سلطات المباحث الأميركية تلاحق عربا من أوهايو إلى سان دييغو لتحديد هويات أنصار بن لادن

TT

خلال الشهر الاخير تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (اف بي اي) من تحديد انصار أسامة بن لادن من اوهايو الى سان دييغو. ومنعت مغادرة مسؤول عن التجنيد يعمل لحساب طالبان. كما حاول المحققون ايضا ملاحقة افغان عرب وعربي متطرف يسعى لتحديد اهداف محتملة في الجنوب الغربي للولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات سرية بدرجة كبيرة، فإن التفاصيل التي ظهرت في عدد من الوثائق والمصادر تحدد ابعاد عمليات البحث ودراسة مجموعة كبيرة من الادلة والمعلومات الخام. وتمثل تلك المعلومات مزيجا من الخيوط الواعدة والمعلومات التي تقود لطريق مغلق.

وادت الجهود العاجلة الى القبض على مئات من الاشخاص، ومصادرة كميات كبيرة من الممتلكات مثل اجهزة الكومبيوتر وولاعات السجائر المزودة بسكاكين، وادت الى اكتشاف الالاف من الخيوط.

ولا تزال السلطات في الولايات المتحدة وكندا تسعى الى استجواب عشرات من الاشخاص الذين وردت اسماؤهم في الوثائق.

ومن بين هؤلاء ثلاثة اشقاء سعوديين اشارت التقارير الى انهم على علاقة مباشرة بأعوان بن لادن. والثلاثة من الزوار المنتظمين للولايات المتحدة. واصغر الاشقاء طيار، وأكبرهم درس صيانة الطائرات في اريزونا، ولكن يبدو ان السلطات مهتمة اهتماما خاصا بالشقيق الاوسط البالغ من العمر 26 سنة الذي كان يعيش من قبل في اريزونا واوريغون. ووصف الشقيق الاوسط بأنه على علم بما يتعلق بشبكات الاسلحة والتسلل في الولايات المتحدة. وطبقا لتقارير اجهزة تطبيق القانون، فإنه كان يتفاخر بالقتال في الجهاد في البوسنة والفليبين، وقد وافق على مساعدة مشتبه فيه من اعوان بن لادن بتقديم معلومات حول جنوب غربي الولايات المتحدة، بما في ذلك حدود البلاد والاهداف الارهابية المحتملة.

ومن بين الاشخاص الاخرين الذين تسعى السلطات لاستجوابهم في جنوب غربي الولايات المتحدة يمني يبلغ من العمر 36 سنة من اريزونا. ووصف تقرير هذا الرجل بأنه مسلم راديكالي اختفى عن الانظار منذ شهر يوليو ( تموز) الماضي. وهو طيار مرخص له وسجل عنوانه البريدي على مسكن شخص اخر تم تحديده على انه هدف العديد من التحقيقات الدولية في مجال الارهاب. كما يسعى العملاء الى تحديد مكان رجل اعمال سعودي مقره تينيسي كان يحاول شراء طائرات صغيرة في اواخر شهر اغسطس (اب) الماضي.ولا توجد أية ادلة على انه على علاقة بأي من الخاطفين او الارهابيين المشتبه فيهم.

وفي نيويورك يجري البحث عن موظف بريد في جزيرة ستاتن تم تصويره مع بن لادن ذات مرة، وهو مفقود منذ 11 سبتمبر. وفي هيوستن يجري البحث عن رجلين شرق اوسطيين التحقا بمدرسة لتعليم الطيران، بعدما تخليا عن ممتلكاتهما الشخصية ـ بما في ذلك جهاز كومبيوتر صادره المحققون لفحصه ـ وشقة كانا يعيشان فيها قبل 8 ايام من العمليات.

ويحاول مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقق مما يتردد عن ان واحداً من الخاطفين المشتبه فيهم حجز تذاكر لخمسة سعوديين للسفر من لوس انجليس الى نيويورك قبل اسبوع من الهجوم على نيويورك وواشنطن، من فلوريدا. وعلى الاقل اربعة منهم يحملون رخصة لقيادة الطائرات.

وفي كندا تم اطلاع السلطات الاميركية على رجل كويتي يبلغ من العمر 36 سنة بخصوص وثائق اكتشفت ضمن ممتلكاته تحدد بعض المباني في مجمع حكومي في اوتاوا ـ وبصفة خاصة مقر هيئة الطاقة النووية ومعامل الفيروسات والتحكم في الاوبئة.

ومن ضمن الحالات المثيرة للاهتمام ضمن عمليات التحقيق قصة طالب سعودي كان يدرس اللغة في ولاية فلوريدا له صلة بعنوان البريد الالكترونيLastDay اذ ان الطالب المذكور انتقل من سكنه واغلق حسابه المصرفي في «فورت لودرديل» قبل ان يتحرى معه المحققون حول العلاقة مع عنوان البريد الالكتروني وتاريخ الهجوم الارهابي يوم 11 سبتمبر. ويبحث المحققون كذلك عن طيار والد تلميذ قال لمدرسه الصيف الماضي ان اسرته ستنتقل الى فلوريدا وان «والده السعودي الجنسية طيار يحطم الطائرات في الابنية الضخمة».

