خطر الموت جوعاً يتهدد ملايين الأفغان والمساعدات الغذائية غير كافية

TT

أفادت وكالتا اغاثة غير حكوميتين ان خطر الجفاف والحملة العسكرية يتهددان ما يزيد عن 6 ملايين مواطن أفغاني باتوا يواجهون الآن خطر المجاعة والموت بفعل البرد القارس. وقال مسؤولون في هاتين الوكالتين ان الأمل في بقاء مئات الآلاف من الافغانيين على قيد الحياة يكاد ينحصر في العملية الضخمة لإلقاء مواد غذائية اميركية بواسطة الطائرات.

وفي تقريرين منفصلين اشارت منظمة «اوكسفام انترناشيونال» ومنظمة عالمية اخرى تعنى باوضاع اللاجئين، الى ان النقل البري عن طريق الشاحنات هو أكثر الطرق فعالية لنقل الاغذية ومواد الاغاثة الاخرى. بيد أنهما أوضحتا أن هناك حوالي نصف مليون شخص يقيمون حاليا في مناطق من المرجح ان تنقطع الطرق البرية الموصلة اليها بفعل اوضاع الطقس خلال فصل الشتاء. وذكرت المنظمتان ان الغارات الاميركية والقتال بين جنود طالبان وخصومهم محاربي التحالف الشمالي المعارض اجبرت سائقي الشاحنات على الانقطاع عن العمل، كما ان الجليد سيبدأ في السقوط نهاية الشهر، الامر الذي سيؤدي الى انقطاع الكثير من الطرق المستخدمة في نقل الاغذية.

ومن جهتها، لفتت المنظمة الدولية للاجئين في تقرير آخر إلى ان قوات طالبان عمدت الى نقل معداتها العسكرية الى مواقع قريبة من المباني التي تستخدمها المنظمات الانسانية ومعسكرات النازحين مما قد يؤدي الى تدمير المنشآت المدنية وقتل الابرياء بفعل غارات الحلفاء. وكانت وزارة الدفاع الاميركية قد وجهت اتهامات مشابهة الى طالبان معتبرة أن ذلك من شأنه أن يُعرض الابرياء الى الخطر.

وانتقدت المنظمتان مجموعة «القاعدة» وشبكتها الارهابية التي سمحت لها طالبان بالعمل من داخل الاراضي الافغانية. كما قال مسؤولون في المنظمة الدولية للاجئين ان «الميليشيات غير الافغانية» هي المجموعة الاكثر خطورة، ذلك ان غرضها الاساسي يتمثل في تدمير كل المؤسسات غير الاسلامية في الاراضي الافغانية.

وتحتفظ هذه المنظمات الخيرية بممثلين في باكستان يعملون على تنظيم عمليات تقديم المساعدات الانسانية للمدنيين الافغان. والجدير بالذكر أن تقارير المنظمات الثلاثة قد استقت بعض معلوماتها من منظمة الامم المتحدة. ويُعتقد ان ستة ملايين مواطن، من اجمالي عدد سكان افغانستان الذي يقدر بحوالي 25 مليون نسمة، يواجهون اخطاراً تهدد حياتهم بمن في ذلك 600 الف يتعرضون لأوضاع اكثر خطورة، طبقا لما ذكرته منظمة «اوكسفام» البريطانية.

وتجمع كل من منظمة «اوكسفام» والمنظمة الدولية للاجئين بواشنطن على ان إلقاء مواد غذائية للسكان الافغان من الطائرات هو السبيل الوحيد المتاح للوصول الى مئات الآلاف من هؤلاء الذين يتهددهم شبح الموت جوعا. واكدت المنظمتان في تقريريهما على ضرورة سعي واشنطن الى إقناع حركة طالبان بالتعاون مع القائمين على إيصال المساعدات الى السكان الذين يواجهون خطر المجاعة. بيد أنهما لفتتا الى ضرورة مضي البنتاغون قدما في عملية توزيع المعونات رغم اعتراض طالبان. ويرى مسؤولو المنظمة الدولية للاجئين ان «برنامج الغذاء العالمي» يجب ان يشرع في مفاوضات مع اطراف النزاع حول امكانية تأمين ممر جوي آمن لإيصال الاغذية للسكان في المنطقة. واعربت المنظمة عن رأيها بانه في حالة فشل هذه المساعي، يجب ان تتجه القوات العسكرية للتحالف الى وضع خطة لالقاء الاغذية من الطائرات على السكان في المناطق التي يتهدد سكانها خطر الجوع بفعل العمليات العسكرية والجفاف واوضاع الطقس المتردية.

وفي هذا الاطار، يُشار الى ان البنتاغون القى ما يزيد على مليون طن من الحصص الغذائية داخل الاراضي الافغانية. غير ان مسؤولا في المنظمة الدولية للاجئين اكد ان كميات الحصص الغذائية هذه غير كافية. وافادت المنظمة ان الغذاء متوفر في بعض المناطق الافغانية ولكن بتكلفة لا تستطيع غالبية السكان تحملها، لذا حثت المنظمة المانحين على توفير السبل اللازمة لتزويد السكان بالنقود التي تسمح لهم بشراء حاجاتهم من الغذاء والمواد الضرورية الاخرى.

واشار تقرير للمنظمة الى ان حركة طالبان تمنع المدنيين من اللجوء الى الدول المجاورة. وناشدت منظمة «اوكسفام» بوقف العمليات العسكرية بما في ذلك الغارات الجوية في بعض المناطق للسماح بسد النقص في المواد الغذائية. بيد ان البنتاغون كان رفض مثل هذه المقترحات في السابق، كما اعربت طالبان عن ازدرائها لمنظمات الاغاثة.

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»