رسائل خفية على الإنترنت ساهمت في الإعداد للتفجيرات

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: تفيد اخر تحليلات الخبراء وترجيحاتهم ان الارهابيين ربما يكونون قد استخدموا نسخة متطورة من الحبر الخفي او اخفوا رسائل على الانترنت لتنسيق عملية الاعداد لتفجيرات نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وتعتمد هذه التقنية على اخفاء رسائل، اكانت نصا او صورة او بطاقة، داخل صورة او تسجيل موسيقي او شريط فيديو على صفحة من الانترنت او عبر البريد الالكتروني. وعمد الناس منذ فجر التاريخ الى توجيه رسائل خفية. فكان الاغريق في العصور القديمة يحلقون رؤوس ناقلي الرسائل ليدونوا عليها الرسالة بواسطة الوشم، ثم ينتظرون حتى ينبت الشعر ليخفيها. ولجأت المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الى ارسال معلومات مرمزة عبر الاذاعة.

اما على الانترنت، فان اكتشاف الرسائل السرية اصعب بكثير من رصد البريد الالكتروني المرمز او المشوش، لانها تكون مخبأة وسط مليارات الصفحات التي تبدو عادية تماما.

ويمكن اخفاء الرسائل مثلا في صورة لمغنية البوب الشهيرة بريتني سبيرز او على موقع خلاعي او اي شيء. ويقول الخبراء انه يتعذر على اي كان اكتشافها الا ان كان يعرف تحديدا اين يتعين عليه ان يبحث. ويقول ميشال فاتيس الرئيس السابق للوحدة المكلفة مكافحة الجرائم المتعلقة بالانترنت في مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) ان «الصعوبة مع هذه التقنية تكمن اساسا في معرفة انه تم توجيه رسالة».

ويوضح فاتيس الذي يتولى حاليا ادارة معهد الدراسات حول الامن التكنولوجي في كلية دارتماوث ان ثمة «احتمالا واضحا ان يكون مجرمون وارهابيون وحكومات اجنبية معادية يستخدمون تقنية الرسائل الخفية هذه».

ورفض الـ«إف. بي. اي» ان يوضح الى اي درجة يتم التركيز على هذه التقنية في اطار التحقيق الجاري حول اعتداءات 11 سبتمبر. وقال ناطق باسم الشرطة الفيدرالية انه «سؤال ممتاز لكننا لا نعطي اي معلومات حول اوجه محددة من تحقيقنا».

وتمكنت السلطات الاميركية في اطار تحقيقها من الاطلاع على اقراص صلبة لدى شركات انترنت مثل «اميركا اون لاين» و«ياهو»، كما صادرت اجهزة كومبيوتر من مكتبات عامة في فلوريدا وفرجينيا يعتقد ان خاطفي الطائرات استخدموها.

وكتبت صحيفة «يو. اس. ايه. توداي» ان المسؤولين الاميركيين قلقون من احتمال ان يكون الارهابيون قد استخدموا مواقع انترنت، سواء خلاعية او غيرها، للاعداد للاعتداءات. وقال جاك ماتيرا المحقق السابق في وزارتي الخارجية والخزينة والعامل حاليا في الشركة الامنية الخاصة «ذي انتليجنس غروب» في كلمة امام الكونغرس، ان «هذا ما فعله بن لادن ومجموعات اخرى وقد اقرت الحكومة بالامر».

وأوردت بعض وسائل الاعلام الفرنسية ان كامل داودي الفرنسي الجزائري الاصل الذي اعتقل في اطار التحقيق حول الاعداد لاعتداء على السفارة الاميركية في باريس كانت في حوزته مفكرة تحمل رموزا يمكن استخدامها لاخفاء رسائل.

وقال غاري غوردون الخبير في مختبر «ويتستون تكنولوجيز» المتخصص في الانترنت: «نعتقد ان هناك احتمالا كبيرا ان يكون (بن لادن وشركاؤه) يلجأون الى هذه التقنيات لأن استخدامها سري وسهل». واوضح انه بات معروفا ان بعض «مهربي المخدرات والمجرمين والارهابيين يستخدمون هذه الطريقة للاتصال ببعضهم سرا».

واضاف غوردون ان لدى مختبره برنامجا لرصد صور خفية، غير انه ينبغي استخدامه بالتنسيق مع معلومات ومعطيات اخرى. وختم «ان الامر اشبه بالبحث عن ابرة في كومة من التبن. ثمة ملايين الصور على الانترنت. يتحتم اقامة لائحة من المواقع المشبوهة والتدقيق فيها بشكل منتظم».