وزير الداخلية البوسني يقدم استقالته بسبب خلافات حادة حول طرق مكافحة الإرهاب

TT

قدم وزير الداخلية البوسني محمد بيشيتش (من حزب «من أجل البوسنة») امس استقالته بعد خلافات حادة داخل الحكومة البوسنية حول طرق مكافحة الارهاب في البوسنة والهرسك، ودور الاعلام في تأليب المؤسسات الدولية ومراكز صنع القرار ضد الحكومة البوسنية من خلال التهويل الذي يصل الى حد اختلاق الأكاذيب حول الخطر الارهابي في البوسنة والهرسك.

وفاجأت استقالة وزير الداخلية البوسني المراقبين حيث اعلن استقالته بعد مؤتمر صحافي عقده في سراييفو ولم يذكر فيه نيته بالاستقالة، رغم تلميحه الى انه فكر في الاستقالة في شهر اغسطس (آب) الماضي، بطلب من رئيس حزب «من اجل البوسنة» حارث سيلاجيتش، والذي تراجع اخيراً عن نية الاستقالة تحت الحاح زعماء «بوشناق» على رأسهم علي عزت بيغوفيتش.

وتقول بعض الاوساط ان بيغوفيتش دعا سيلاجيتش لدمج حزبه في حزب العمل الديمقراطي الذي يرأسه حتى الآن بيغوفيتش نفسه، وتغيير اسم الحزب الى «حزب الشعب الوطني» واسناد رئاسة الحزب الجديد لسيلاجيتش بعد اعلان بيغوفيتش انه لن يترشح مجدداً لرئاسة حزب العمل الديمقراطي.

وتأتي الخطوة التي أقدم عليها وزير الداخلية البوسني بعد الزوبعة التي اثارها إيدين أفيتش الصحافي في جريدة «البوسنة الحرة»، حول ظروف اعتقاله في اسطنبول واتهامه لوزارة الداخلية بالتقصير في عملها، وان كانت اطراف كثيرة قد استبعدت أي دور للصحافي المذكور، وان وزير الداخلية لم يستطع تحمل الضغوط التي تمارس عليه من جهات داخلية وخارجية، تحاول اجباره على القيام بأعمال ليس مقتنعا بصحة الخلفيات التي فرضتها، ومن بينها قضية وجود صورة لبيغوفيتش مع أسامة بن لادن، وكان اول من تحدث عنها صحيفة «دير شبيغل» الالمانية، وقضية وجود 70 شخصا من تنظيم طالبان في البوسنة والهرسك قدموا اليها حديثا، وتعاون حزب العمل الديمقراطي مع مؤسسات مشبوهة، وهي قضايا نفاها الوزير المستقيل بيشيتش في مؤتمره الصحافي الذي عقده امس قبل ان يفاجئ الجميع بتقديم استقالته، واضعا بذلك التحالف الحاكم في مهب الريح.

وكان بيشيتش قد قال ان «الشرطة التركية قامت بالاجراءات التي تقوم بها اي شرطة تؤدي وظيفتها في العالم بعد 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، حيث وجدت الشرطة التركية جميع الأوصاف المطلوبة اضافة للاسم واللقب وتاريخ الميلاد ومكانه في الصحافي ادين أفيتش».

الى ذلك، قال رئيس وزراء فيدرالية البوشناق والكروات في البوسنة علي بهمان ان 70 من اعضاء تنظيم القاعدة يحملون الجنسية البوسنية، مؤكدا بذلك على تصريحات ادلى بها وزير داخليته الاسبوع الماضي عندما قال ان 70 من مقاتلي القاعدة سيتجهون الى البوسنة.

وأكد بهمان في الحديث الذي ادلى به لصحيفة «دان» البوسنية التي تعتبر من اشد المناهضين للحركات الاسلامية في البوسنة، ان الوزير بيشيتش اخبره ان لدى اجهزة الأمن البوسنية معلومات عن هذه التحركات وان المقاتلين الـ70 يريدون دخول البوسنة للاختفاء فيها لأن من بينهم من هم من اصل بوسني انضموا لتنظيم «القاعدة» وان اجهزة مخابرات من عدة دول تتابع هذا الامر.

من جهتها، اعلنت فلورانس هارتمان الناطقة باسم كارلا ديل بونتي كبيرة المدعين في محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي، ان كبيرة المدعين قامت بتسليم السلطات الاميركية معلومات وليست وثائق كما يقول البعض عن تورط المجاهدين في البوسنة بتنظيمات ارهابية. وكانت ديل بونتي قد اعلنت اول من امس انها قامت بتسليم السفير الاميركي لحقوق الانسان بيير بروسبير معلومات جمعتها خلال التحقيق الذي اجرته المحكمة خلال السنوات الماضية مع المتهمين في جرائم الحرب ومع الشهود، تساعد على كشف دور المجاهدين العرب الذي وصلوا الى البوسنة وشاركوا في القتال الى جانب الجيش البوسني وتورطهم في تنظيمات ارهابية لها علاقة بتنظيم القاعدة.

وأضافت هارتمان ان محكمة جرائم الحرب الدولية لا تجري تحقيقات في هذا الاطار لكن المعلومات التي حصل عليها المحققون تم جمعها وحفظها في ارشيف خاص وتم الآن تسليمها للسلطات الاميركية، يمكنها المساعدة والكشف عن دور هؤلاء المجاهدين في الأعمال الارهابية التي جرت في نيويورك وواشنطن.

وتجري الآن في محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي التحقيقات مع ثلاثة ضباط سابقين في الجيش البوسني تم اعتقالهم في اغسطس الماضي متهمين من قبل المحكمة بسبب الجرائم التي ارتكبتها عناصر كتيبة «المجاهد» ومعظمهم من دول اسلامية غير البوسنة كما تدعي المحكمة الدولية.