستخرجه من كهفه وتطارده وتقبض عليه» وان «النصر او الفشل لا يعتمد على بن لادن، وانما يعتمد على اقتلاع جذور الارهاب أينما وجد».

وحول دور الولايات المتحدة بالنسبة لمستقبل افغانستان بعد القضاء على طالبان وتشكيل حكومة هناك، كرر الرئيس الاميركي القول بأن التركيز «ينصب على القاعدة وجلبها للعدالة والقول للحكومة المضيفة لها امامك الفرصة لتسليمها». واعلن اعطاء طالبان فرصة ثانية لتسليم بن لادن واعوانه فقال: «اذا قبضتم عليه وعلى جماعته اليوم فاننا سنعيد النظر في ما نقوم به ضد بلادكم، وما زالت لديكم فرصة ثانية، سلموه وأحضروا القادة الآخرين واعوانه والمجرمين الآخرين معه».

وقال بوش ان الدروس من افغانستان تعلم عدم ترك ذلك البلد بعد نهاية الاعمال العسكرية. وأضاف ان الولايات المتحدة ستعمل مع الدول المجاورة ومع الاطراف الاخرى لخلق الاستقرار في افغانستان وانه سيكون للأمم المتحدة دور في ذلك، مضيفا: «ان الامم المتحدة يمكن ان توفر اطار عمل لضمان الشروط اللازمة للاستقرار في افغانستان واعادة بناء ذلك البلد».

ورداً على سؤال عما اذا كان يشعر بالخيبة من ان الدول الاسلامية والعربية لا تبدي الكثير من بيانات التأييد والاتفاق معه في هذه الحرب ضد الارهاب، قال «دعني ابدأ باعلان ارتياحي التام للبيان الذي صدر عن اجتماع منظمة المؤتمر الاسلامي عن حربنا ضد الارهاب، وان ذلك البيان يعبر عن موقف الدول الاسلامية، وانني سعيد وممتن لرؤية ذلك الدعم».