سورية تحتج على تصريحات مسؤول أميركي بشأن احتمالات شمولها في حملة مكافحة الإرهاب

TT

دمشق ـ واشنطن ـ رويترز: استدعت وزارة الخارجية السورية السفير الاميركي في دمشق تيودور قطوف امس لابلاغه احتجاجها الشديد على تصريحات نائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج التي قال فيها ان دولا مثل سورية يمكن ان تواجه عملا في مرحلة لاحقة من الحملة الحالية ضد الارهاب.

واشار مصدر دبلوماسي ان سورية اعتبرت تصريحات ارميتاج تتناقض مع كلمة الرئيس الاميركي جورج بوش التي قال فيها ان سورية اكدت عزمها المشاركة في الحرب ضد الارهاب وان واشنطن تأخذ هذا العرض على محمل الجد. وقال «ان سورية اعربت عن عدم فهمها للتناقض بين تصريحات الرئيس بوش ونائب وزير خارجيته خاصة ان سورية كانت قد شجبت بشدة ووضوح الهجمات الارهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة من خلال الموقف الذي أعلنه الرئيس بشار الاسد والذي أكد ادانة سورية للارهاب الدولي، وطالب بعمل جماعي لاجتثاث ظاهرة الارهاب».

واضاف المصدر الدبلوماسي «ان سورية ومعها الدول العربية والاسلامية تؤكد ايضا اهمية التفريق بين الارهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال الاجنبي الذي ضمنه ميثاق الامم المتحدة والقوانين الدولية، وان هذا الموقف تم نقله للسفير الاميركي».

وكان ارميتاج قد قال للصحافيين ان الاهداف في هذه الحملة تشمل كل الجماعات التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. وتقول الولايات المتحدة انها تركز في الوقت الحالي على هجماتها على حركة طالبان الحاكمة في افغانستان وتنظيم القاعدة الذي يقوده اسامة بن لادن وتلقي عليه واشنطن المسؤولية عن هجمات 11 الشهر الماضي على نيويورك وواشنطن.

وقال ارميتاج «تلك (المنظمات) التي تحاول الإضرار بمصالح اميركا وحلفائها اعتقد انها ستكون اساسا (الهدف) الذي سنركز عليه في المرحلة التالية». وسئل عن العواقب اذا لم تلب دول مثل سورية التوقعات الاميركية فقال «العواقب قد تكون اي شيء يجد التحالف انها تستحقه ويتراوح بين العزلة والاجراءات المالية وصولا الى عمل عسكري محتمل».

وتضع الولايات المتحدة سورية على قائمة اميركية «للدول التي ترعى الارهاب» لاستضافتها لجماعات فلسطينية ودعمها لجماعات لبنانية تهاجم حليفتها اسرائيل. وتقول سورية انه ينبغي للمجتمع الدولي التمييز بين «الارهاب» وبين الجماعات التي تقاتل لتحرير ارض محتلة.

وعقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي اتصل وزير الخارجية الاميركي كولن باول بنظيره السوري فاروق الشرع لاستطلاع وجهات نظره بخصوص الانضمام الى تحالف ضد مرتكبيها. لكن ارميتاج اشار الى ان واشنطن تشعر بخيبة الامل. وقال «لا اعتبر سورية جزءا من التحالف. انهم يشيرون من وقت لاخر الى انهم يريدون المشاركة ثم يتراجعون بعض الشيء فيما يبدو». وتابع «وهذه في الوقت الراهن في افضل الاحوال مناسبة لمحاولة فتح عيني سورية».

كما أبدى ارميتاج تشككا فيما يخص استجابة السودان، وهو بلد اخر مدرج باللائحة الاميركية للدول «الراعية للارهاب». وقال «قام السودان ببعض المبادرات الطيبة الى حد بعيد لكن ان شاءوا ان يكونوا في التحالف فعليهم ان يكونوا على وجه العموم متبنين لنفس القيم ومتفقين في بعض الملامح المشتركة».

والقى السودان القبض على بعض المتطرفين المشتبه فيهم وقدم للولايات المتحدة بعض معلومات المخابرات فيما يخص شركاء لابن لادن الذي اقام هناك من 1991 الى .1996 وتشعر الولايات المتحدة ايضا بخيبة الأمل لاستئناف القوات المسلحة السودانية اخيرا قصف الجنوب حيث تخوض الحكومة حربا ضد المتمردين منذ .1983