واشنطن تؤكد أنها أرسلت طائرات لمساعدة زعيم البشتون المتمرد

TT

ذكر مسؤول أميركي كبير انه تم ارسال طائرات عسكرية أميركية لمساعدة زعيم معارض أفغاني تعرض لهجوم من قوات طالبان يوم الخميس الماضي في جنوب افغانستان. واطلقت القاذفات التابعة للاسطول الأميركي النار على قوات طالبان التي كانت تحاول اسر حميد كرزاي، وهو زعيم قبلي افغاني معروف ينتمي الى جماعة البشتون العرقية. ويذكر ان كرزاي البالغ 43 عاما الذي عاش في المنفى في باكستان منذ منتصف التسعينات، يعمل داخل أفغانستان منذ 8 الشهر الماضي لاقناع زعماء البشتون بالتمرد ضد طالبان، طبقا للمعلومات التي ادلى بها اقاربه.

وكان كرزاي ومجموعة من انصاره قد تعرضوا لهجوم من قوات طالبان، وهم يغادرون اجتماعا عقد مع شيوخ القبائل في اقليم اروزجن في جنوب وسط البلاد. واوضح مسؤول أميركي انه تم ارسال طائرات حربية من حاملات الطائرات فورا للمساعدة.

وذكر المسؤول: «كانت هناك معركة وتدخلت الطائرات الأميركية القادمة من البحر لتقديم العون».

وذكر أحمد شقيق كرزاي انه اجرى اتصالات هاتفية مع شقيقه عن طريق الهاتف الذي يعمل بالاقمار الصناعية، مضيفا انهم «تمكنوا من مواجهة طالبان.. وفروا».

واوضح أحمد كرزاي الذي كان يتحدث في مدينة كويتا الحدودية الباكستانية ان شقيقه حميد والعديد من انصاره لجأوا الى المناطق الجبلية المحيطة. واكد اقارب حميد انه على معرفة تامة بالتضاريس في اقليم اروزجان، حيث كان يقاتل مع المجاهدين في الحرب للتخلص من الاحتلال السوفياتي في الثمانينات. بينما ذكر القنصل العام لطالبان في باكستان عبد الرحيمي صديقي «انه تجري ملاحقتهم».

وقال شقيق آخر لحميد هو قيوم كرزاي ان شقيقه ابلغه بالهاتف يوم الجمعة الماضي انه لم يصب بأذى وانه يحتمي بالجبال.

وتجدر الاشارة الى ان مهمة كرزاي لاثارة القبائل في جنوب أفغانستان معقل طالبان، هي جزء من جهد اكبر، تدعمه الولايات المتحدة وباكستان، لاضعاف طالبان وضمان ان أي حكومة بديلة تضم ممثلين عن البشتون. وفي الاسبوع الماضي اسرت قوات طالبان احد قادة المعارضة هو عبد الحق واعدمته. وقد كان في مهمة مماثلة جنوب العاصمة كابل.

وقد قارن المسؤول الأميركي نشاط كرزاي داخل أفغانستان بنشاط عبد الحق الذي ذكر انه «دخل افغانستان مع 19رجلا واربعة اسلحة وعلى اتصال مع روبرت ماكفارلين (مستشار شؤون الأمن القومي السابق). «الا انه من الواضح ان كرزاي افضل تسليحا، واتصل بالمسؤولين الأمنيين الأميركيين قبل ان يغادر باكستان، وافصح عن خططه لهم. اما عبد الحق فقد اتصل بالقنصل الأميركي في مدينة بيشاور في شمال غرب باكستان قبل بداية مهمته، الا انه من الواضح انه لم يجر أي ترتيبات لمساعدته اذا تعرض لمتاعب.

وذكر المسؤول الأميركي: «نحن على اتصال منتظم مع كرزاي، وعندما اصبحت القوات المسلحة الاميركية على علم بحاجته للمساعدة، قدمتها». واوضح: «ان القوات المسلحة الأميركية تحتفظ بطائرات في حالة طيران في المنطقة بحيث يمكن الرد بسرعة في مثل هذه المواقف».

ويكشف الرد السريع لطائرات الاسطول الأميركي مدى امكانية مساعدة وكالة المخابرات المركزية الأميركية والقوات الاميركية قادة المعارضة الافغانية الذين اقاموا معهم علاقات. وذكر ضابط مخابرات سابق في وكالة الاستخبارات المركزية لديه خبرة في أفغانستان: «كانت هذه عملية منسقة تنسيقا جيدا.. انت لا تحاصر في كمين ثم تطلب مساعدة بدون ترتيبات مسبقة لما يمكن فعله لحمايتك».

واوضح ان مثل هذه الترتيبات تشمل في العادة «الاشياء التي سيوافق القادة الافغان على القيام بها، اشياء نتوقع امدادهم بها، وتأسيس الاتصال». واضاف انه «طبقا لهذه الترتيبات فإن كرزاي ربما قدم معلومات يومية الى وكالة الاستخبارات المركزية عن مكان وجوده، وموعد أي لقاءات محددة، والطريق الذي من المتوقع ان يسلكه هو وانصاره».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»