بريطانيا تسلم قطعة أثرية نادرة للسودان

TT

جرى في السفارة السودانية بلندن امس تسليم قطعة اثرية نادرة لاعادتها الى السودان. وقد فقدت القطعة، وهي عبارة عن «تمثال» يعود الى فترة الحضارة المروية (نسبة الى مملكة مروى) وعليه خمسة خطوط هيروغليفية عمودية ومصنوع من الغرانيت الاسود.

ومثل بريطانيا في حفل التسليم امين قسم مصر والسودان بالمتحف البريطاني، الرئيس الفخري لجمعية ابحاث الآثار السودانية، نيفيان ديفس وضابط من شرطة اوسكوتلنديارد اللذان اكدا في كلمتيهما بحفل الاستقبال، الذي اقامه الدكتور حسن عابدين سفير السودان لدى بريطانيا، ان التعاون المشترك الذي تم بين شرطة اسكوتلنديارد والمتحف البريطاني من جهة، وبين الهيئة السودانية القومية للآثار هو ما اثمر عن العثور على التمثال المفقود في متحف البركل (شمال السودان) عام 1994.

ورحب السفير عابدين بالدور البريطاني في استرجاع التمثال المفقود، لافتا الى الاهمية العلمية البالغة في اعادة تسمية قسم الآثار المصرية لتصبح «قسم الآثار المصرية والسودانية» واعتبر ذلك تصحيحا مهما يحفظ للحضارة السودانية شخصيتها المستقلة بعد تعامل طويل مع تاريخ السودان وكأنه ليس سوى انعكاس للحضارات المجاورة، ومنها المصرية.

من جهته، قال حسن حسين المدير العام لهيئة الآثار السودانية الذي بدا متأثرا جدا بعودة التمثال ان متحف البركل تعرض للسرقة عام 1995 وابلغت الشرطة السودانية في مدينة كريمة (القريبة من البركل). وفي وقت لاحق اتصلت اسكوتلنديارد بالسفارة السودانية للابلاغ عن «وجود تمثال سرق من متحف الخرطوم. وقد عرف الخبراء انه يحمل رقم 1848 في قائمة محتويات المتحف».

وردا على سؤال من «الشرق الأوسط» حول ما اذا كان للدولة السودانية اي موقف مضاد لوجود التماثيل من الفترات قبل بداية الحضارة الاسلامية، قال حسين: ان العرض في متحف السودان القومي لم يتغير منذ افتتاحه عام 1871، بل تمت اضافة مقتنيات اثرية اكتشفت مؤخرا وعرضت في معرض «ممالك على النيل» الذي تجول في اوروبا ما بين 1996 ـ 1999. واشار الى ان تمثال «كبش الاله آمون» عثرت عليه القوات المسلحة في بحثها عنه، مصححا ما نشر من قبل عن انه فقد في الخرطوم، وقال: بل فقد في منطقة النقعة بولاية نهر النيل.

يذكر ان معرضا سودانيا للآثار والحضارات السودانية القديمة سيقام في المتحف البريطاني بلندن ومتحف مانشستر وربما ينقل الى متاحف اخرى اوروبية.