شقيقه محمد : انصح الشباب العرب بالعودة إلى أوطانهم فالغرب لم يعد مكانا لنا

TT

أما محمد شقيق لطفي (الموقوف) فقال لـ«الشرق الأوسط»

* كيف كانت ظروف اعتقالك؟

ـ لقد قدموا الي الساعة 3 صباحا. فتحت الباب فوجدت اشخاصا يرتدون بدلا سوداء، طولهم طول الباب فسألتهم من انتم وماذا تريدون؟ فقالوا نحن اسكوتلنديارد نريد رؤية محمد رايسي، فقلت لهم هو انا. فقالوا عند دخولهم الى قاعة الاستقبال (حيث التقته «الشرق الأوسط») اننا نلقي القبض عليك بعلاقة مع ما جرى في اميركا، فهل تعلم ما جرى هناك؟ فقلت لهم «طبعا، العالم كله يعلم ما جرى هناك». ثم اقتادوني الى مركز شرطة بادينغتون بعد ان البسوني بدلة بيضاء لم اكن ارتدي تحتها الا لباسي الداخلي. كما اخذوا كل ثيابي واوراقي وجواز سفري. ومباشرة عند وصولي الى المركز، وجدت محاميا في انتظاري، وبدأ التحقيق.

* على ماذا تركزت اسئلتهم؟

ـ لم تركز اسئلتهم على ما حدث في اميركا بل كانت جلها علي، اذ قالوا لي لا نتهمك بشيء لكننا نشك فيك.

* هل سألوك عن لطفي (اخيك الطيار)؟

ـ نعم، لكنها كانت اسئلة عامة عنه ليس الا.

* لكن فترة حبسك دامت ثلاثة أيام، ماذا جرى فيها؟

ـ حققوا معي مرتين فقط خلال هذه الفترة. ويجب الاعتراف وقول الحقيقة بان معاملتهم في مركز الشرطة كانت جيدة، لكن معلومات وصلت اليهم عني، اعتقد من الولايات المتحدة فقاموا بالتحقيق معي وتأكدوا أنه لا علاقة لي من قريب أو من بعيد بما جرى في اميركا.

* كيف كانت ظروف الحبس، هل كانت هناك تجاوزات؟ ـ لا، لم تكن هناك تجاوزات او أخطاء، اذ اي شيء طلبته حصلت عليه، وقدموا لي محاميا واعطوني لباسا جديدا قاموا بشرائه لأن لباسي كله أخذوه لفحصه. وحصلت على لباسي عند مغادرة المخفر. كان بامكاني ان اتصل بعائلتي هاتفيا، لكن المكالمة كانت بالانجليزية غالبا، حتى يدركون تماما ما يجري.

* بمن اتصلت اساسا؟

ـ مباشرة لدى السماح لي اتصلت بالسفارة الجزائرية لاخبرهم عن وضعي حتى يقدمون لي يد المساعدة، اذ لست انسانا مشاغبا او ارهابيا. فاقامتي طبيعية في البلاد، وانا موجود هنا منذ أكثر من خمس سنوات، ومتزوج وأب لطفلة.

* هل كنت تنام خلال ليالي حبسك؟

ـ مستحيل.

* هل زوجتك أوقفت عن العمل؟ ـ نعم

* لست أدري، إن كُنت هكذا قبل حبسك، لكنك تبدو شابا حزينا، وجد متأثر بما عشته؟

ـ زوجته الجالسة الى جواره ترد: «لا لم يكن هكذا محمد، فهو شخصية مرحة لكنه تأثر كثيرا بما حدث، ولما غادر مركز الشرطة لزم الفراش لايام عديدة، وهو يتعافى حاليا». واضافت «لا، لم يكن سهلا ان تأتي الشرطة والناس نياما لتقودك الى المخفر كمجرم او شخص اقترف جريمة كبرى». ـ محمد: نعم لقد مرضت بعدها. التجربة كانت صعبة ولا اتمناها لأحد.. لقد اصبحت قناعتي الآن بان أي انسان الآن منا معرض للحبس في اي دقيقة باسم قانون مكافحة الارهاب، كما اوضح لي المحامي. فبمجرد ان تكون لديهم شكوك حولك باستطاعتهم الاقدام على حبسك وبعدها كل شيء ممكن حتى لو كُنتِ بريئة. واصبحنا نحن كعرب ومسلمين وجزائريين مستهدفين اكثر من اي وقت مضى.

* ماذا تركت في نفسك هذه التجربة المرة؟

ـ ايقنت ان الحياة هنا، وفي الغرب عموما، قد انتهت بالنسبة لنا نحن كشباب بعد أحداث الولايات المتحدة. ومن تجربتي، انصح أمثالي من الشباب العرب إما ان يختاروا العودة الى بلدانهم وإما الهجرة الى مكان آخر. انا شخصيا افكر في الرحيل.