طائرات هاريير التابعة للبحرية الأميركية تشارك لأول مرة في القصف وتحالف الشمال يعلن اعتقال ألف مقاتل من طالبان جنوب مزار الشريف

TT

كثفت الطائرات الاميركية غاراتها على المواقع الامامية لحركة طالبان شمال العاصمة كابل امس.

وتقع هذه الاهداف في قرية ستارجيش أو بالقرب منها. وهذه القرية تقع عند سفوح جبال محاذية لسهل شومالي حيث تقف قوات حركة طالبان في مواجهة تحالف الشمال المعارض.

ووصف جنود المعارضة نحو 25 انفجارا بعد اسقاط قنابل من طائرات قالوا انها «اف 18» تحلق على ارتفاع عال. وبدأت الغارات في الساحة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي. وامكن مشاهدة السنة لهب برتقالية لامعة واعمدة دخان اسود في المواقع التي سقطت فيها القنابل على بعد من كيلومترين الى ثلاثة كيلومترات غرب قاعدة المعارضة في رباط.

وقالت مصادر مخابراتية امس ان ثلاث طائرات هاريير التابعة للبحرية الاميركية شاركت لاول مرة في القصف الاميركي منذ بدء العمليات العسكرية في 7 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، على مواقع طالبان امس، باستخدام قنابل زنة كل منها 500 رطل، واشارت المصادر الى ان احدى طائرات الهاريير عادت الى السفن الحاملة بعد ساعة من انطلاقها بسبب تعرضها لعطل في الاتصالات. وأعقب هذا الهجوم تقارير للمعارضة في الاذاعة تقول ان مئات من طالبان تحركوا نحو قرية ستارغيش وهي موقع استراتيجي يطل على الطريق القديم الذي يمتد جنوبا من شاريكار وتسيطر عليه المعارضة.

وقالت المعارضة الشمالية انها اسرت امس واول من امس نحو الف عنصر من طالبان على بعد نحو ستين كلم جنوب غربي مزار الشريف في مقاطعة بلخ شمال افغانستان. واضاف ممثل لوزارة الخارجية في تحالف الشمال في خواجا بهاء الدين ان من اصل الف مقاتل من طالبان تم اسر مائتين وسلم 800 آخرون انفسهم اثر معركة مع قوات الشمال في هذه المنطقة بقيادة الجنرال عطاء محمد. وتابع المصدر نفسه ان ستة من الملالي هم قادة وحدات تابعة لطالبان سلموا انفسهم ايضا مع اسلحتهم وعتادهم الى القوات الشمالية. وقالت المعارضة انها استولت على احياء في مزار الشريف.

ومن جهته قلل وزير اعلام طالبان قدرة الله جمال من تأثير الغارات العسكرية الاميركية على خطوط طالبان الامامية. وقال ان معنويات مقاتلي الحركة مرتفعة. واضاف ان اصابة الاهداف في الغارات الاميركية غير دقيقة. وفي اسلام اباد كشفت مصادر مطلعة عن وصول نحو الف جندي اميركي للمشاركة في العمليات البرية الوشيكة على معاقل قادة طالبان وتنظيم «القاعدة» التي يتزعمها اسامة بن لادن. وأشارت المصادر الى ان القوات الاميركية وصلت الى قاعدة باسني الجوية في غرب بلوشستان.

الى ذلك اعلنت حركة طالبان انها لم تطلب وقف القصف الاميركي خلال شهر رمضان، مؤكدة انها ستواصل القتال خلال هذا الشهر. وفي تصريح لقناة «الجزيرة» الفضائية، قال محمد طيب الآغا مدير مكتب زعيم الحركة الملا محمد عمر، وهو احد اقاربه «نعتبر هذه الحرب جهادا ولم نطلب وقفها». واضاف ان توقف القصف خلال شهر رمضان «يتعلق بالولايات المتحدة. نعتبر هذه الحرب جهادا ولم نطلب وقفها والجهاد عبادة ولا يتعارض مع رمضان».

