سلطات التحقيق تعتقد أن الليبي الذي اعتقل في بافاريا كان ينسق عمل الخلايا السرية بين ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا

TT

افاد هاينز هاومر، رئيس دائرة الجنايات في ولاية بافاريا الالمانية، أن رجال التحريات الالمان يعتقدون انهم باعتقالهم الليبي الأسد بن حنين (32 عاما) قد وقعوا على آثار «شخص بارز» كان ينسق الصلات التنظيمية السرية بين الخلايا الارهابية في ألمانيا وبريطانيا وايطاليا ويتولى مسؤولية توفير الأسلحة والمتفجرات لأعضاء هذه الخلايا. واكد هاومر ان بن حنين ليس غريبا عنهم لان اسمه ورد في التحقيقات التي جرت في ابريل (نيسان) الماضي مع اربعة جزائريين تم اعتقالهم حينها بتهمة الانتماء لتنظيم ارهابي سري كان يخطط لتفجير أسواق أعياد الميلاد في ستراسبورغ (فرنسا) عام .2000 وفتش رجال التحقيق شقة بن حنين واستجوبوه الا انهم لم يعثروا على ما يدينه وهو سبب نقلهم ملفه من ميونيخ الى شرطة ميلانو الايطالية. ويفترض ان يكون رجال شرطة ميونيخ قد عثروا بحوزة احد الجزائريين الاربعة على 20 كيلوغراماً من المتفجرات يعتقد ان بن حنين كان قد وفرها لهم بطرق غير معروفة. واكدت فراوكه ـ كاترين شويته المتحدثة الرسمية باسم النيابة الالمانية العامة ان النائب العام كاي نيم يتولى ملف الأسد بن حنين شخصيا وان الاخير وافق على تسليمه الى الشرطة الايطالية. وذكرت شويت ان تسليم بن حنين لن يتم قبل ثلاثة اسابيع سيحتاجها كاي نيم للانتهاء من التحقيق معه في المانيا. وأشارت الى ان النيابة العامة الالمانية تلقت أمر اعتقال من ايطاليا مرفقا بملف عن بن حنين يتألف من 6 صفحات كاملة. وظهر من الملف الايطالي ان الليبي الشاب عاش عدة اشهر في افغانستان وتدرب في احد معسكرات منظمة القاعدة.

ولاحظ المحققون الالمان ان بن حنين سجل فقدانه جواز سفره مطلع هذا العام لدى سلطات الاجانب وهي فترة مقاربة للفترة التي اعلن فيها عضوا خلية هامبورغ (الانتحاريان المشتبه في تنفيذهما تفجيرات اميركا محمد عطا وزياد الجراح) عن فقدان جوازيهما ايضا. وفسر المحققون هذه «المصادفة» على اساس محاولة من عناصر الخلية للتخلص من ختم افغانستان المثبت في جوازاتهم.

الى ذلك ذكرت مصادر التحقيق في ميونيخ (عاصمة بافاريا) ان الأسد بن حنين كان شابا اعتياديا لا يلفت النظر يسكن في مبنى عال مخصص للسكن الاضطراري والمشردين ويغص بالأجانب الفقراء ومتلقي المساعدات الاجتماعية. وعاش بن حنين من المساعدات الاجتماعية كما كان يؤدي اعمال البلدية البسيطة كعامل غير ماهر وهي حياة صعبة تختلف عن حياة أعضاء خلية هامبورغ المرفهة. وعاش بن حنين في البداية في مدينة آخن وهذا مصدر آخر للشك بمهماته التنسيقية مع بريطانيا وفرنسا وايطاليا. اذ تقع آخن على أقصى الحدود الغربية الالمانية القريبة من هولندا وفرنسا. ومعروف ان الجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية تتخذ من آخن ايضا مقرا لها بسبب قربها من بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وفرنسا وبريطانيا. وانتقل الليبي الشاب الى ميونيخ بصعوبة بالغة بعد ان حصل على اقامة مؤقتة لمدة سنتين في ديسمبر(كانون الاول) 2000 مع قرار بحظر تسفيره الى بلده بسبب احتمال تعرضه للملاحقة في بلاده.