جزر القمر فوجئت باسم مواطنها فضل الله على لائحة المطلوبين الـ 22 الأخطر بالعالم

المعلومات عنه تفيد بأنه خبير كومبيوتر وتلقى تعليمه في نيروبي

TT

فوجىء مواطنو جزر القمر بوجود اسم أحد مواطنيهم على اللائحة الرسمية التي أعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش مؤخراً وتضم 22 اسماً لأشهر قيادات التطرف ويتصدرها اسامة بن لادن التي تلاحقها أجهزة الأمن والاستخبارات الاميركية بتهمة الضلوع في عمليات إرهابية خطيرة وهو عبد الله فضل الله.

ومبعث الدهشة التي استقبلت بها الدوائر في جزر القمر هذه المعلومات يكمن بحسب مصادر قمرية في ان فضل الله اختفى تماماً عن الأنظار مطلع التسعينات ليظهر مرة أخرى بعد 11 عاماً متهماً بارتكاب أعمال إرهابية ضد المصالح الاميركية.

وطبقاً لمصدر مسؤول في جزر القمر فان المعلومات المتاحة عن فضل الله محدودة وتنحصر في كونه من مواليد جزر القمر الكبرى وانه خبير في مجال الكمبيوتر وتلقى تعليمه العالي في العاصمة الكينية نيروبي. وأوضح ان فضل الله انضم في وقت غير معلوم لمعسكرات العرب الافغان التي يديرها اسامة بن لادن المشرف على تنظيم القاعدة في الأراضي الافغانية.

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي قد وقع 1998 اتفاقاً مع السلطات القمرية في اطار التحقيقات التي بدأها آنذاك لتعقب مرتكبي عملية تفجير السفارة الاميركية في نيروبي ودار السلام. ويقول مسؤولون قمريون ان هذا الاتفاق سمح لأجهزة الأمن الاميركية بالوقوف على خريطة تحرك العناصر الإرهابية في منطقة المحيط الهندي وانهم زودوها بمعلومات وافية عن نشاطاتها المشبوهة. ويعد فضل الله هو المواطن الوحيد الذي يحمل الجنسية القمرية وتم ادراج اسمه على لائحة المطلوبين للعدالة الاميركية لارتكابه عمليات إرهابية. وفور اعلان الرئيس الاميركي عن وجود عبد الله فضل الله على لائحة الإرهابيين البالغ عددهم 22 شخصاً، بدأت السلطات في جزر القمر عملية مراجعة شاملة للعناصر التي يمكن أن يكون لها صلة بالإرهابي الفار أو لديها معلومات تفصيلية عنه. يذكر ان رئيس جزر القمر العقيد عثمان غزالي كان قد أكد في حوار لـ«الشرق الاوسط» خلال الشهر الماضي ان بلاده بعيدة تماماً عن مخاطر التعرض للإرهاب والتطرف بالنظر الى ما يعتبره الطبيعة السمحة والمسالمة لغالبية الشعب القمري. لكن مصادر دبلوماسية عربية واسعة الاطلاع في العاصمة موروني تؤكد لـ«الشرق الأوسط» بالمقابل ان تصاعد المواجهة بين تيار العروبة والاسلام وبين دعاة الفرانكفونية في جزر القمر المستعمرة الفرنسية سابقاً ينذر بتفاقم الأمور ويسهل المناخ لوجود نشاط متطرف هناك.

وقالت المصادر ان هناك مخاوف حقيقية من ان تتحول جزر القمر خلال السنوات الـ10 القادمة الى جزائر جديدة على ضوء تصاعد المد الاسلامي في البلاد. ووسط هذه المخاوف من المنتظر ان يدعو العقيد عثمان غزالي مواطنيه في 23 من ديسمبر (كانون الاول) المقبل الى الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد والذي ينذر بحدوث مواجهة متوقعة بين الاسلاميين والفرانكفونيين في جزر القمر. وبعد تسعة أشهر من العمل المتواصل سلمت لجنة ثلاثية خاصة مشروع الدستور الجديد للرئيس القمري والذي يتضمن إزالة أي اشارة للهوية الاسلامية والعربية للبلاد.

وطبقاً للدستور الجديد فقد تم تغيير العلم الرسمي لجزر القمر الى أربعة ألوان (الاحمر والازرق والابيض والاخضر) والتي ترمز الى الجزر الأربعة التي يتكون منها الاتحاد الفيدرالي مع حذف الهلال القديم ولفظ الجلالة منه. وعوضاً عن الاسم القديم لجمهورية جزر القمر الاتحادية الاسلامية فقد تقرر حذف كلمة الاسلامية من المسمى الرسمي للجزر، ولا يتضمن الدستور الجديد أي اشارة الى ان جزر القمر هي جزء لا يتجزأ من العالم العربي كما جرت عليه العادة في ديباجة الدساتير العربية المعمول بها. لكن مشروع الدستور المعدل والذي اشرف عليه خبير القانون الدولي المصري المعروف الدكتور يحيى الجمل ينص على ان اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد اضافة الى نظيرتها الفرنسية.

ويقول مسؤولون قمريون انه كان من المهم تقديم تنازلات لبعض الجزر القمرية التي ترفع شعار الانفصال من أجل اقناعها بالمضي قدماً في تنفيذ برنامج المصالحة الوطنية الذي تم الاتفاق عليه في مدينة فومبوني خلال فبراير (شباط) الماضي.