أعمال عنف في كراتشي ومهاجمة قنصلية باكستان في إيران و15 حزبا إسلاميا تعارض زيارة باول

إسلام آباد: الشعب الأفغاني «رهينة» مجموعة من الضيوف الأجانب

TT

اجتاحت مدينة كراتشى الباكستانية تظاهرات احتجاج على قصف اميركا لافغانستان. ودخل المتظاهرون فى اشتباكات مع الشرطة فى عدة مناطق بالمدينة، واحرقوا أحد المطاعم وعددا من السيارات والشاحنات والحافلات فى مختلف انحاء المدينة.

وقد استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع واطلقت الرصاص الحي في الهواء في محاولة لتفريق حوالي ثلاثة آلاف متظاهر كانوا يرشقونها بالحجارة. وجرح خمسة اشخاص بينهم ثلاثة عناصر من الشرطة مساء اول من امس اثر القاء قنبلة يدوية على سيارة دورية حسبما ما افادت مصادر الشرطة. واوضحت الشرطة ان شخصا لم تعرف هويته القى قنبلة يدوية على شاحنة صغيرة للشرطة في منطقة لياقة اباد في وسط كراتشي التي تضم عشرة ملايين نسمة. واوضح شوكت علي الضابط في الشرطة ان «العبوة شبيهة بقنبلة يدوية واصيب عناصر الشرطة بجروح خطرة ولحقت اضرار بالشاحنة». واوقف نحو عشرين شخصا من الاوساط الاصولية في ولاية السند (جنوب) وعاصمتها كراتشي. واعلن المتظاهرون احتجاجهم على الضربات الاميركية لأفغانستان، وتعاون الرئيس الباكستاني برويز مشرف مع الولايات المتحدة. وقال عبد الكريم عبد مسؤول جمعية علماء الاسلام في كراتشي، ان «من شأن المظاهرات فتح اعين الحكومة».

وفي اسلام اباد عارض خمسة عشر حزبا اسلاميا باكستانيا زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى باكستان. ودعت هذه الاحزاب في بيان مشترك نشر امس في لاهور (شرق) الى اضراب عام احتجاجا على الهجوم الاميركي على افغانستان وعلى زيارة باول المتوقعة يوم الثلاثاء.

وفي زهدان (ايران) قالت الشرطة الايرانية ان متظاهرين مناهضين للضربات الاميركية هاجموا القنصلية الباكستانية في زهدان (جنوب شرق). وافاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الذي كان في الموقع، ان الافا من اللاجئين الافغان والمواطنين الايرانيين بدأوا يتظاهرون صباح امس احتجاجا على الضربات الاميركية مرددين هتافات مناوئة للرئيس برويز مشرف. وقال مسؤول في الشرطة: «ان متظاهرين هاجموا قنصلية باكستان بالحجارة». ولكنه لم يشر الى وقوع ضحايا او اضرار مادية، كما لم يحدد عدد المهاجمين. ويوجد مئات الالاف من اللاجئين الافغان في مدينة زهدان، عاصمة اقليم سيستان بلوشيستان القريب من الحدود الافغانية ـ الباكستانية.

الى ذلك افاد «المرصد الاسلامي» وهو هيئة حقوقية تتخذ من لندن مقرا لها، في بيان تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه امس، ان السلطات الباكستانية افرجت عن الشيخ فضل الرحمن خليل الامين العام لحركة «المجاهدين»، بعد اعتقال لعدة ايام على يد المخابرات. وقالت المصادر ان زعيم حركة «المجاهدين» غادر مدينة روالبندي الى جهة غير معلومة ولم يذهب الى منزله. وذكر البيان ان ضباط المخابرات حققوا مع فضل الرحمن عن علاقاته مع بن لادن، وعن مزاعم وجود معسكرات تدريب لحركة «المجاهدين» في الاراضي الافغانية.

من جانب آخر اعتبر عبد الستار وزير الخارجية الباكستاني امس ان الشعب الافغاني «رهينة» مجموعة صغيرة من «الاجانب» الذين منحهم حق الضيافة. واضاف الوزير في لقاء مع عدد من الصحافيين ان «القاء القبض على بن لادن وشركائه في «القاعدة» سيؤدي الى انهاء الضربات الاميركية على افغانستان». وتابع: «ان باكستان تأمل في تحقيق هذا الهدف في اقرب وقت ممكن»، مكررا «نأمل في ان يتم القاء القبض على اسامة بن لادن في وقت قصير ليحال الى العدالة، وان يتم اغلاق معسكرات التدريب التي يديرها في افغانستان». ورأى «ان الشعب الافغاني هو اليوم رهينة مجموعة صغيرة من الاجانب منحها حق الضيافة». وقال «نحن رهينة السياسات في افغانستان». ويوجد في افغانستان عدد كبير من «الافغان العرب» التابعين لابن لادن وهم متهمون بدفع حركة طالبان الحاكمة في كابل منذ عام 1996 الى التطرف.

وفي غضون ذلك افادت مصادر رسمية ان اشتباكا وقعة ليلة اول من امس، بين قوات باكستانية شبه عسكرية وجنود طالبان على الحدود الافغانية. واوضحت المصادر ان الاشتباك الذي وقع في مركز تورمندي الحدودي في المنطقة القبلية في وزيرستان الجنوبية (شمال غرب باكستان) استمر نصف ساعة. ولم تشر السلطات الباكستانية الى وقوع ضحايا بين صفوف قواتها. وتعذر التأكد من وقوع ضحايا في صفوف طالبان.