في تطور آخر اعلن سفير حركة طالبان في اسلام اباد عبد السلام ضعيف مساء امس ان هليكوبتر اميركية أخرجت حميد كرزاي الزعيم البشتوني المعارض المقرب من الملك السابق محمد ظاهر شاه، من افغانستان. وقال ضعيف «اعتقد ان مروحية اميركية نقلت حميد كرزاي». واضاف ان «600 قطعة سلاح وذخائر صودرت اثناء اسر انصاره. الا ان مصادر اميركية نفت مغادرته افغانستان.

واعلن وزير التربية في حركة طالبان امير خان متقي اول من امس ان 12 من انصار كرزاي اسروا اثناء المواجهة. وقالت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية المقربة من طالبان ان الحركة اعدمت 3 من انصار كرزاي الذين اسرتهم.

وفي كابل زعم وزير الاستخبارات لدى حركة طالبان امس مقتل حوالى 50 اميركيا في تحطم مروحيتين في افغانستان. وذكر امير خان متقي ان المروحيتين سقطتا بالقرب من بعضهما البعض في منطقة ناوور في اقليم غزنة (شرق افغانستان). واضاف ان مروحية تحطمت لاسباب مجهولة فيما اسقطت الاخرى لدى محاولتها انقاذ طاقم المروحية الاولى. وقال ان «اشلاء جثث اربعين الى خمسين جنديا تناثرت في كل مكان حول الموقع».

وكانت الولايات المتحدة اعلنت ان هليكوبتر سقطت في افغانستان بسبب سوء الاحوال الجوية موضحة ان اربعة جنود اصيبوا بجروح في الحادث.

وقال قارئ فضل ربي المسؤول بوزارة الاعلام ان الطائرة سقطت بعد ان فتحت طالبان النيران في منطقة ناوور باقليم غزنة حوالي الساعة 1830 بتوقيت غرينتش الليلة قبل الماضية، عندما كانت تحاول انقاذ طائرة اخرى تحطمت في المنطقة. ومضى يقول: «قتل بين 40 و50 اميركيا في الحادثين»، الا ان واشنطن نفت نفيا قاطعا ما اعلنته طالبان واعتبرته «أكاذيب».

وفي غضون ذلك افاد تقرير صحافي نشر في اسلام اباد ان اسامة بن لادن شوهد في مدينة قندهار المعقل الجنوبي لطالبان. ونقلت صحيفة «اوبزرفر» الباكستانية عن مصادر موثوقة قولها ان بن لادن زار المدينة اساسا لتعزيز معنويات الشعب الذي واجه قصفا شاملا خلال اليومين الماضيين. وقالت ان بن لادن الذي يختبئ في احد الكهوف خاطب تجمعا من حراسه العرب والسكان المحليين. وقالت مصادر اميركية ان قوات الاستطلاع الاميركية تراقب مجموعة من الانفاق والمغاور في مقاطعة باكتيا القريبة من الحدود الباكستانية امس يعتقد ان بن لادن وكبار مسؤولي تنظيم «القاعدة» يختبئون فيها، وتطرقت المصادر الى مجموعة اخرى من الانفاق في منطة اورزوجان مسقط رأس الملا عمر حاكم طالبان، بالقرب من قندهار، يعتقد ان عمر وكبار قادة حركته يديرون منها الحرب ضد القوات الاميركية.

ونفت باكستان بشدة امس تقارير اشارت الى قوافل من مساعدات الاسلحة والذخيرة تتجه من الحدود الباكستانية الى داخل افغانستان، وقال عزيز محمد خان المتحدث باسم الخارجية الباكستانية ان بلاده تطبق حرفيا بنود قرار الامم المتحدة الداعي الى فرض الحظر على حركة طالبان الحاكمة في افغانستان.