إسرائيل ترحب بالعقوبات الاقتصادية الأميركية ـ البريطانية و«حماس» و«الجبهة الشعبية» و«حزب الله» تعتبر أنها غير معنية بالخطوة

TT

في الوقت الذي رحبت فيه اسرائيل بقرار الولايات المتحدة ومن بعدها بريطانيا، شن حرب اقتصادية على قائمة من 25 حركة ومنظمة وحزبا تتهمها بالارهاب (نشرتها «الشرق الأوسط» في عددها امس) من بينها حركتا حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرها، عبر تجميد ارصدتها، اعلنت هذه الحركات والمنظمات انها غير معنية بهذه الخطوة ولن تؤثر عليها لا من بعيد ولا من قريب.

وكانت الولايات المتحدة قد اعلنت هذه الخطوة اول من امس وتبعتها بريطانيا في وقت لاحق من الليلة قبل الماضية باعلان من وزير الخزانة جوردون بروان الذي قال ان لندن وواشنطن قررتا تجميد ودائع 25 منظمة مصنفة ارهابية. واضاف براون «اريد من جميع المؤسسات المالية ان تتحقق من معلوماتها وان تجمد ودائع الذين نعطي اسماءهم اينما وجدوا». واعتبر الوزير البريطاني ان هذا الاجراء الجديد يؤكد تصميم السلطات الاميركية والبريطانية على «بذل كل ما هو ممكن» لوقف تمويل المنظمات الارهابية.

وحسب براون فان هناك حوالى 63 مليون جنيه استرليني (91.5 مليون دولار) سبق ان جمدت في 36 مصرفا في اطار الاجراءات السابقة التي اتخذت بحق منظمات اخرى او افراد منذ اعتداءات 11سبتمبر (ايلول) الماضي في الولايات المتحدة.

وقال عبد العزيز الرنتيسي الناطق بلسان الحركة في قطاع غزة «ان الولايات المتحدة لا تقصد من وراء هذه الخطوة، محاربة الارهاب بل الاسلام». واضاف الرنتيسي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان الادارة الاميركية بهذا القرار تريد ان توفر غطاء للحملة الارهابية التي يقوم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ضد الشعب الفلسطيني. واعتبر القرار الاميركي بمثابة «ضوء اخضر لشارون وعصابته لمواصلة ارهابهم ضد الشعب الفلسطيني». وحول مدى تأثير هذا القرار على انشطة حماس، قال الرنتيسي ان اميركا بقرارها هذا لم تأت بجديد، مؤكدا في الوقت ذاته ان ذلك لن ينعكس سلبا على انشطة المقاومة لحماس. وشدد على ان المؤسسات المالية التي استهدفها القرار لا علاقة لها اصلا بحركة حماس، موضحا ان طبيعة هذه المؤسسات انسانية حيث تتولى رعاية الفقراء والايتام في فلسطين.

وفي بيروت اعتبر «حزب الله» اللبناني ان اضافة الولايات المتحدة اسمه الى قائمة القيود المالية التي تفرضها على المنظمات التي تعتبرها ارهابية «محاولة تخويف».

ففي اول رد فعل صدر عن الحزب تعليقاً على اصدار اللائحة قال مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» الشيخ علي دعموش امس: «ان الولايات المتحدة الاميركية تحاول من خلال اللوائح التي تطلقها هنا وهناك تخويف الدول والحركات الاسلامية المجاهدة لتوظيف ما حصل في 11 سبتمبر (ايلول) في تنفيذ مخططاتها ضد هذه المنطقة»، واضاف: «ان اميركا لن ترهبنا ولن تجعلنا نتخلى عن حقنا في المقاومة وعن جهادنا لتحرير ارضنا».

وبدوره قال مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق: «ان المقاومة بمنأى عن الترهيب والترغيب وكل اللوائح والتصنيفات والمؤامرات الاميركية او الاسرائيلية، ستكمل معركتها، ولن تتوقف العمليات وسيبقى العدو في دائرة الاستهداف والخوف والقلق».

على صعيد آخر حذر الشيخ قاووق بالرد على «الخروقات والاستفزازات الاسرائيلية المستمرة بأي اسلوب يضمن وقفها». معتبراً انه «اذا كانت المنظمات الدولية عاجزة عن وضع حد لتلك الخروقات فان المقاومة قادرة على ان تكمل المعركة حتى تحرير الارض وكامل الاسرى والمعتقلين».

وقال قاووق في احتفال للحزب امس: «ان اسرائيل تكمل مشروعها الارهابي العدواني على لبنان والشعب الفلسطيني في ظل صمت عربي ودولي، ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يخطط لكي يجر المنطقة الى حرب واسعة وكبيرة، وعلينا في لبنان ان نكون مستعدين لكل احتمالات الحرب، وليست الخروقات الجوية الصهيونية الا دليلاً جديداً على نوايا شارون العدوانية تجاه لبنان». واضاف ان «المقاومة لن تسمح بتمرير مخططات شارون التصعيدية والعدوانية الهادفة الى تأزيم الاوضاع في المنطقة في ظل التغييرات الدولية الجديدة».

وشدد قاووق على ان «حزب الله» يعتبر نفسه في ساحة معركة واحدة مع الشعب الفلسطيني، «لأن الجرح واحد والاحتلال واحد، يعنينا ما يعنيهم»، معتبراً ان «العدو الصهيوني يخشى كثيراً من تكامل الانتفاضة مع المقاومة في لبنان، وهذا سلاح قوي للبنان والعرب والفلسطينيين جميعاً».

وفي دمشق اعلن المتحدث باسم الجبهة الشعبية ماهر الطاهر (مسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) ان جبهته لن تتأثر بالقرار الاميركي ـ البريطاني. واضاف الطاهر الذي يتخذ من العاصمة السورية مقرا له «لا اعتقد ان هذا القرار سيؤثر علينا» مضيفا «ان دعمنا المادي يأتي اساسا من شعبنا وجماهير الشعب الفلسطيني والعربي». ورفض الطاهر القرار الاميركي مشيرا الى ان فصيله يحتكم الى «منظمة الامم المتحدة وميثاقها ومبادئ القانون الدولي».

وقال الطاهر ان الجبهة الشعبية «تنظيم فلسطيني يقاوم الاحتلال وهو جزء اساسي من منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها عربيا ودوليا بانها تمثل الشعب الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده وانه ممثل في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفي المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني».

واستقبلت اسرائيل هذه الخطوة بارتياح شديد خاصة وانها جاءت نتيجة ضغوط مارستها على الولايات المتحدة من اجل وضع اسم حماس وحزب الله وفصائل فلسطينية اخرى بما فيها الاجنحة العسكرية لحركة فتح على قائمة الارهاب.