الفلسطينيون يثمنون تصريحات بوش حول الدولة والإسرائيليون يؤكدون أنه لن يفرض حلا عليهم

«يديعوت أحرونوت» تتحدث عن مبادرة أميركية جديدة يطرحها باول قريبا

TT

غزة ـ القدس المحتلة ـ وكالات الانباء: ثمنت السلطة الفلسطينية امس تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش حول تأييده قيام دولة فلسطينية شرط ان تعترف بحق اسرائيل في الوجود، معتبرة «ان ذلك اقصر الطرق للامن والسلام والاستقرار في المنطقة». اما اسرائيل فقالت ان الولايات المتحدة لن تفرض عليها حلا لا يوافق عليه الطرفان وانها لن تفاجئها ابدا بعرض خطة تسوية.

وتتزامن هذه التصريحات مع معلومات نشرتها صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية عن مبادرة اميركية جديدة لتسوية النزاع في الشرق الاوسط، وستعلنها «قريبا». وقالت الصحيفة ان «هذه المبادرة تتضمن افكارا لتسوية نهائية للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، ومنها اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».

وكان الرئيس بوش قد جدد الليلة قبل الماضية تأييده لقيام دولة فلسطينية مشترطا ان تتعايش هذه الدولة بسلام الى جانب اسرائيل. وهذه هي المرة الثانية خلال عشرة ايام التي يعرب فيها بوش عن تأييده قيام دولة فلسطينية. وقال الرئيس الاميركي «اعتقد انه يجب قيام دولة فلسطينية تتفاوض الاطراف حول حدودها شرط ان تعترف هذه الدولة بحق دولة اسرائيل في الوجود وتحترمه وتعيش بسلام داخل حدودها».

واكد بوش استعداده للقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لكنه قال ان هذا اللقاء سيتم «اذا كنت مقتنعا بأنه يمكن ان يساهمم في دفع عملية السلام الى الامام». واضاف «آمل ان يكون عرفات في سبيله حاليا لاتخاذ الاجراءات اللازمة لخفض العنف».

وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لوكالة الصحافة الفرنسية «اننا نثمن دعوة الرئيس بوش لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتنفيذ القرارين 242 و338 على اعتبار ان ذلك هو اقصر الطرق للامن والسلام والاستقرار في المنطقة». واضاف عريقات «ان الرئيس بوش والادارة الاميركية يدركان ان منظمة التحرير الفلسطينية دخلت عملية السلام على اساس تنفيذ القرارين 242 و338، أي اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 عاصمتها القدس الشريف الى جانب دولة اسرائيلية وهناك اعتراف فلسطيني بدولة اسرائيل».

ودعا عريقات الادارة الاميركية الى وضع «هذه الرؤية على مسار سياسي واقعي قابل للتنفيذ مع آليات الزام اسرائيل تنفيذ القرارين الدوليين، اي مبدأ انهاء الاحتلال الاسرائيلي والانسحاب الى خط 4 يونيو (حزيران) 1967».

واضاف عريقات «آن الاوان للرئيس بوش ان يقول للجانب الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية انتما الطرف الذي يعطل تنفيذ تقرير ميتشل، خاصة ان الادارة الاميركية تعرف ذلك جيدا من مصادرها وبأن اسرائيل لم تلتزم في اي من التفاهمات التي تمت مؤخرا».

وفي القدس المحتلة اعلن رعنان غيسين، المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، لوكالة الصحافة «ان الولايات المتحدة لن تفاجئ ابدا اسرائيل بعرض خطة لتسوية النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. وانه لن تفرض ابدا خطة تسوية لا يوافق عليها الطرفان». واضاف «ان الرئيس بوش اعلن تأييده لاقامة دولة فلسطينية واسرائيل ايضا تؤيد ذلك، ولكن ضمن بعض الشروط. ولا جديد في ذلك. لكن النقطة المهمة هي ان الولايات المتحدة لن تفرض شيئا على اسرائيل لا بشأن قضية القدس او اي قضية اخرى. تلك هي السياسة التقليدية للولايات المتحدة وكل شيء سيتم باتفاق تام وفي اطار المفاوضات».

وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان واشنطن في صدد وضع اللمسات الاخيرة على «مبادرة جديدة» لتسوية النزاع في الشرق الاوسط، وستعلنها قريبا». وقالت الصحيفة ان «هذه المبادرة تتضمن افكارا لتسوية نهائية للنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، ومنها اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية». واضافت ايضا ان الخطوط العريضة لهذه المبادرة عرضت على دول عربية مثل مصر والاردن والسعودية، ولكن من دون اطلاع اسرائيل عليها.

وبحسب «يديعوت احرونوت»، فان المبادرة يجب ان يعلنها «قريبا» وزير الخارجية الاميركي كولن باول.

وكتبت الصحيفة تقول ان شارون سيقوم، خلال زيارته الى واشنطن التي اعلنت رئاسة مجلس الوزراء في القدس انها ستبدأ في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بتنسيق موقف اسرائيل من هذه المبادرة مع المسؤولين الاميركيين.