وفي لويزيانا اتصل صاحب محل لصيانة اجهزة الكومبيوتر بالمحققين عندما وجد، وهو يباشر اصلاح القرص الصلب، اثاراً لمحاولات تشير الى محاولات صاحب الجهاز التي التسلل الى نظم كمبيوتر حساسة خاصة بالطيران الفدرالي. كما ان المثير للشكوك كذلك هو ان صاحب الجهاز حاول خلال الفترة من 20 يوليو (تموز) الماضي و11 سبتمبر (ايلول) الماضي متابعة رحلات جوية محددة من ضمنها السفريات التي اختطفت بواسطة الارهابيين.

واظهرت تقارير اضافية ان المحققين تمكنوا من التوصل الى معلومات جديدة تتعلق ببعض الاشخاص المعتقلين او المحبوسين رهن التحقيق. من بين هؤلاء نبيل المرابح (34 عاما) الكويتي المولد، وهو سائق سيارة اجرة سابق، القي القبض عليه بالقرب من شيكاغو خلال عمليات التفتيش والتحقيق حول الهجمات. تجدر الاشارة الى ان شخصا اعترف بالضلوع في نشاطات ارهابية في الاردن اكد ان المرابح كان من ضمن المشاركين في مؤامرة كانت تهدف الى تنفيذ تفجيرات في مواقع سياحية في عمان والاردن ولوس انجليس في نهاية ديسمبر (كانون الاول) .1999 وطبقا لما ورد في بعض التقارير، فإن المرابح له «صلات معروفة» بابن لادن وعاش في افغانستان من 1991 الى 1994، كما يشتبه في انه عبر الحدود الاميركية الكندية بصورة غير قانونية مع شركاء آخرين. واكدت مصادر ان المرابح فشل في اختبار لجهاز كشف الكذب. اما علاقاته بالخاطفين، فلا تزال غير واضحة حتى الآن. وضبطت بحوزة المرابح مجموعة من الهويات من ضمنها رخص قيادة صادرة من شيكاغو وماساتشوستس واونتاريو الى جانب تصريحي عمل في الولايات المتحدة انتهت صلاحيتهما وجواز سفر سوري.

وفي اوهايو واجه المحققون، الذين كانوا يبحثون عن أي شركاء محتملين للخاطفين، مهاجراً سورياً في آركون يدير محطة للمحروقات. وقالت صديقة المذكور للمحققين انه مفرط في تأييده لابن لادن الى حد انه كان يعتزم تسمية طفلهما «اسامة». وتقول التقارير ان عمليات التفتيش التي اجراها المحققون على محطة المحروقات والمنزل الذي يسكنه المهاجر السوري قادت الى العثور على مدية صغيرة في صورة ولاعات سجاير بالاضافة الى ثلاثة اجهزة كومبيوتر واشرطة فيديو وجسور ومحطات للطاقة في واشنطن وشيكاغو وكليفلاند وشلالات نياغرا. وفي وقت لاحق رسب المذكور في اختبار لجهاز كشف الكذب، ولا يزال رهن الحبس بسبب انتهاك قوانين الهجرة. وقادت عمليات التحقيق الى حبس سعودي في ديترويت ضبط وهو يصور مباني فيدرالية، كما اجري اختبار لكشف الكذب على افغاني تقدم للحصول على رخصة قيادة طائرة لرش المحاصيل، كما اخضع لنفس الاختبار صديق لواحد من الخاطفين الـ19 بميريلاند. وطبقا للتقارير، لم يحقق أي منهما نجاحا كاملا في الاختبار. والقت السلطات القبض كذلك على مواطن مصري له صلة بالخاطف المشتبه فيه هاني حنجور، اذ اشار واحد من التقارير الى انه ادلى بالكثير من المعلومات الكاذبة ولا يزال حتى الآن رهن الحبس في سجن مقاطعة ميريلاند. ومن الاشخاص الذين تشير تقارير المحققين الى ادلائهم باجابات كاذبة موظف عربي جرى التحري معه اثر ايقافه بواسطة اثنين من افراد مكتب «التحقيقات الفيدرالية» في لاس فيغاس بعد يومين من الهجوم وهو يحاول ركوب رحلة جوية متجهة الى هامبورغ في ألمانيا. وتشير التقارير الى ان المذكور كان موظفا سابقا في «كونتينينتال ايرلاينز» وعاش فترة بالقرب من سان دييغو، كما اشار تقرير كذلك الى انه كان يحاول تجنيد شباب مسلمين للسفر الى افغانستان لدعم طالبان.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»