حاملة طائرات أميركية جديدة تتأهب للمشاركة في عمليات أفغانستان

TT

تجري حاملة الطائرات «جون سي ستينيس» والسفن الثماني التي تشكل مجموعتها الحربية، تدريبات على المرحلة المقبلة من الحرب ضد الارهاب، اذ ستكون هذه المرحلة مختلفة مقارنة بالاولى، التي ركزت في الاساس على توجيه الضربات الجوية من ارتفاعات عالية صوب اهداف الارهابيين مع استخدام محدود للقوات الارضية.

ومن واقع التدريبات التي تجري في الوقت الراهن، يتوقع العسكريون نزاعا قد يستغرق زمنا اطول تشارك فيه القوات الارضية وربما يمتد الى دول اخرى بالاضافة الى أفغانستان.

وفيما لا يتوقع ان يؤكد سلاح البحرية الاميركي زمن تحرك ووجهة حاملة الطائرات «جون سي ستينيس»، فإن الامر يعتبر بمثابة سرمعلوم في اوساط المجندين وصغار الضباط الذين يتوقعون ان تتحرك «جون سي ستينيس» في منتصف الشهر الجاري لتحل محل حاملة الطائرات «كار فينسون» في بحر العرب.

واستعدادا لتحرك «جون سي ستينيس» صوب موقعها المرتقب، اتخذت التدريبات طابعا اكثر نشاطا بغرض تهيئة قواتها لأي احتمال، كما يلاحظ انها تحركت باتجاه عرض البحر من موقعها لمسافة اكبر من المسافة المألوفة في مثل هذه التدريبات. ويعزى سبب ذلك، في ما يبدو، الى تمكين اطقم طائرات «اف 18 هورنيت» و«اف 14 تومكات» من الطيران لمسافات اطول قبل القاء القنابل، تماما كما يوجه الطيارون الأميركيون الآن ضرباتهم الى بعض الاهداف داخل الاراضي الأفغانية.

ومن المحتمل ان تجري التدريبات على «تشوكوليت ماونتين» بشرق مقاطعة «ريفرسايد» بسبب التشابه الطوبوغرافي بين المنطقة وبعض مناطق أفغانستان. واشتملت التدريبات كذلك على توفير الدعم الجوي للقوات الأرضية بالتدخل خلال مستويات اقل من عمليات القصف التدريبية. وقال الكابتن ر. تومبسون، قائد مجموعة الفرقة الجوية في حاملة الطائرات، ان القوات ستحاول تجنب النزول الى الارض. لكنه اكد انهم سيقدمون كل المساعدات المطلوبة اذا احتاجت قوات مشاة البحرية الأميركية لذلك.

وتجري طائرات «أي إي ـ 6» الالكترونية تدريبات على عمليات ارباك منشآت الرادار والاتصالات الالكترونية للعدو، بيد ان الحاجة الى هذا النوع من المهام ليست كبيرة في أفغانستان، التي تفتقر في الاساس الى هذا النوع المتقدم من النظم الدفاعية.

وكان مقررا ان تتحرك حاملة الطائرات «جون سي ستينيس» في منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، بيد ان الحاجة الى حاملة طائرات او اكثر في منطقة بحر العرب في كل الاوقات اقتضى ان تستكمل عملية «الاختبار النهائي»، التي تستغرق عادة اسبوعين او اكثر، خلال اسبوع فقط.

ثمة تغييرات اخرى تشير الى اختلاف تحريك حاملة الطائرات «جون سي ستينيس» عن المهام والعمليات الروتينية، فالمستشفى الملحق بها زاد من مخزون المضادات الحيوية، بما في ذلك «سيبرو»، ومضادات السموم، تحسبا لأي هجوم يستخدم فيه الانثراكس (الجمرة الخبيثة) او غاز الاعصاب. كما ستجري لأول مرة عمليات تفتيش على البحارة قبل صعودهم الى «جون سي ستينيس» للتأكد من عدم وجود اسلحة غير مصرح بها.

وفيما بدأت عملية تجميع اسراب الطائرات الحربية من سان دييغو وليمور بولاية كاليفورنيا وويدبي آلاند وفيرجينيا بيتش بولاية فيرجينيا، يتركز الاهتمام على الطيارين الذين شاركوا في مهام «ساخنة» في منطقة الخليج العربي. واوضح الطيار الحربي توني نايت انه ستتم الاستعانة ببعض الطيارين الذين لهم تجربة، مؤكدا ان الكل ابدى رغبته في المشاركة وان «من يختار الابتعاد، فهو شخص غير مرغوب فيه الآن».

وصول حاملة الطائرات «جون سي ستينيس» سيحمل معه جانبا آخر ربما لا يكون ملموسا، لكنه مهم في الحرب، وهو ان اعدادا كبيرة من العسكريين على متنها اما شاهدوا الدمار الذي لحق بالبنتاغون او لمسوا الصدمة التي اصابت الأميركيين غداة هجمات 11 سبتمبر الماضي. اما العسكريون الموجودون حاليا على حاملات الطائرات الاخرى في المنطقة، فاما انهم كانوا مسبقا في البحر او جرى نشرهم بعد ايام من وقوع الهجمات.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»