الولايات المتحدة تشترط على المصريين شهادة من الإنتربول للحصول على تأشيرة

TT

في سابقة جديدة، طلبت السفارة الاميركية في القاهرة من بعض المصريين الذين يودون السفر الى الولايات المتحدة الحصول على شهادة مسبقة من الشرطة الدولية (الانتربول) تؤكد أنهم غير مطلوبين أمنيا وقضائيا من قبل السلطات المصرية أولا. وأكد مسافرون مصريون الى واشنطن «ان الأوراق المطلوبة من قبل السفارة الاميركية والتي زاد عددها ونوعيتها تشعرهم بأن المسؤولين الاميركيين أصيبوا بهستيريا الأمن خوفا من تكرار ما حدث في 11سبتمبر (ايلول)».

وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» بين السفارات الاجنبية في القاهرة، أكدت السفارة البريطانية ان نظامها الأمني ثابت ولم يتغير، حيث لديها قائمة سوداء تتضمن اسماء غير البريطانيين الذين سبق لهم ارتكاب جرائم سياسية أو جنائية على الأراضي البريطانية، وانه بمقتضى هذه القائمة يتم المنع أو الموافقة على السفر، الا أن اللافت أن السفارة البريطانية رفضت جميع الطلبات التي تقدمت اليها بعد الاحداث رغم ان عدد المتقدمين اليها لم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

من جانبها تعاملت ادارة الانتربول المصري مع الموقف بمرونة، حيث قامت بالتنسيق مع الأجهزة السيادية والأمنية في مصر لفحص الموقف الأمني لأي مواطن مصري. وأشار الانتربول المصري الى أن هذا الطلب لا يستغرق سوى 48 ساعة فقط.

ويرى بعض الراغبين في السفر أنه اذا كانت الاجراءات الأمنية المطلوبة مقبولة في حدود أنها تستغرق 48 ساعة فقط فإن الاجراءات الأخرى الخاصة بالحركة أمام وداخل السفارة الاميركية بالقاهرة باتت مزعجة، حيث منع وجود أي شخص أمامها وتم تكثيف الحضور الأمني داخل وخارج السفارة وأعيد نظام الخدمة بالتليفون من غرفة بجوار الباب الخارجي وعن طريق هذه الخدمة يعلم الراغب في السفر ما هي الأوراق المطلوبة للحصول علي التأشيرة. كما تبين أن كل من تقدم بطلب لاستخراج تأشيرة خلال الفترة الأخيرة تم رفض طلبه رغم أن طلبات السفر إلى أميركا قلت بنسبة 85 في المائة بالمقارنة مع طلبات ما قبل اعتداءات 11 سبتمبر.

ولم تقتصر مشاعر الخوف والقلق والتشكك على سفارة الولايات المتحدة بل امتدت الى بقية السفارات الأوروبية حيث اتخذت سفارة ايطاليا قراراً بتشديد الاجراءات على نفس المستوى المعمول به في سفارة أميركا حيث رفعت المبلغ المطلوب للتأشيرة إلى 210 جنيهات لا يتم ردها لأصحابها في حالة رفض الطلب، رغم أن شخصين فقط هما اللذان تقدما إلى سفارة إيطاليا للحصول على تأشيرة دخول منذ وقوع الأحداث وحتى الآن. كما أدخلت السفارة الايطالية خدمة التليفون من الخارج (غرفة بجوار الباب) ومنعت الوقوف أمامها تماماً.

وتسود نفس الأوضاع في سفارة ألمانيا التي كان يقف راغبو السفر أمامها قبل مواعيد العمل الرسمية بثلاث ساعات لحجز أماكن لهم في «الطابور» وحتى يتمكنوا من الدخول لتقديم أوراقهم لاستخراج تأشيرة السفر. الآن وبعد تفجيرات أميركا لا يتجاوز راغبو الحصول على تأشيرات دخول ألمانيا عشرة أشخاص وتبين أن معظمهم ذاهبون إلى هناك للمشاركة في معارض تجارية، بناء على طلب من شركاتهم.

ويقول المهندس محمد عبد الله داود وهو مصري الجنسية: انني تقدمت للحصول على تأشيرة دخول إلى ألمانيا لحضور معرض خاص لصناعة الدواجن هناك وهي ليست المرة الأولى ولكنهم رفضوا طلبي رغم أنني استوفيت جميع الشروط من حيث الأوراق المطلوبة والحساب البنكي الكافي، وقد ضاعت فرصة حضور هذا المعرض مني لأنهم لا يسمحون لمن رفض طلبه بالتقدم مرة أخرى بعد فترة طويلة.

أما الطبيب البيطري (فضل عدم ذكر اسمه) فقد رفضوا طلبه حين وجده المسؤول عن التأشيرات ملتحيا على الرغم من سلامة جميع الأوراق المطلوبة منه ورغم أنه كان مسافراً بناء على دعوة من احدى الشركات الألمانية لحضور معرض هناك.