وزير خارجية بلجيكا لـ«الشرق الأوسط» الاتحاد الأوروبي يبحث تنظيم حوار مع طرابلس لكنه لن يبدأ من ملف الإرهاب لأنه «موضوع صعب»

TT

أكد لوي ميشال وزير خارجية بلجيكا، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد بصدد بحث موضوع الاتصال بطرابلس من أجل دعوتها للمشاركة في المؤتمر الأوروبي المتوسطي الذي تحتضنه بروكسل يومي 5 و6 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، معتبرا أن الحوار مع ليبيا لن يبدأ بقضية مكافحة الارهاب لأنه «موضوع صعب».

وقال ميشال في حديث لـ«الشرق الأوسط» انه سيقوم رفقة رئيس الوزراء البلجيكي في حدود يوم 20 نوفمبر المقبل بجولة الى منطقة الشرق الأوسط. وفي ما يلي نص الحوار:

* هل سيكون لنتائج المنتدى المتوسطي الذي عقد في أغادير صدى في المؤتمر الأوروبي المتوسطي الذي تحتضنه بروكسل يومي5 و6 نوفمبر؟ ـ لقد كانت مشاركتنا في المنتدى المتوسطي باعتبار رئاستنا للاتحاد الأوروبي، أمرا مهما وضروريا بحكم الاهتمام الخاص الذي يوليه الاتحاد الأوروبي لتطوير علاقاته مع دول المغرب العربي والجنوب المتوسطي بشكل عام، فالمغرب العربي هو امتداد للفضاء الأوروبي، ومن المهم أن تتعمق العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية.

وقد تلقيت بارتياح كبير طريقة عمل المنتدى المتوسطي ونتائجه، وهو اطار يمكن القول انه نموذج متميز للحوار والتشاور، لأنه غير رسمي وتحدث الجميع فيه من دون اشكال أو رسميات، ويعرفون بعضهم البعض جيدا، وتوجد روابط انسانية متميزة في ما بينهم . وقد وجدت في المنتدى اطارا ملائما ونموذجيا، وبعد مشاركتي فيه أعود الى بروكسل لاعداد المؤتمر الأوروبي المتوسطي وأشعر أن هنالك تقاربا في الموقف بين دول ضفتي المتوسط من مجمل القضايا المطروحة ، وهنالك مبادرات وأفكار واقتراحات غنية يمكن الاستفادة منها في المؤتمر الأوروبي ـ المتوسطي.

* وهل تعتقدون أن الأوضاع الدولية الراهنة تساهم في بلورة تقارب أكبر بين دول ضفتي المتوسط، وامكانية خروج مؤتمر بروكسل بنتائج عملية أكبر في ميادين التعاون والشراكة؟

ـ انه أمر مأمول جدا أن يكون هناك تعاون أكبر بين ضفتي المتوسط، ولا سيما في مواجهة بعض المضاعفات السلبية للأزمة الدولية الراهنة على قطاعات اقتصادية مثل السياحة التي تضررت. فالسياحة عنصر مهم في تنمية دول مثل المغرب وتونس، ولهذا فمن الضروري أن نجد في المؤتمر المقبل صيغا للتعاون وتخفيف الانعكاسات السلبية، اضافة للتقدم في تنفيذ برامج «ميدا ـ 1» و«ميدا ـ 2»، وقد أثمر لقاء أغادير أفكارا واقتراحات خلاقة أحاطتها ارادة سياسية واضحة، وستكون هذه الاقتراحات محل دراسة واهتمام في مؤتمر بروكسل.

* ما هو تقييم الاتحاد الأوروبي لوتيرة التعاون والتنسيق بين دول الجنوب المتوسطي؟ وهل تعتقدون أن توقيع أربع دول هي المغرب وتونس ومصر والأردن على اتفاقية لاقامة منطقة تبادل حرة كافية؟

ـ اعتقد أن التعاون بين دول الجنوب المتوسطي أمر ضروري ولا مناص منه، ونعتبر أن الخطوة التي أنجزتها الدول الأربع ليس سوى نقطة بداية، ونحن نأمل أن تنضم كل الدول المغاربية والعربية في نسق شراكة واندماج ووحدة اقتصادية، سيما أن التعاون الاقتصادي والتجاري مع الاتحاد الأوروبي يتطلب اندماجا بين دول الجنوب.

* هل ستوجه الدعوة لطرابلس لحضور المؤتمر الأوروبي ـ المتوسطي المقبل في بروكسل؟

ـ هناك مبادرات اتخذت على بعض المستويات في الاتحاد الأوروبي ازاء ليبيا، على مستوى رئيس اللجنة الأوروبية رومانو برودي وعلى مستوى الرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبي، تسعى لفتح مقاربة للحوار مع ليبيا.

* وهل تعتقدون أن هناك نقاط التقاء مع طرابلس بشأن مكافحة الارهاب؟

ـ لا نعتقد أن الوقت الآن مناسب للتعبير عن آرائنا بشأن هذا الموضوع، فاذا أردنا استئناف الاتصالات والحوار، فلا يتعين أن نبدأ بمواضيع صعبة.

* ما هو الهدف من الجولة التي تعزمون القيام بها قريبا رفقة رئيس الوزراء البلجيكي لمنطقة الشرق الأوسط؟

ـ تهدف الزيارة الى مواصلة دورنا وممارسة ضغوط أكبر على الأطراف كي تقتنع بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات السلمية، لأن ايجاد تسوية لأزمة الشرق الأوسط أصبحت أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى. والجميع يدرك اليوم أكثر من ذي قبل أن مكافحة الارهاب كما نقودها الآن هي حرب عملية ضرورية، ولكنها تكون أكثر فعالية اذا تمكنا من تسوية قضية الشرق الأوسط.

ان عدم تسوية نزاع الشرق الاوسط يساهم في تغذية الارهاب، وهذا يقتضي وضع التسوية السلمية في الشرق الأوسط كأولوية مطلقة ضمن أولوياتنا. ومن هذا المنطلق سنزور المنطقة بهدف اقناع الأطراف وتقريب وجهات نظرهم.

* وما هي العواصم الشرق أوسطية التي تشملها جولتكم المقبلة؟

ـ سأسزور مع الوزير الأول (البلجيكي)، اسرائيل وفلسطين ومصر والأردن وربما تشمل الجولة سورية ولبنان، وستكون جولة شاملة وستمتد مدة أسبوع، ومن المقرر أن تبدأ في حدود يوم 20 نوفمبر، بعد أن اضطررنا لتأجيلها عن موعدها الأول الذي كان مقررا بداية نوفمبر الجاري، لأسباب تتعلق على الخصوص باستعدادات الجانب الاسرائيلي.